الرئيسية / مقالات رأي / ماذا يقدم “الناتو” مجدداً؟

ماذا يقدم “الناتو” مجدداً؟

الشرق اليوم- يجتمع وزراء دفاع حلف “الناتو” يومي 12 و13 اكتوبر (تشرين الأول) بمقر الحلف في بروكسل، برئاسة أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ للبحث في آخر تطورات الحرب الأوكرانية، وأسباب تعثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في يونيو (حزيران) الماضي من دون أن يحقق الأهداف التي بنى عليها الحلف آمالاً كبيرة في إلحاق الهزيمة بالجيش الروسي واسترداد الأراضي التي احتلها في هجومه الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) عام 2022.

دول الحلف ترى أنها قدمت الكثير من الدعم العسكري، فيما القوات الأوكرانية تتعثر، وتواجه مقاومة روسية ضارية وتتكبد خسائر فادحة في الرجال والعتاد، وتحاول أن تعوّض عدم تقدمها بتكثيف الهجمات بالطائرات المسيّرة التي تستهدف مواقع عسكرية وجسوراً في شبه جزيرة القرم وفي خطوط القتال، إضافة إلى المطارات وصولاً إلى استهداف موسكو بالذات.

وزراء الدفاع يجتمعون هذه المرة لدرس الوسائل التي يمكن من خلالها تمكين القوات الأوكرانية من تحقيق ما عجزت عنه منذ بدء هجومها المضاد، من خطط جديدة ومشاركة أوسع في التخطيط وعمليات الاستطلاع، ودراسة الخلل في نظام السيطرة والقيادة الذي يعانيه الجيش الأوكراني، وقد بدا ذلك واضحاً في قرار إقالة وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف مؤخراً. وقد برر الرئيس الأوكراني زيلينسكي القرار بالقول “حان الوقت لاستخدام أساليب جديدة” في وزارة الدفاع، وذلك إقراراً منه بأن الأساليب القديمة لم تجد نفعاً، لعل الأساليب الجديدة تكون أكثر فائدة.

لكن الاجتماع المقبل لوزراء الدفاع لن يكون بالسهولة المتوقعة؛ ذلك أن دول الحلف قدمت كل ما في ترسانتها من أسلحة متطورة، مثل الدبابات الحديثة والصواريخ متعددة الأبعاد والمدافع، وصولاً إلى قذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع، وطائرات “إف 16” الموعودة، إلى درجة أن مخازن أسلحة بعض الدول باتت تعاني الشح.

إضافة إلى ذلك، برزت في الآونة الأخيرة حالة تذمر لدى العديد من الدول الغربية بعدما أصيبت بخيبة أمل من بطء الهجوم الأوكراني، وبدأت تشعر بعبء تقديم المزيد من الدعم، كما أن خلافات برزت على السطح وتبادل اتهامات، صدرت من خلال وسائل الإعلام، تكشف عن مشاعر فشل وخيبة أمل، فيما صدرت مواقف من جانب مؤيدي الحرب تتهم بعض الدول بالتخاذل، باعتبار أن أوكرانيا “لا تدافع عن نفسها فقط إنما تدافع عن أمن أوروبا”، وتدعو إلى تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى تطال عمق الأراضي الروسية، من دون أن تدرك هذه الأصوات أن الإقدام على خطوة كهذه يعني دفع روسيا إلى استخدام كل ما في ترسانتها من أسلحة، خصوصاً الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تستهدف كل البنى التحتية الأوكرانية وصولاً إلى العاصمة كييف، وربما تتسع رقعة الحرب إلى أبعد من حدودها الحالية، لأن روسيا سوف تعتبر استهداف عمقها تجاوزاً للخطوط الحمر.

لذلك، فإن اجتماع وزراء دفاع “الناتو” سوف يكون اجتماعاً تقييمياً للمرحلة السابقة، وتقديم ما يمكن من دعم لوجستي، من دون التورط في توسيع رقعة الحرب.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

جامعات أميركا… حقائق وأبعاد

بقلم: إياد أبو شقرا- الشرق الأوسطالشرق اليوم– «الانتفاضة» التي شهدها ويشهدها عدد من الحُرم الجامعية …