الرئيسية / مقالات رأي / ماكرون يحذّر أوروبا

ماكرون يحذّر أوروبا

بقلم: فيصل محمد بن سبت- القبس

الشرق اليوم– يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين وأميركا بشأن تايوان .. هذا ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة أجراها على متن طائرته بعد انتهاء زيارته للصين التي دامت ثلاثة أيام في شهر أبريل الماضي.

الرئيس الفرنسي حذر الدول الأوروبية من التحول إلى اتباع لأميركا في تنفيذ أجندتها تجاه الصين وأزمتها مع تايوان، وقال إن أوروبا زادت من اعتمادها على الولايات المتحدة في مجالي الأسلحة والطاقة، وإنه يجب عليها الآن التركيز على تعزيز صناعاتها وخاصة الدفاعية منها، كما اقترح أن تقلل أوروبا من اعتبار الدولار الأميركي العملة الوحيدة للتعامل عبر العالم، خاصة بعد أن قامت الولايات المتحدة باستخدامه كسلاح ضد الدول التي تمت مقاطعتها من قبل. ماكرون ليس الرئيس الأوروبي الوحيد الذي بدأ يخرج ما في داخله، فدول أخرى في الاتحاد الأوروبي تشاطره الرأي وأهمها ألمانيا التي تعول في اقتصادها على علاقات متقدمة مع الصين، بغض النظر عن علاقتها مع الولايات المتحدة.

الأزمة الأوكرانية كشفت للدول الأوروبية خطأ انجرافها وراء الولايات المتحدة خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها دول الاتحاد الأوروبي. زيارة الرئيس الفرنسي للصين وما قاله بعد انتهاء الزيارة لم يلق قبولا من قبل الجانب الأميركي الذي يحاول الحد من التقارب الصيني- الأوروبي، حيث هدد السيناتور الأميركي الجمهوري ماركو روبيو بترك أوروبا تتعامل مع الأزمة الأوكرانية بمفردها دون الدعم الأميركي، وقد يكون هذا التهديد بمنزلة تأكيد لما ذهب إليه الرئيس الفرنسي.

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أخيرا، نقلا عن وثائق أميركية مسربة، بأن عددا من الدول المؤثرة تتخذ موقفا غير ملزم وتتخلى عن دعم واشنطن بشأن أوكرانيا والصين، الأمر الذي يعرقل السياسة الأميركية تجاه تلك الملفات، وتشير المخابرات الأميركية، وفقاً للصحيفة، الى أن دولا مؤثرة مثل الهند وباكستان ومصر والبرازيل لا تميل إلى دعم واشنطن في المواجهة مع موسكو وبكين، وأن هذه الدول غير راغبة في دعم طرف ضد الآخر وتسعى إلى الابتعاد عن هذا الصراع.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …