الرئيسية / منوعات / تأثير برودة الطقس على أعضاء الجسم

تأثير برودة الطقس على أعضاء الجسم

الشرق اليوم- يتسم فصل الشتاء ببرودة الطقس والصقيع ودرجات الحرارة المتدنية، ما يؤثر في صحة مختلف الأجهزة والأعضاء وفقاً لطبيعة الجسم، ويمكن أن يتسبب أيضاً في الإصابة ببعض الانتكاسات الصحية، كما يرتبط بانتشار الفيروسات، وانتشار العدوى التي تؤدي إلى زيادة الآفات البسيطة، وتطال على الأكثر الذين لا يتخذون الحيطة والإجراءات الوقائية في الموسم البارد، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على 3 مشكلات مرضية تتفاقم أعراضهما نتيجة انخفاض درجات الحرارة.

يقول د. عبدالله شهاب استشاري أمراض القلب التداخلية: يشكل القلب أحد أهم العناصر الموجودة في الجسم والتي تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على درجة حرارة السليمة، ولذلك فإن وجود مشكلة أو مرض مزمن في القلب يؤثر في الصحة بشكل مباشر مع اختلاف الطقس وتغير حالة الجو، وتعد المشكلات القلبية واضطرابات والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم، وأثبتت الدراسات وجود علاقة بين تغيرات الطقس وزيادة نسبة حدوث الأعراض لدى المصابين بمشكلات القلب والشرايين، خلال فصل الشتاء مقارنة بفصل الصيف، نتيجة التغيرات والعوامل التي تحدث في الجسم وتختلف بين المواسم، وتشمل النشاط الجسدي، واحتمالية الإصابة بالعدوى، والتلوث الهوائي.

ويشير د.شهاب إلى أن اختلاف الفصول يؤثر في الجسم، وخاصة المواد المختلفة المسببة لتوازن الهرمونات، وحدوث تجلط في الدم، وتمدد الأوعية الدموية أو تقلصها وارتفاع نسبة الكولسترول، ولذلك ينصح بارتداء الملابس المناسبة، حتى يستطيع الجسم الحفاظ على استقرار الحرارة الداخلي لقيام الأعضاء بالوظائف الحيوية من خلال نوعين أساسيين من الاستجابة، وهما:

-الأطراف هي أول المناطق التي تشعر بالبرودة عند التعرض للطقس البارد، ولذلك فإن تضيق الأوعية الدموية خاصة الموجودة في الأطراف، يؤدي إلى تقليل كمية الدم المتدفق الذي يحمل معه الدفء القادم من مركز الجسم أو القلب إلى الأطراف والجلد.

– المركز الرئيسي لإنتاج الطاقة هو العضلات، ولذلك يقوم الجسم بتوليدها بحركة لا إرادية من خلال الارتجاف والارتعاش، لكنها تحتاج إلى تدفق أعلى من الأكسجين لتقوم بهذه الوظيفة وبالتالي زيادة عمل عضلة القلب، وزيادة الجهد الذي تبذله لتزويد العضلات بالدم الكافي لإنتاج الطاقة ورفع حرارة الجسم.

متلازمة رينود

تعد متلازمة رينود من المشكلات المنتشرة حول العالم وخاصة في الأماكن الباردة، فهي تصيب نحو 5% من النساء، 4% من الرجال، ويشير د. أشكان شيناس أخصائي جراحة الأوعية الدموية إلى أن متلازمة رينود هي تلقي الشرايين الصغيرة في اليد والقدمين إشارة من الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى تضييقها وتقليل وصول الدم، ويحدث التشنج في الأطراف، وتتسبب في الشعور بآلام شديدة عند بعض الأشخاص، وهناك نوعان رئيسيان من هذه المتلازمة، وهما: الأولية التي تستهدف الأشخاص الذين يعانون الأمراض الجهازية ويبدأ الجسم في مهاجمة الأنسجة السليمة، أما متلازمة رينود الثانوية فتظهر لدى الأطفال والمراهقين أكثر من الكبار.

