الرئيسية / مقالات رأي / إسرائيل.. الانقسام يتسع

إسرائيل.. الانقسام يتسع

الشرق اليوم- صادق الكنيست الإسرائيلي بأكثرية 64 صوتاً، يوم أمس الأول، على القسم الأول من “التعديلات القضائية”، المعروفة بقانون “ذريعة عدم المسؤولية”، وبذلك دخلت إسرائيل نفقاً طويلاً من الصراع والانقسام الأفقي والعمودي، وسط تظاهرات صاخبة غير مسبوقة، شارك فيها الآلاف في تل أبيب والقدس المحتلة ومدن أخرى.

 تجاهل بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية، تحذيرات الإدارة الأمريكية، ودعوة الرئيس جو بايدن إلى عدم استعجال الإصلاحات القضائية “المثيرة للانقسام”، والاستماع إلى نصيحة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ، وتحذيراته من أن إسرائيل تمر ب”أزمة تاريخية تهدد بتدميرها من الداخل”، وأفشل الحوار مع المعارضة، للتوصل إلى حل وسط بشأن التعديلات القضائية.

 وهكذا، وضع المتطرفون، إسرائيل ولأول مرة منذ قيامها قبل 75 عاماً أمام أخطر أزمة وجودية؛ بحيث تتعرض إلى خطر انقسام داخلي غير مسبوق، بين العلمانيين والمتدينين، وبين الأشكيناز والسفرديم امتداداً إلى الجيش الذي يواجه للمرة الأولى “خطر التفكك”، بعد دخوله حلبة الصراع بين الحكومة والمعارضة؛ حيث يهدد آلاف الضباط وجنود الاحتياط من سلاح الجو والأسلحة الأخرى وأجهزة الأمن المختلفة بوقف الخدمة العسكرية، وهو ما حذرت منه مختلف القيادات العسكرية، إضافة إلى “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” الذي قال في تقرير له “الجيش الإسرائيلي، جيش الشعب، معرض لخطر التفكك، ما يقودنا نحو جيش ضعيف، وواقع محفوف بالمخاطر يهدد قوة الردع”.

 التعديل الجديد يضع القضاء في قبضة الحكومة؛ إذ لن تستطيع المحاكم بعد الآن إلغاء قرارات الحكومة إذا كانت تتعلق بمسألة سياسات عامة، بما يُجرد إسرائيل من خطوط دفاعها الرئيسية في الدعاوى القانونية الدولية، كما يعرض الحريات المدنية للخطر مع آثار كارثية على الاقتصاد، إضافة إلى علاقات إسرائيل الخارجية مع الحلفاء، وخصوصاً مع الولايات المتحدة التي تشعر بخيبة أمل إزاء رفض نتنياهو الاستماع إلى نصائحها، وخشيتها من تحول إسرائيل إلى دولة دكتاتورية التي طالما تباهت بتسميتها بأنها “الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”.

أصوات كثيرة في الولايات المتحدة بدأت ترتفع، مطالبة بممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، من بينها الدعوة إلى وقف تقديم المساعدات، كان أبرزها مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” للصحفي نيكولاس كريستوف الذي كتب يقول: “هل حان الوقت للتفكير في التخلص من المساعدات الأمريكية لإسرائيل بشكل تدريجي؟”. وتساءل: “هل من المنطقي أن تستمر الولايات المتحدة في منح مبلغ ضخم قدره 3.8 مليار دولار سنوياً لبلد ثري أغنى من اليابان؟” داعياً الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة مع نتنياهو “الذي يقضي على أمل يضمن حل الدولتين”.

 ما تشهده إسرائيل مجرد بداية لأزمة قد تطول وتزداد خطراً.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …