الرئيسية / الرئيسية / ما السبب وراء تصعيد المقاومة الفلسطينية في الضفة؟

ما السبب وراء تصعيد المقاومة الفلسطينية في الضفة؟

الشرق اليوم- قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، في حديثه مع برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2023/8/21) حول “إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل منطقة عسكرية مغلقة”: إن تصاعد وتيرة عمليات المقاومة مؤخرا يؤكد أننا أمام صعود لن يتوقف لانتفاضة الشعب الفلسطيني التي بدأت منذ عام 2015، حيث كانت لحظة تحول حيث أدرك الشعب أنه لا مناص من القتال والمواجهة مع الاحتلال.

واعتبر اتهام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإيران بالوقوف وراء تلك العمليات استمرارًا لسياسة قديمة ينتهجها الاحتلال بالبحث عن دولة لتحميلها مسؤولية فشله في إيقاف المقاومة، حيث كان يتهم في السابق الاتحاد السوفياتي، ثم مصر في عهد جمال عبد الناصر، ثم سوريا وبعدها العراق وأخيرا إيران، و”ربما لاحقا أذربيجان”، على حد تعبيره.

ويشار إلى أن الإعلان جاء بعد مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة آخر في إطلاق نار لم يُعرف منفذه، قرب مجمع مستوطنات “كريات أربع” بالخليل في الضفة الغربية.

وقد جاءت هذه العملية بعد يومين من مقتل مستوطنَين إسرائيليَين في عملية ببلدة حوارة في الضفة، لم يتمكن الاحتلال من العثور على منفذها حتى الآن، في وقت اتهم فيه نتنياهو إيران ومن سماهم أتباعها بالوقوف وراء “الهجوم الإرهابي الأخير” في الخليل، حسب وصفه.

وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن دلالة تطوّر عمليات المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية في ضوء ما شهدته الضفة من زيادة وتيرة العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية، وكذلك دلالة فشل سياسة القبضة الأمنية التي تتبناها حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بما تضمنته من عمليات توغل واقتحام للمدن والمخيمات.

جوهر المشكلة

وفي حديثه لما وراء الخبر، يرى البرغوثي أن الإسرائيليين يهربون من جوهر المشكلة، وهو الاحتلال والقمع، لافتا إلى سقوط نحو 209 شهداء، منهم 38 طفلا منذ مطلع العام، دون أي محاسبة، في وقت تشهد فيه مدينة الخليل حاليا حصارا خانقا يمس حياة 800 ألف فلسطيني.

وأضاف أن الفلسطينيين يتعرضون لاستيطان إجرامي ومس للكرامة وإذلال واضح على 650 حاجزا، كما يقطع الاحتلال عنهم الماء ويتعرضون لأسوء نظام تمييز عنصري، وهو ما لا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة سواء حظيت تلك المقاومة بدعم دول أو لم تحظ بذلك الدعم.

واتهم الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الولايات المتحدة وإداراتها المتعاقبة بالمسؤولية عما يجري، لعدم قيامها بكبح إجرام إسرائيل وحكومتها المتطرفة التي لا ينبغي وصف ما تقوم به بالفشل السياسي فحسب، وإنما يجب اعتبارها مجرمة.

الموقف الأمريكي يراه بريت بروين -مدير التعاون الدولي السابق في البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما- يتمثل في المراقبة بقلق، لكنه لم يستبعد أن يدفع استمرار التصعيد الإسرائيلي  إدارة الرئيس جو بايدن إلى تدخل فعال يضع حد لهذا التصعيد، حسب رأيه.

ويضيف في حديثه لما وراء الخبر، أن هذه التطورات تأتي في وقت أحرق فيه نتنياهو الكثير من جسور التواصل مع دوائر القرار بواشنطن، رغم إعطاء الولايات المتحدة إسرائيل مجالا واسعا للتحرك، الذي يرى أنه لم يعد متاحا كما في السابق، على حد تقديره.

تقصير واشنطن

ويرى بروين أن الفشل السياسي لإسرائيل أتاح مساحة لصعود المتطرفين من الجانبين، مقرا بأن واشنطن كانت مقصرة في التعامل مع ما يحدث من انتهاكات بحق الأراضي الفلسطينية، في ظل إقدام حكومة نتنياهو على مقاربات أكثر خطورة في كيفية تعاملها مع الجوانب الأمنية، حيث لم يواجه ذلك حتى بالتنديد الكافي.

بدوره، يرى الباحث والمحلل السياسي الإسرائيلي غولان برهوم أن ما يحدث من تصاعد لعمليات المقاومة غير متعلق بالاحتلال ولا بما يراه البعض من تطرف في أداء حكومة الاحتلال، وإنما هو محاولات لزعزعة الاستقرار من قبل إيران التي لا تقبل بوجود دولة إسرائيل، حسب تعبيره.

ويعتبر برهوم في حديثه لما وراء الخبر، أن إيران هي عنصر مركزي في إنتاج هذه العميات، مضيفا أنها تريد استمرار التطرف ضد المواطنين الإسرائيليين، زاعما بأنها “عدو مشترك” للعرب وإسرائيل، وفق رأيه.

وبرر المحلل الإسرائيلي ما يقوم به الاحتلال من قتل لفلسطينيين وهدم لمنازلهم بأنه رد فعل يستهدف المخربين، نافيا أن يكون بناء بيوت أو مستوطنات على ما زعم بأنها “أراضي أجدادهم” مخالف للقانون الدولي.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

من هم المسيحيّون؟ رحلة عبر الطّوائف والانقسامات

بقلم: حسن إسميك- النهار العربيالشرق اليوم– “المسيحي”، بأسط التعريفات، هو أي شخص يؤمن بأن يسوع …