الرئيسية / مقالات رأي / الحل السياسي.. الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة الأوكرانية

الحل السياسي.. الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة الأوكرانية

بقلم:تشانغ ييمينغ – صحيفة الاتحاد

الشرق اليوم-  أكثر من عام قد مر على اندلاع الأزمة الأوكرانية، التي تركت تداعياتٍ في كل أنحاء العالم، تشمل غلاء أسعار الحبوب والطاقة وموجة جديدة من اللاجئين، مما يجعل العالم برمته يدفع ثمناً باهظاً. في ظل ذلك، أصدرت الصين وثيقة “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية” قبل أيام، حيث طرح حل الأزمة الذي يعالج الأعراض والأسباب الجذرية في آن واحد، الأمر الذي يظهر موقف الصين القائم دائماً على الحق وحيثيات الأمور والملتزم دائماً بالموضوعية والعدالة، ويجسد المسؤوليات التي تضطلع بها الصين كدولة كبيرة تتحمل مسؤوليتها، ويحصل على الاهتمام البالغ والصدى الإيجابي من قبل المجتمع الدولي. إن موقف الصين هو الخيار الأفضل لتسوية الأزمة.

يدعو الجانب الصيني دول العالم إلى اتخاذ الإجراءات من اثني عشر جانبا، ألا وهي: احترام سيادة كافة الدول، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف إطلاق النار، واستئناف محادثات السلام، وإيجاد حل للأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين وأسرى الحرب، والحفاظ على سلامة محطات الطاقة النووية، وتقليص الأخطار الاستراتيجية، وضمان تصدير الحبوب، ووقف العقوبات الأحادية الجانب، وضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد، ودعم إعادة الإعمار فيما بعد الحرب، الأمر الذي يمثل القاسم المشترك الأكبر للمجتمع الدولي بشأن الأزمة الأوكرانية. قال الصينيون القدماء “إن المرض يجيء سريعًا مثل انهيار الجبل، والتعافي يجيء بطيئاً مثل جر الحرير من الشرنقة”، هذا يعني أن العلاج ليس أمرا سهلا. فينبغي ألا نتخلّى عن الحوار والتشاور مهما كان مدى تعقيد القضية، وينبغي أن نتمسك بالحل السياسي مهما كانت حدة التوترات، وينبغي أن نعطي فرصة للسلام مهما كانت مشقة الوضع. تسعى الصين وراء المساعي الحميدة ودفع المفاوضات.

النزاع بالقوة لا غالب له، وإن الحوار والمفاوضات هما الحل الوحيد للأزمة الأوكرانية. يدعو الجانب الصيني المجتمع الدولي إلى إجراء المساعي الحميدة ودفع المفاوضات بأعلى درجات الشعور بالإلحاح، وبذل الجهود لتهيئة الظروف المواتية والمنصة المناسبة لاستئناف المفاوضات.

على الرغم من أن إعادة أطراف الصراع على طاولة المفاوضات ليست بسهلة، هي الخطوة الأولى نحو الحل السياسي. روسيا وأوكرانيا وأوروبا جيران لا يستطيعون الانتقال، فإن تحقيق الأمن والأمان الدائمين في أوروبا يقتضي نبذ عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات، وإيلاء الاهتمام للانشغالات الأمنية المعقولة لكل الدول ومراعاتها، وبناء الهيكل الأمني الإقليمي الشامل والفعال والمستدام. موقف الصين ودعوات الإمارات متشابهة.

تدعو الإمارات بقوة إلى السلام والانفتاح والتنوع والشمول، وتستخدم دبلوماسية المكوك لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية، كما تتبرع بكمية هائلة من الأموال والمواد بكرامة ونكران للذات مساعدةً لمتضرري الصراع، الأمر الذي يجسد روحها الإنسانية الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، تساعد الإمارات الدول العربية والإسلامية بشكل إيجابي على تخفيف حدة أزمات الغذاء والطاقة، مما يجسد الروح الأخوية المتمثلة في تقاسم السراء والضراء.

إن الصين والإمارات كلتيهما ليستا طرفين في الأزمة، لكنهما لم تكونا مكتوفتي الأيدي أمام ذلك، بل تلعبان دوراً مسؤولاً وبناءً دائما لتخفيف الوضع وتسوية الأزمة. قال الصينيون القدماء: لن تتزعزع العزيمة أبدًا مهما كانت خطورة الأمر، ولن تتغير الغاية الأصلية أبدًا مهما كانت صعوبة الأمر.

ففي المنعطف المهم من التطور التاريخي، لا ينبغي للمجتمع البشري تكرير نفس المنهج في المواجهة بين المعسكرات والانشقاق والمجابهة، ولا يجوز أبداً الوقوع في فخ اللعبة الصفرية والحرب والصراع. لذلك، تستعد الصين للعمل، على أساس وثيقة “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية”، ومع المجتمع الدولي بما فيه الإمارات، على إيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية، وبذل الجهود الدؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

شاهد أيضاً

سوريا وروسيا.. الفرص الناشئة

بقلم: عبدالحميد توفيق- العينالشرق اليوم– تدرك موسكو أن سوريا تشكل أحد التحديات الاستراتيجية المهمة التي …