الرئيسية / الرئيسية / كركوك صراع الماضي والحاضر

كركوك صراع الماضي والحاضر

الشرق اليوم- شهدت محافظة كركوك العراقية مساء السبت، توترا أمنيا، نتج عنه حظر للتجول على خلفية التظاهرات الدامية في المحافظة.

إذ تطورت الاحتجاجات ليرافقها إطلاق نار من قبل مجهولين راح ضحيتها 4 مدنيين وأصيب 15 أخرين بجروح، وفقا لشبكة “سكاي نيوز”.

ولمنع تصاعد العنف، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بفرض حظر تجول في المدينة.

ودعا جميع الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية إلى أخذ دورها في درء الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار والنظام في محافظة كركوك، كما أمر أيضا بتأجيل تسليم المقر المسيطر التابع للجيش العراقي في محافظة كركوك، إلى قوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني حتى إشعار آخر.

أسباب التظاهرات

انطلقت هذه التظاهرات بتشجيع من أطراف عربية وتركمانية في المدينة؛ احتجاجا على قرار إرجاع مقر مجلس قيادة كركوك للحزب الديمقراطي الكردستاني.

ويشار إلى أن المقر تشغله قيادة عمليات كركوك منذ أحداث 16 أكتوبر عام 2017، بعد أحداث المواجهات المسلحة بين القوات العراقية المركزية وقوات كردية حول السيطرة على المحافظة بعد استفتاء أجراه إقليم كردستان للانفصال عن العراق.

وهذه الأطراف (الممثلة لبقية أعراق المدينة من عرب وتركمان وغيرهم)، ترى أن إعادة مقرات الحزب الديمقراطي، وعددها 33، يؤثر سلبا عليها، خاصة وأن العراق على أعتاب انتخابات مجالس المحافظات المقررة 18 ديسمبر الجاري، وعودة الحزب تعني زخما كبيرا له في المدينة.

وأدت هذه الاحتجاجات إلى قطع الطريق الرئيس الرابط بين كركوك وأربيل، والسبت انطلقت تظاهرات كردية في المدينة مطالبة بإنهاء قطع الطرق.

وتلا الاحتجاجات مناوشات بين المتظاهرين الكرد والشرطة وقوات فصائل الحشد الشعبي الشيعية، ما أدى إلى إطلاق النار ومقتل متظاهرين وجرح آخرين.

قلق من تدخل العصابات الإرهابية

حذرت جهات سياسية من أن تستغل “عصابات إرهابية” الأحداث لتشن هجمات تزيد الوضع اشتعالا.

وأدان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في بيان أعمال الشغب في كركوك، داعيا السوداني للتدخل.

وعلى أثره اتخذ السوداني قرارا بفرض حظر تجول في المدينة، ودعا جميع الجهات الفاعلة لأخذ دورها في درء الفتنة، كما أمر القوات الأمنية بأخذ دورها في فرض القانون ضد مثيري الشغب، وعدم السماح بحمل السلاح لغير رجال الأمن.

وحمّل الحزب الديمقراطي الكردستاني، الأحزاب العربية ومحافظ كركوك والحكومة العراقية القوات الأمنية مسؤولية ما يجري في المحافظة.

بدوره، حذر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، من التصعيد، مدافعا عن الكرد بقوله في بيان: “هذه التصرفات غير مقبولة أبدا، وستكون لها نتائج سيئة، وسفك دماء أبنائنا في كركوك سيكون له ثمن باهظ” بعد مقتل كردي.

وإشارة إلى آخر التطورات، فقد أعلنت السلطات العراقية، مساء أمس الأحد، رفع حظر التجول الذي فرض في مدينة كركوك، مؤكدة استقرار الوضع في عموم المدينة.

ردود حول أحداث كركوك

قال الكاتب السياسي فلاح المشعل: إن أحداث كركوك كانت نتيجة تجاهل الأوضاع حتى انفجرت أمس.

فيما أدان رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، التصعيد الخطير في مدينة كركوك، ودعا إلى التهدئة والحوار وفرض سيادة القانون، مشيرا إلى أن أحداث كركوك تؤكد الحاجة إلى اعتماد سياسات الاحتواء للتناقضات والمصالح المتباينة، وعدم تسييس الملف، والابتعاد عن سياسة فرض الأمر الواقع والمصالح الحزبية الضيقة.

مؤكدا أن مصلحة الجميع باعتبار كركوك مدينة عراقية، لتكون رمزاً للتعايش والوحدة الوطنية.

وكتب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، على منصة (X): نأسف بشدة لما يجري من أحداث في محافظة كركوك العزيزة، وندعو جميع الأطراف إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد، والحفاظ على الاستقرار، كما ندعو القوات الأمنية إلى فرض القانون وضمان السلم الأهلي والحفاظ على أرواح المواطنين.

وذكر الإعلامي الدكتور زيد الأعظمي أن أحداث كركوك تعد اختبار جديد للسوداني من حيث القدرة على إدارة ملف حيوي وجزء من اتفاق تشكيل الحكومة الحالية.

موضحا أن كل أطراف الأزمة مسلحة وكلهم يستعدون للانتخابات وكلهم يدعون أحقيتهم التاريخية في المدينة، مؤكدا أن فقدان السيطرة على كركوك وإحياء الصراع فيها هدفه انتخابي.

شاهد أيضاً

“حزب الله” ينشر بيانا جديدا لعملياته ضد الجيش الإسرائيلي

الشرق اليوم- نشر الإعلام الحربي في “حزب الله” اللبناني بيانا كشف من خلاله العمليات النوعية …