الرئيسية / مقالات رأي / روسيا وإفريقيا..”قمة” المصالح والرسائل

روسيا وإفريقيا..”قمة” المصالح والرسائل

الشرق اليوم- على أرض سانت بطرسبورغ ثاني أكبر مدينة في روسيا بعد موسكو، وسادس أكبر مدينة في أوروبا وأهم ميناء ومنفذ روسي على بحر البلطيق، يستضيف الرئيس فلاديمير بوتين القمة الروسية – الإفريقية في دورتها الثانية والتي بدأت أعمالها الرسمية أمس وتختتم مساء اليوم، وذلك بمشاركة ممثلي 49 دولة إفريقية.

كانت القمة الروسية الإفريقية الأولى قد عقدت في مدينة سوتشي 2019، بمشاركة ممثلي 43 دولة، فضلاً عن 8 تكتلات ومنظمات إفريقية كبرى. وخلالها تم التوقيع على 92 اتفاقية بقيمة إجمالية قدرها 1.004 تريليون روبل، كما تم الاتفاق على أن تعقد القمة مرة واحدة كل ثلاث سنوات، وبالفعل حصدت روسيا ثمار القمة الأولى في سوتشي سريعاً بعد مرور عامين فقط، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا العام 2022 إلى 18 مليار دولار.

 القمة في دورتها الثانية ترفع شعار “قمة الرسائل وتمتين المصالح”.. فهي تأتي في توقيت حساس للغاية إقليمياً ودولياً، في ظل استمرار الحرب الأوكرانية بتأثيراتها السلبية على مختلف دول العالم وتحديداً الدول الإفريقية، وخاصة بعد تعليق اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، في وقت سابق من شهر يوليو الجاري، والذي جاء بمثابة ضربة لدول إفريقية تحاول التغلب على أزماتها الاقتصادية، وفي مقدمتها دول مثل مصر التي تعد المستورد الأكبر للقمح في العالم.

الرئيس فلاديمير بوتين يحاول من خلال هذه القمة، أن يمتّن الروابط مع الدول الإفريقية ويوسع شبكة حلفاء روسيا، كما يحاول التخفيف من التأثيرات الاقتصادية لقرار تعليق “صادرات الحبوب”، وأكد ذلك في كلمته عندما قال: “نولي أهمية كبيرة لتوريدات الحبوب للدول الإفريقية، وروسيا تساعد البلدان التي تحتاج إلى المساعدات الإنسانية” موضحاً أنه تم وضع عراقيل لصادرات الأسمدة والحبوب الروسية إلى الدول الإفريقية، وأنه يتوقع محصولاً قياسياً من الحبوب هذا العام، وأن روسيا ستعمل على تصدير 50 ألف طن من الحبوب لعدة دول بإفريقيا، بل وستصدره إلى 6 دول مجاناً وهي  بوركينا فاسو، وزيمبابوي، ومالي، والصومال، وإفريقيا الوسطى، وإريتريا”.

الرسالة الأهم التي وجهها بوتين، من خلال القمة كانت للولايات المتحدة الأمريكية.. هي أن روسيا قادرة على الوقوف في مواجهة المخطط الأمريكي الغربي الذي يسعى لتحجيمها وتقليم أظفارها قارياً وعالمياً، وأنها قادرة – رغم العقوبات- على منافسة واشنطن على النفوذ والتأثير بإفريقيا، ولن تتنازل عن إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، بحيث لايترك فريسة لدولة واحدة تتحكم فيه كيفما تشاء.

خلال 28 فعالية بالقمة التي شهدتها سانت بطرسبورغ مدينة الليالي البيضاء، حيث لاتعرف المدينة الظلام لمدة شهر ونصف الشهر تقريباً كل عام، خلال الفترة من بداية يونيو وحتى منتصف يوليو، قالت روسيا كلمتها، وأكدت أنها مع إفريقيا اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وستساهم في تحويل القارة السمراء التي تعاني دول كثيرة فيها، إلى دول تشهد نهضة اقتصادية عملاقة، من خلال مشروعات الشراكة الشاملة.. فهل سترد واشنطن بعد أن تستوعب رسائل بوتين؟ أم ستحاول إصلاح ماأفسدته طوال السنوات الماضية في علاقتها بالدول الإفريقية؟.

أمريكا ستجيب قريباً..

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …