الرئيسية / الرئيسية / Washington Post: بايدن يرتكب خطأ غير مقصود في المنافسة مع الصين

Washington Post: بايدن يرتكب خطأ غير مقصود في المنافسة مع الصين

بقلم: جوش روغين

الشرق اليوم– ارتكب الرئيس جو بايدن خطأ باختياره، فبدلا من تعزيز الرسالة التي تفيد بأن حلفاء أمريكا في آسيا يمكنهم الاعتماد على واشنطن، أرسل رسالة مضادة بانسحابه من زيارة محطتين حيوتين هناك في اللحظة الأخيرة.

ويوصف ذلك بأنه خطأ فادح قصير النظر ستستغله بكين بالتأكيد عند تقربها من حلفاء أمريكا وشركائها في آسيا.

وبعد وقت قصير من وصول بايدن إلى طوكيو لحضور قمة مجموعة السبع يوم الخميس الماضي، أعلن المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي مجددا نهج واشنطن تجاه الدول الآسيوية التي تشعر بالقلق من سياسات الصين التوسعية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولكنها تشكك في الالتزامات الأمريكية. وقال إن تنسيق المنافسة مع الصين والرد على العدوان العسكري والاقتصادي الصيني سيكون “مفتاح جدول الأعمال” في اليابان.

أقوال لا تؤيدها الأفعال

واشنطن لا تطلب من الدول الاختيار بين أمريكا والصين، بل ستظهر عمليا أنها شريك موثوق به ومستقر في هذا الجزء من العالم، كما أنها تعطي الناس بدائل للإكراه والترهيب من الصينيين.

وعلق روغين بأن هذا النهج منطقي تماما، لكن ولسوء الحظ لا يمكن فهمه مع قرار بايدن يوم الأربعاء الماضي بإلغاء زيارتيه المخطط لهما منذ مدة طويلة إلى أستراليا وبابوا غينيا الجديدة، إذ نُظر إلى الإلغاء في أستراليا بأنه ازدراء وخلل سياسي يسبب ضررا حقيقيا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويمنح بكين نصرا سهلا.

وأضاف “أما ضرر إلغاء زيارته لبابوا غينيا الجديدة فهو واضح تماما، إذ كان من المقرر أن يلتقي بأعضاء منتدى جزر المحيط الهادي، وهو اتحاد يضم 10 دول ينسق السياسة الاقتصادية والأمنية في المحيط الهادي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس أمريكي بابوا غينيا الجديدة، وهي دولة ذات أهمية إستراتيجية تهتم بها الصين بشدة”.

مبرر غير مقنع

إن مبرر الإلغاء، وهو ضرورة العودة لأمريكا لمتابعة مفاوضات سقف الديون، غير مقنع، وأن الرئيس بايدن سيكون أفضل حالا من الناحية السياسية عندما يظهر قدرته على تأكيد قيادة الولايات المتحدة في آسيا والرد على الصين، وفي الوقت نفسه يظل مشاركا أيضا في محادثات الديون.

وهناك قائمة طويلة من المناسبات التي ألغى فيها رؤساء الولايات المتحدة زياراتهم إلى آسيا بسبب السياسة الداخلية، إذ انسحب كل من الرئيس جورج بوش الابن وبيل كلينتون وباراك أوباما (مرتين) من الرحلات الدبلوماسية إلى آسيا بسبب “الطوارئ” السياسية، كما أن الرئيس دونالد ترامب خطط بشكل سيئ لتخطي قمة رئيسية في الفلبين في عام 2017 للعودة إلى الوطن مبكرا دون سبب على الإطلاق، ليرضخ لاحقا ويذهب إلى موقع القمة، لكنه يغادر بعد ذلك لأن الاجتماع بدأ متأخرا.

مساعدات صينية وتجاهل أمريكي

وفي عام 2018، عندما قمت بمرافقة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي آنذاك إلى بابوا غينيا الجديدة لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي، وشهد حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، قبل بدء القمة بأسبوع في زيارة دولة مطولة، وللاحتفال بافتتاح طريق سريع جديد في العاصمة بورت مورسبي، يؤدي إلى مبنى البرلمان الجديد، وكلاهما (الطريق ومقر البرلمان) شيدتهما الصين هديةً، كما التقى بالعديد من قادة منتدى جزر المحيط الهادي.

ومنذ ذلك الحين، وسعت بكين علاقاتها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية مع دول جزر المحيط الهادي، مستفيدة من التجاهل الأمريكي لتلك البلدان.

شاهد أيضاً

تأخر تشكيل المحكمة الدستورية في تونس يثير شكوكا حول انتخابات الرئاسة

بقلم: حمادي معمري- اندبندنتالشرق اليوم– يترقب التونسيون إعلاناً رسمياً من قبل هيئة الانتخابات عن الرزنامة …