ويوضح د.شيناس أن الطقس البارد أو الإجهاد أو التدخين من العوامل الأساسية المسببة لمتلازمة رينود، وينصح في المراحل الأولية والأعراض البسيطة بالطرق الوقائية كتغطية الجلد المكشوف قبل مغادرة المنزل، ونقع الأجزاء المصابة في ماء دافئ لتخفيف تفاقم الأعراض والالتزام بنمط الحياة الصحي، أما الحالات الشديدة التي تنجم عن أمراض الشرايين ومتلازمة النفق الرسغي وأمراض النسيج الضام وغيرها فيكون العلاج الدوائي ضرورياً.

آلام المفاصل

يلفت د.عمرو حجلاوي أخصائي جراحة العظام إلى أن بعض الأشخاص يمكن أن يعانوا آلام المفاصل مع اختلاف المواسم وتأثير البرد هو السبب، إلا أن العديد من الدراسات الطبية لم تستطع إثبات وجود علاقة بين آلام المفاصل وتغير الطقس ودرجة حرارة والرطوبة، ووجدت أن الرابط النفسي السبب في هذا الاعتقاد.

ويضيف: من جهة أخرى تكثر الأمراض الفيروسية في فصل الشتاء مثل الإنفلونزا، والتي تترافق أعراضها بآلام معممة بالعضلات والمفاصل والتعب العام والحمى، ويكون علاجها عرضياً بالراحة والمسكنات والحفاظ على الإماهة الجيدة بتناول السوائل مثل العصائر والشوربات، كما تقل الحركة والنشاط خلال الفصل البارد، حيث إن الرياضات الشتوية لا تحظى بشعبية كبيرة، ويقوم أغلب الناس بممارسة التمارين في الجو المعتدل.

وينصح د. حجلاوي بالانتظام في ممارسة رياضة اللياقة البدنية وتحريك المفاصل بشكل جيد، وتمارين تمطيط العضلات، والحفاظ على درجة حرارة الجسم، وأخذ حمام ساخن عند الشعور بالبرد، وارتداء الملابس المناسبة للطقس البارد، للحفاظ على درجة حرارة الجسم، وتناول المشروبات الساخنة التي تساعد على التدفئة والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات لتعزيز المناعة.

فيتامين الشمس

يتسبب الجلوس في المنزل لفترات طويلة في موسم الشتاء بعدم التعرض للشمس بشكل كافٍ، وبالتالي انخفاض معدل فيتامين “د”، ما يؤدي إلى خلل في نظام المناعة، وزيادة فرصة الإصابة بالأمراض والعدوى الفيروسية والبكتيرية، ولذا ينصح خبراء الصحة بتناول كميات 600 وحدة دولية على الأقل من فيتامين “د” يومياً للشخص البالغ، سواء عن طريق الطعام أو المكملات الغذائية. وتنص الدراسات العلمية على أن فيتامين “د” يلعب دوراً في تنظيم كمية الكالسيوم والفوسفات في الجسم، الضرورية لصحة العظام والأسنان، وزيادة مقاومة العدوى والالتهابات وميكروبات الأمعاء.

وتشير الإحصاءات إلى أن 20 % من البالغين يعانون نقص فيتامين (د)، وتشمل أعراض انخفاض معدل الفيتامين، ضعف العضلات والمشية المتمايلة في فترة الحمل، آلام العظام المزمنة في أسفل الظهر والحوض والقدم، وتشوهات العظام مثل الكساح عند الأطفال.

ويحذر خبراء الصحة من الإفراط في تناول مكملات فيتامين “د”، حيث إنه يتسبب بتراكم الكثير من الكالسيوم في الجسم، ما يؤدي إلى ضعف العظام وتلف الكلى والقلب على المدى الطويل، ويمكن زيادة معدل الفيتامين عن طريق النظام الغذائي من خلال الأطعمة مثل: السلمون والسردين والرنجة والماكريل وصفار البيض، اللحوم الحمراء والكبد، والحبوب الكاملة.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

تعرف إلى المشكلات التي يشير إليها الاستيقاظ في الليل..

الشرق اليوم- أعلنت طبيبة الأعصاب يكتيرينا ديميانوفسكايا، أن استيقاظ الشخص ليلا وعودته للنوم بعد ذلك …