الرئيسية / مقالات رأي / “داعش” والعودة المريبة

“داعش” والعودة المريبة

بقلم: يونس السيد – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- على الرغم من هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي الاستراتيجية في عام 2017، تتفق جميع القوى المعنية بمحاربته، على أنه لا يزال يشكل تهديداً، وأن هذا التهديد آخذ في الارتفاع، خصوصاً في معاقله التقليدية، في سوريا والعراق، علاوة على تثبيت موطئ قدم له في الساحل الإفريقي، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول إمكانية عودته إلى الواجهة مجدداً.

قبل أيام قليلة، حذر خبراء أمميون من أن أتباع “داعش” يعدون بالآلاف في سوريا والعراق، ويقدرون أنه لا يزال يقود بين 5 آلاف و7 آلاف مقاتل في كلا البلدين، ويرون أنه رغم العقوبات المفروضة عليه، ظل تهديده مرتفعاً خلال النصف الأول من عام 2023، في أغلب مناطق الصراع. وقبل أيام أيضاً حذر رئيس الوزراء العراقي في لقاء مع قادة الأجهزة الأمنية، من أن “داعش” يسعى للإطلال برأسه من جديد، ووجه بالعمل على تكثيف الضربات الاستباقية وملاحقة فلوله والقضاء عليها في كل مكان.

وفي سوريا تصاعد نشاط التنظيم على نحو لافت خلال الشهور الأخيرة، ولم يعد الأمر يقتصر على استهداف جامعي “الكمأة” من المدنيين الأبرياء الذين يبحثون عن لقمة العيش، وإنما بات يستهدف الجيش السوري بشكل مباشر عبر نشر الكمائن وإيقاع خسائر كبيرة في قوات الجيش، ممن يستقلون حافلات خلال تنقلهم لقضاء إجازاتهم أو العودة منها. أما في إفريقيا، فهو يواصل هجماته الدامية في بعض دول الساحل، ويقوم بنقل قواته من مناطق الصراعات إلى مناطق أخرى تسمح له بمواصلة نشر إرهابه وفرض نفسه لاعباً بين اللاعبين الكبار في تلك المنطقة.

من بين الأسئلة الملحة التي تُطرح في هذا المجال، هل تمكن “داعش” من تجاوز هزيمته في عام 2017؟ صحيح أنه تم القضاء على دولته المزعومة، وقتل وأسر عشرات الآلاف من عناصره، ووضعت عائلاتهم في مخيمات اعتقال، غير أن أعداداً غير معروفة منهم تمكنت من الفرار إلى البادية السورية العراقية.

السؤال هو كيف تمكن هؤلاء من إعادة تنظيم أنفسهم وبناء قدراتهم القتالية وصولاً إلى شن هجمات خطيرة ودامية أحياناً باعتماد أساليب تكتيكية جديدة تقوم على العمليات الخاطفة، وعدم الاحتفاظ بالسيطرة على الأرض، على الرغم من تصفية أربعة، على الأقل، من زعماء التنظيم، منذ ذلك التاريخ، بخلاف كوادره وقادته من الدرجة الثانية. ولعل الأكثر إلحاحاً هو: كيف يمول هؤلاء أنفسهم، ويحصلون على الإمدادات اللوجستية من أسلحة وعتاد وذخيرة وتموين، وسط كل هذه الجهات التي تعمل على محاربتهم؟! وعلى المستوى العالمي هناك أيضاً قرارات بمراقبة تحريك الأموال والتحويلات وتجفيف منابع الإرهاب أياً كان شكلها ومصدرها.

أسئلة كثيرة في الواقع لا تجد إجابات شافية عنها، ولكن ثمة مؤشرات جدية على وجود جهات بعينها تقوم باستخدام هذا التنظيم الإرهابي وتوظيفه لتحقيق أهداف ومصالح معينة، فيما يستفيد هو من البقاء على قيد الحياة، حتى تأتيه الفرصة المناسبة للانفلات من جديد، وعندها قد يعود “داعش” تهديداً عالمياً، وليس على مستوى المنطقة فحسب.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …