الرئيسية / مقالات رأي / قمة الناتو.. الهاجس الأمني

قمة الناتو.. الهاجس الأمني

الشرق اليوم- هي القمة الأولى لحلف الناتو التي تشهد إجراءات أمنية غير مسبوقة لم تشهدها أية قمة سابقة. إذ يتولى زهاء 12 ألف جندي مهمة حماية القمة، إضافة إلى عدة آلاف من رجال الأمن المنتشرين في العاصمة الليتوانية فلينيوس، وقيام إسبانيا بنقل منظومة صواريخ أرض جو من لاتفيا المجاورة، وكذلك فعلت ألمانيا التي نقلت منظومة صواريخ باتريوت.

هذا الحشد العسكري سببه مخاوف أمنية حقيقية، بسبب محاذاة ليتوانيا لكل من روسيا وبيلاروسيا، ثم نظراً لطبيعة انعقاد القمة وسط بيئة أمنية شديدة الخطورة، جراء الحرب الأوكرانية؛ حيث تعتبر روسيا وفق قمة مدريد التي عقدت العام الماضي، بأنها تشكل تهديداً أمنياً لكل دول الحلف.

ومن هذا المنظار فإن حلف الناتو يرى أهمية بالغة، لاتخاذ الإجراءات الأمنية، لحماية القمة والدول الأعضاء، بعدما عمد الحلف إلى صياغة مفهوم جديد للأمن، يقوم على الأمن الدائم، بدلاً من الأمن وقت الحاجة.

 هذا الهاجس الأمني، سببه أن الحلف تخلى عن الوسائل الدبلوماسية في تعامله مع روسيا بشأن الحرب الأوكرانية، واتخذ نهجاً جديداً يقوم على المواجهة فقط، الأمر الذي يعني الاستنفار الكامل وفي كل الأوقات، لذلك ليس غريباً أن تتم مثل هذه الإجراءات الأمنية لحماية القمة.

 ومع بدء وصول قادة دول الحلف ال31 إلى العاصمة الليتوانية للمشاركة في القمة اليوم، فقد تم إنجاز كل الاستعدادات التي تضمن انعقاد القمة وفق ما هو مخطط لها، والخروج بقرارات تؤكد إصرار الحلف في المضي بالحرب حتى النهاية، وصولاً إلى تحقيق هدف “تغلب أوكرانيا على روسيا واسترجاع أراضيها”، وهو هدف أعلنه أمين عام الحلف ينس ستولتنبيرغ من قبل. لذلك فإن الحلف سوف يسعى إلى المزيد في الاستثمار في القدرات الدفاعية من خلال تخصيص 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع سنوياً، وتقديم أقصى دعم عسكري ممكن لأوكرانيا، والعمل على وضع خطط دفاعية جديدة مع وضع المزيد من القوات الأطلسية في حالة تأهب.

 إن حلف الناتو يعيش حالة قلق، نتيجة شعوره بأنه يواجه أخطر بيئة أمنية منذ نهاية الحرب الباردة، وهو ما تعمل الولايات المتحدة على تكريسه من أجل مواصلة استخدام دول الحلف كإحدى أهم وسائلها لإبقاء هيمنتها على النظام الدولي، والحؤول دون قيام نظام دولي جديد متعدد الأقطاب.

 ولأن انضمام أوكرانيا إلى الحلف بات متعذراً لأسباب عديدة، من بينها معارضة العديد من الدول، خوفاً من اتساع رقعة الحرب، حيث يفرض الانضمام مشاركة دول الحلف في الحرب، بموجب المادة الخامسة من ميثاق الحلف، فإن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي يطالب الحلف بضمانات أمنية واضحة، كبديل عن عدم الانضمام.

 الأمن ثم الأمن، هو عنوان وهاجس قمة ليتوانيا اليوم.

شاهد أيضاً

إسرائيل لا تملك وسائل تحقيق طموحات نتنياهو ومن هم على يمينه!

بقلم: فارس خشان – النهار العربي الشرق اليوم- يعاني الجيش الإسرائيلي في غزة من الدوران …