الرئيسية / الرئيسية / التعزيزات الأمريكية في المنطقة تزيد من التوتر مع طهران.. ما الأبعاد؟ وما الآثار؟

التعزيزات الأمريكية في المنطقة تزيد من التوتر مع طهران.. ما الأبعاد؟ وما الآثار؟

الشرق اليوم- قال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإستراتيجي خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” لإعلان الأسطول الخامس الأمريكي نشر 3 آلاف جندي وعدد من القطع البحرية في الشرق الأوسط كجزء من خطة أمريكية لتخفيف التوترات الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرتها السفن في الخليج، إن ما قام به الأسطول الخامس الأمريكي من دعم قدراته العسكرية في منطقة الشرق الأوسط ليس سوى تعزيز لما هو موجود، ولا يمثل حشدا جديدا للقوة في المنطقة، ولا يمكن أن يفضي لمواجهة مباشرة.

وأوضح أن الأسطول لديه بالفعل حاملة طائرات و17 قطعة بحرية مختلفة، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف جندي، وبالتالي فإن إرسال قطعتين بحريتين و3 آلاف جندي آخر هو دعم للقوة الرئيسية، وهو يشير إلى شعور أميركي بتنامي خطر إيران وتهديدها، مما يستدعي هذا الدعم.

بدورها، انتقدت طهران هذه الخطوة، مؤكدة أن دول المنطقة أقدر على حماية أمنها، كما توعدت بالرد على ما سمتها “أي استفزازات أمريكية محتملة بالخليج”.

وتساءلت الحلقة عن الأهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها بإرسال كل هذه التعزيزات العسكرية إلى الشرق الأوسط في هذا التوقيت ووجاهة أسباب التوجس الإيراني من هذه الإجراءات، والمآلات المحتملة لأمن الخليج في ضوء ارتفاع التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية هذه التحركات.

أسباب القلق الأمريكي

وأشار اللواء الدويري إلى أن المناورة التي أجرتها إيران مؤخرا وكان محورها الدفاع عن الجزر المتنازع عليها في الخليج العربي، وما أفصحت عنه خلالها من قدرات عسكرية جديدة -ومنها سفن مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر- هما ما أثارا القلق الأمريكي.

لكنه في الوقت ذاته استبعد أي مواجهة مفتوحة ومباشرة، لافتا إلى أنه خلال 4 عقود من الصراع لم تحدث تلك المواجهة، لأن عواقبها على كلا الطرفين ثقيلة وإن كانت أشد قسوة على الجانب الإيراني، وما يجري هو رسائل ردع وتحذير من كل طرف للآخر.

وأضاف أنه يمكن أن تحدث عمليات استفزاز واحتكاك يمكن احتواؤها، لكن لن تحدث مواجهة مفتوحة، فالفارق في القوة بين البحرية الإيرانية والأمريكية كبير، ومهما كانت قوة البحرية الايرانية فإن ذلك لن يسمح لها بمواجهة شاملة وإن كانت قادرة على إلحاق الضرر والإرباك.

بدوره، قال الباحث الإيراني المتخصص في القضايا الإقليمية والإستراتيجية حسين رويوران: إن التصعيد الجاري أمريكي وليس إيرانيا، وإن ما قامت به طهران من احتجاز ناقلات كان رد فعل على احتجاز ناقلة إيرانية وسرقة نفطها من طرف الولايات المتحدة.

وأضاف رويوران في حديثه لما وراء الخبر أنه إذا كانت أميركا تتصور من خلال التحشيد العسكري في المنطقة قدرتها على فرض أمر على إيران فإنها تكرر خطأ استخدام آلية سبق أن فشلت، معتبرا أن ما قامت به واشنطن يهدف إلى توتير الأجواء ودفع المنطقة للعودة تحت مظلتها الأمنية.

أطراف أخرى

وفي هذا السياق، يرى رويوران أن الرسالة الأمريكية تستهدف أطرافا أخرى في المنطقة غير طهران، وذِكر إيران ما هو سوى مبرر لتمرير تلك الرسالة إليهم، حيث تتخوف واشنطن من مساعي دول في المنطقة لإيجاد مسارات أخرى للحماية والدفاع.

وأكد الباحث الإيراني على أن بلاده باتت تمتلك قوة رادعة من حقها أن تستعرضها بهدف منع الحرب لا إشعالها، مشددا على أن إيران لن تبدأ أي حرب مع أي طرف في المنطقة حتى أميركا باستثناء الكيان الصهيوني، لكنها لن تتوانى في الدفاع عن نفسها.

بدوره، يبرر بريت بروين مدير التعاون الدولي السابق في البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ما قامت به بلاده بتزايد الخطر الإيراني في المنطقة وشعور واشنطن بقلق نتيجة خطوات طهران الأخيرة، ومنها ترددها في دخول أي مفاوضات جادة بشأن مشروعها النووي.

وذكر في حديثه لما وراء الخبر أن إيران لديها تاريخ طويل من النشاطات خارج ما هو مقرر، على حد تعبيره، كما أنها هاجمت مصالح الولايات المتحدة وغيرها في المنطقة، خطرها أصبح أكبر مما كان عليه، وهذا ما استدعى إرسال رسالة إلى طهران بأن أي هجمات قادمة ستواجه برد سريع وقوي.

واتفق بروين مع الدويري على استبعاد المواجهة المباشرة، لكنه في الوقت ذاته يرى أنه لا يمكن ترك طهران تواصل تهديداتها ونشاطاتها دون مواجهة، لأن ذلك سيعرض المنطقة لمزيد من الاضطراب، وما تقوم به واشنطن لا يخدم مصالحها في المنطقة وحسب، وإنما لأجل حماية الاقتصاد العالمي.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

“حزب الله” ينشر بيانا جديدا لعملياته ضد الجيش الإسرائيلي

الشرق اليوم- نشر الإعلام الحربي في “حزب الله” اللبناني بيانا كشف من خلاله العمليات النوعية …