الرئيسية / مقالات رأي / كلام جديد في زمن قديم

كلام جديد في زمن قديم

للشاعر عبد الرحمن الأبنودي

قالوا جدودنا للملك أنت الاله.. أنت شعاع الشمس واهب الحياة.. ولك الصلاة
وبنوا له بالأكتاف معابد مهيبة.. ورسموا عليها الفنانين صورته.. وهو يبارك رعيته
ويستقبل المولود.. وهو في حفلة التتويج.. بيلعب الطقس اللى متوزع على الكهان
في مركبه.. وهو بيصطاد السمك.. ويلمس الرجفان..

وهو بيهب النور للعالم المطمور.. وهو على عرشه.. بيتلقى الهدايا والنذور..
وأول ما صدق إنه إله وحكم على إنه إله، وظلم على إنه إله قتلوه!!
وعينوا ملك جديد.. وشوية، قالوا للملك أنت الاله.. والفنانين طلعوا على المعبد.. أبو البهو العظيم
وقاموا قشطوا عن الحيطان.. وعن السنين.. حياة الفرعون القديم.. وهيأوا الحجر القديم
لرسم أمجاد الجديد.

وأول ما صدق الجديد إنه إله، وحكم على إنه إله، وظلم على إنه إله قتلوه!!

واختاروا ملك.. وعينوه طبعا إله.. ويقشطوا الرسم القديم، وينقشوا الاسم الجديد عليه…

مصر ابتدت في الكون عبادة الفرد.. النقش على الجدران، وفكرة التأليه
فيا مستمع اسمع.. ويا قارئ اقرأ..
جواب صغير باسم وطن الفقراء وطن الملايين اللي منسية.. ترعى غيطان الفقر والأمية.. والمعاناة في حرية.
للرب.. رب العائلة المصرية.. جل شانه.. وفين مكان مكانه


حشاك ربي غفار الذنوب.. انا ببكت شعب.. سمح لابن الشيطان يلبس ملابس الرب
جواب اليك يا غائباً لا يغيب.. من الذاكرة والصدر والقلم.. حاضر تملى زي حلم كئيب
كابوس معشش في الوخم.. عمري ما شفت الرب شكل الديب.. عمري ما شفت الرب يسرق في الحرم…الرب يوهب النعم.. الرب ما يتاجرش في القيم.. ولا يسرق من ايدين الطفل الحليب

جواب لرب العائلة المصرية.. اللي تركنا كلنا سواسيه.. لص الفراخ، مع الفواعليه
شهدا البنا الوطني، وتجار القطاع العام، الدم في بيروت، وأكذوبة السلام
سينا اللي رجعت بالكمال وبالتمام، المفتي مع لص البنوك.
ايوه البنوك.. اللي تركها لك ابوك.. ليك ولاخوك
واللي حموك وسلطنوك، وسقفوا لك وسط ما احنا بنلعنوك

رب الجميع وكلنا اولاده.. شاور علينا بتهمه الالحاد
مؤمن ما شفنا زي إلحاده.. وباجتهاده العبقري وجهاده
وجهاد اولاده.. ضاعت بلادنا اللي ماكنتش في يوم بلاده
وعشنا مع ذكرياته.. وكرهنا تفاصيل حياته
شحيح في حب الوطن.. وغزير في أحقاده
كريم في سب اللي ماتوا.. وهم أسياده؟!

عش اللصوص اتفلت.. ايدى اللصوص جنت.. ولتسقط الايدى التى بنت
ويا وطني يا محتل.. بميزانك المختل.. الشعر طعم المر..  والنيل بطعم الخل
جيبك تقل بالمال مع إن رزقك قل


يدخلوا الأعداء مسام الجلد، ويدخلوا الأعداء أجساد النساء, ويمرغوا جباهنا في أحوالنا
في تواريخنا، في أحوالنا.. فلنشكر الرب اللي أوحى لهم، وأوحى لنا
ويدخلوا الأعداء بلا استئذان، وينصبوا الصلا, ويرفعوا الأذان, يغيروا طعم المكان
ويدرسوا البلدان.. ويتعلموا العامية والقرآن!!
واحنا زي ما قال اعداد قليله وشرذمة ضئيلة.. ما تعرفش غير تحارب بالقلم وباللسان


بقينا دولة عظمى.. حرامية زي أمريكا.. وقتله زي أمريكا
ونصفنا جواسيس عند أمريكا.. يا رب احمي أمريكا
لأن رب عيلتنا ابن أمريكا.. عبد العبيد الترك.. بنى قبلته في نيويورك

آه يا احط اللصوص.. شدوا علينا الكفن.. آه يا اخس النفوس.. بيعوا عمامة الوطن
كان الوطن مستقل في عز ما هو محتل.. أصبح الوطن تابع واتقسموا الأخين
ده شاري وده بايع ومصر للمستغل.. والجنة للالئم وللاحقر مش الصالح ولا النافع
لجأ الوطن للسكات.. وبات نفس البيات.. فلا المصانع تدور.. ولا الأراضي تغل

صبح الوطن في بق رب العائلة..  كلمه غريبه تترطن..وهو سارح على الخرطة بينشر العفن
ودبحتهم منى قصاد عيني.. دبحتهم والدم على الرصفان
الدم ما بينك وبيني.. حسيت يومها بفطيرة الغفران
معجونة بالدم الفلسطيني.. معجونه بيسار الوطن

لبنان

وانت بتشمت من ورا الحدود.. قطعت أوصال الوطن أشلاء
ضد العرب احنا مع اليهود.. نصحى نلاقى نفسنا الأعداء
شفت الذكاء!!
وافرح آدى آخر جبال بيروت.. وارقص فلسطين في العرا بتموت


يا رائد الاغبياء..  افرح آدى إسرائيل.. ام الباع الطويل بموكبها الجميل.. وسط الجثث بتفوت
يا ابو الدم الغريب.. يا ابو الوش المريب
بينك وبينها الجهل والادعاء
بيروت يا جاهل قلبنا الدامي.. ودم الشهيد ما يبنش للخونة.. ولا لرب حرامي


وانت يومياتي من جديد.. ففي قلبنا بتموت
وهناك يومياتي بتنتصر..  وبتتخلق بيروت

شاهد أيضاً

روسيا التي لا تساند أحداً… علاقة غير عادلة مع إيران

بقلم: يوسف بدر – النهار العربي الشرق اليوم– في مقالته في صحيفة “وول ستريت جورنال” …