الرئيسية / الرئيسية / حرب المناطيد

حرب المناطيد

بقلم: علي قباجة – صحيفة الخليج

الشرق اليوم– أخذت المواجهة الأمريكية – الصينية، شكلاً آخر في الأيام الأخيرة، بعد مرور العلاقات بين البلدين، خلال السنوات الماضية، بتوتر شديد، بسبب خلافات متعددة الأوجه، وتباينات على الصعيدين السياسي والاقتصادي، لتتطور الأمور بينهما، أخيراً، إلى تهديدات عسكرية، وصلت إلى تحدي أمريكا للعملاق الآسيوي في منطقته، عبر إرسال البوارج العسكرية بالقرب منه في البحر الصيني المتنازع عليه، وتقوية تحالفاتها مع الدول المحيطة به، وتعزيز علاقاتها مع تايوان، وبث الوعود لها بمساعدتها ضد أي هجوم صيني محتمل على الجزيرة. وما زاد الطين بلة مرور منطاد صيني فوق الأجواء الأمريكية، اتهمت واشنطن بكين بإرساله، بغرض التجسس على قواعد عسكرية حساسة وهو ما نفته الأخيرة، مؤكدة أنه تم فقدان السيطرة عليه، ويستخدم لأغراض مدنية بحتة.

الصين دانت البروباغندا الأمريكية، الهادفة إلى إشغال الرأي العام بالحدث، للحشد ضدها، وتشويه سمعتها؛ بل إنها ردت باتهام مقابل بأن مجموعة من المناطيد الأمريكية، جابت العالم، ومنها الأجواء الصينية بشكل غير قانوني، ودعت الولايات المتحدة إلى “إجراء تحقيق شامل” بشأن التوغل المتكرر لمجالها الجوي.

لم تقتصر التجاذبات على القطبين العالميين فقط؛ بل دخلت اليابان؛ الحليف الوثيق لواشنطن على الخط، بعدما ذكرت وزارة دفاعها أن تحليلاً جديداً لأجسام طائرة مجهولة حلقت في المجال الجوي الياباني في السنوات الأخيرة، يشير بقوة إلى أنها كانت “مناطيد تجسس” صينية، وتزامن ذلك مع إسقاط ثلاثة أجسام طائرة مجهولة الهوية فوق الأجواء الأمريكية والكندية، لم تؤكد واشنطن أنها مرتبطة بالصين، أو بأي برنامج تجسس أجنبي.

أمريكا تنظر إلى الصين على أنها الخطر الاستراتيجي بعيد المدى، وأنها المنافس الشرس بالتوازي مع روسيا، لكن ما يخيف واشنطن هو النفس الطويل لدى التنين، الذي يعمل على بناء قدراته العسكرية والاقتصادية بهدوء، وتوسيع النفوذ بمختلف مناطق العالم. فالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني، أفاد أنه “على الرغم من تركّز الأنظار بالمجمل على روسيا، فإن الصين هي التي تحظى باهتمام الولايات المتحدة على المدى البعيد”، وهذا ملموس من السياسات الأمريكية تجاه الصين، فثمة تقاطع بين الإدارات الأمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية بتكبيل بكين في كل شيء؛ إذ إن ترامب لم يألُ جهداً في مناصبة الصين العداء؛ حيث أشعل حرباً تجارية معها، وسار بايدن على نفس الخطى، عندما صعد من اللهجة تجاهها، وتعامل معها بندية، بهدف استبعادها من المنافسة عالمياً، خصوصاً أن الصين تشكل عصب الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن تصبح القوة الأولى في هذا الصعيد خلال سنوات، بينما اعتمدت خطوات لتحديث ترسانتها النووية، وضخت المزيد من ميزانيتها الدفاعية.

معركة المناطيد تشي بأن الأمور تتجه إلى مزيد من التصعيد، فيبدو أن الحرب الروسية-الأوكرانية، هي شرارة لصدع عالمي أشد وأعمق، مع توجه الدول جميعها إلى زيادة الإنفاق العسكري، وتطوير ترسانتها، يتزامن ذلك مع أزمات اقتصادية عالمية، عمّقتها الحرب في أوكرانيا، وفيروس “كورونا”، ليشكل هذا الصراع المتفاقم، ضغطاً إضافياً، خاصة أن الدولتين تشكلان نحو 40% من الاقتصاد في العالم.

شاهد أيضاً

الكشف عن موعد الربط الكهربائي بين الأردن والعراق

الشرق اليوم- أكد مدير عام شركة الكهرباء الوطنية في الأردن أمجد الرواشدة، أن خط الربط …