الرئيسية / الرئيسية / الصين تجرّب حظها

الصين تجرّب حظها

الشرق اليوم- فيما الحرب الأوكرانية تتصاعد وتقترب من المواجهة المباشرة بين روسيا والدول الغربية، وبينما تفشل كل الجهود السياسية التي بُذلت طوال عام من الحرب في تحقيق اختراق ملموس نحو تسوية ممكنة، ها هي الصين تقتحم حلبة الحل، بمبادرة من 12 بنداً، تشكل بالنسبة لها أساساً لمفاوضات تنتهي بحل سياسي.

المبادرة كان تحدث عنها وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ الأسبوع الماضي، وعرَضها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف قبل يومين في موسكو؛ بهدف إعطاء فرصة للسلام، وسط مخاوف من تحّول الحرب المحدودة حتى الآن إلى حرب عالمية فعلية مباشرة.

لا شك أن الصين بثقلها العالمي السياسي والاقتصادي، تستطيع أن تؤدي دوراً إيجابياً في الحرب الأوكرانية، وهو ما طالب به العديد من قادة العالم من قبل، نظراً لعلاقاتها الإيجابية مع روسيا، واستخدام نفوذها في التأثير على قرار الكرملين، كما أن موقفها المحايد في الحرب، يؤهلها للعب دور الوسيط المقبول.

تدرك بكين أن مهمتها ليست سهلة، فهناك شكوك غربية، وخصوصاً أمريكية حول دورها وعلاقاتها مع موسكو، فالولايات المتحدة تشكك بالمبادرة، ولا تستريح لموقف بكين التي تزاحمها على النظام العالمي، وبالتالي ليس من مصلحتها إعطاء بكين ورقة رابحة جديدة، توفر لها المزيد من القوة والنفوذ، إضافة إلى أن بنود المبادرة، لا تتوافق مع النهج الأمريكي، القائم على التفرد والهيمنة، خصوصاً في ما يخص “الأمن المتبادل”، و”المساواة بين الدول”، والدعوة إلى “الحوار والمفاوضات” و”تطبيق القانون الدولي بشكل موحد والتخلي عن المعايير المزدوجة”، و”توفير منصة لاستئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا”، و”التخلي عن فرض العقوبات أُحادية الجانب”، وهي مبادئ تتعارض مع إصرار واشنطن على المضي قدماً في الحرب، وفرض المزيد من العقوبات ل”إلحاق هزيمة بروسيا”.

لهذا كان رد فعل واشنطن على المبادرة سلبياً، لأنها “لا تميل إلى الوثوق بالمبادرة” حسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس. في حين رحبت موسكو بمبادرة الصين “للعب دور إيجابي في تسوية الأزمة”، وفق ما ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وأكدت أن الرؤية الروسية والصينية “تتطابق إلى حد كبير في ما يتعلق بإيجاد حلول للقضايا الدولية”.

أوروبا من جهتها، التواقة للحل السياسي الذي يمكّنها من تجاوز التداعيات الاقتصادية للحرب، يبدو أنها تحاول المواءمة بين مصالحها وتحالفها مع الولايات المتحدة؛ إذ إن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، قالت: إن أوروبا “بحاجة إلى مزيد من الأدلة على أن الصين لا تعمل مع روسيا”، فيما رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالمسعى الصيني، ووصفته ب”الإيجابي”.

أما كييف المعنية مباشرة بالحرب، وتشكل المبادرة الصينية طوق نجاة لها وللعالم، فهي ليست صاحبة القرار؛ إذ اكتفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقول: إنه “لا يرى أي مؤشر على خطة سلام من جانب بكين”؛ بل ذهب إلى حد تكرار القول: “سنفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة”.

..الصين تحاول وتمشي بين حقول من الألغام القابلة للانفجار.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

الصفدي: الأردن لن يكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل

الشرق اليوم- صرّح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم السبت، أن بلاده لن تكون ساحة …