الرئيسية / مقالات رأي / من أجل إنقاذ السودان

من أجل إنقاذ السودان

الشرق اليوم- إذا كانت هناك من تحركات جادة لحلحلة الأزمة في السودان وتجاوز تداعياتها الكارثية، فيمكن الإشارة إلى مؤتمر قمة دول جوار السودان، الذي احتضنته العاصمة المصرية القاهرة يوم أمس الخميس، لأن هذه الدول تستشعر خطورة امتداد الصراع إليها، وبالتالي تزداد معها المخاوف من اتساع رقعة الحرب وتمدد آثارها إلى حد لا يمكن السيطرة عليه.

في قمة القاهرة طرحت الكثير من الأفكار والمقترحات، من بينها خطة مصرية تهتم بمعالجة الأزمة وتطويق تداعياتها، والعمل على حل الأزمة بوسائل تحافظ على استقرار السودان ومحاصرة الصراع القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحيث لا تمتد الحرائق إلى بقاع أخرى.

القمة التي شاركت فيها، إلى جانب مصر، كل من السودان، إثيوبيا، ليبيا، إريتريا، تشاد، جنوب السودان، وجمهورية إفريقيا الوسطى، إضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، وممثلين عن قوات الدعم السريع، “أعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد في الوضع الأمني والإنساني في السودان”، كما ركزت على الجهود المبذولة لإعادة السلام إلى السودان والبحث في الوسائل الضرورية لمواجهة مخاطر الأزمة، والتأكيد على “ضرورة حماية الدولة السودانية ومؤسساتها”، والدعوة إلى “الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه، واعتبار النزاع الحالي شأناً داخلياً”.

القمة أكدت كذلك أهمية إطلاق حوار جامع يلبي تطلعات الشعب السوداني، وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد.

واستشعاراً لخطورة الوضع القائم وفي إطار تحركها لاحتواء الأزمة، سترسل مصر وفداً عالي المستوى إلى السودان يتولى بحث الأزمة من كافة جوانبها وإيجاد الحلول المناسبة لإخماد أصوات المدافع والعودة إلى الخيار السياسي، إيماناً من دول الجوار بأن المسار الذي ينتهجه الطرفان المتصارعان اليوم لن يقود إلا إلى مزيد من الكوارث والمآسي للشعب السوداني ولشعوب الدول المجاورة.

انطلاقاً من هذه المخاوف، يمكن القول إن البحث عن حلول للأزمة في السودان لن يكون إلا بأيدي السودانيين أنفسهم، لكن عليهم أن يدركوا أنه بدون الالتفات إلى مصالح بلادهم، فإن الصراع سيمتد ليطال حاضر ومستقبل أجيال قادمة، لذا يجب على طرفي الصراع الإنصات إلى صوت العقل والتجاوب مع المبادرات الإقليمية والدولية الساعية إلى إنهاء القتال والعودة إلى مسار يستطيع من خلاله كافة أبناء السودان المشاركة في صنع مستقبلهم وحدهم.

وحسناً فعل الجيش وقوات الدعم السريع والقوى المدنية بالترحيب بمخرجات مؤتمر قمة دول جوار السودان، لكن الأمر يجب ألا يقتصر على الترحيب فقط، بل بالتحرك الجاد لإسكات أصوات المدافع وأزيز الطائرات ومنح السودانيين الذين تشردوا إلى كل بقاع الأرض الأمل للهروب من جحيم الحرب وويلاتها.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …