الرئيسية / مقالات رأي / ترامب مشكلة للجمهوريين

ترامب مشكلة للجمهوريين

بقلم: يونس السيد – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- خلافاً لكل التوقعات التي كانت تراهن على فوز الجمهوريين بالانتخابات النصفية الأمريكية، جاء الفشل الجمهوري ليمثل، ليس فقط انقلاباً على التاريخ الذي غالباً ما كان يؤكد خسارة الحزب الحاكم، وإنما ليحول زعيم الحزب الجمهوري دونالد ترامب من شخصية محورية جاذبة إلى مشكلة حقيقية وعبء ثقيل على كاهل الحزب.

فلا تسونامي “الموجة الحمراء” التي وعد بها ترامب تحققت، ولا الحزب الجمهوري بقي متماسكاً، على الرغم من أن احتمال فوزه بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب لا يزال قائماً، بعد أن حسمت السيطرة على مجلس الشيوخ لصالح الديمقراطيين. والنتيجة الأبرز هي خروج ترامب الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، التي كان يأمل أن تشكل انطلاقة تمهيدية قوية لخوضه معركة الانتخابات الرئاسية في 2024 واستعادة البيت الأبيض. لكنها أفرزت أيضاً منافسين أقوياء لترامب على زعامة الحزب الجمهوري، لعل أبرزهم رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا الذي بات يتفوق على ترامب في استطلاعات الرأي. ولن يشفع لترامب إعلان ترشحه للرئاسة في قطع الطريق على منافسيه أو كبح جماحهم عن خوض الانتخابات التمهيدية، ما يعني أن زعامته المنفردة للحزب باتت مهددة، خصوصاً بعدما عصفت الخلافات والانقسامات بقادة الحزب الجمهوري، الذين بات معظمهم يحمّل ترامب مسؤولية الفشل في الانتخابات النصفية بسبب خسارة معظم المرشحين الذين كان يدعمهم على الرغم من افتقارهم للخبرة، لا لشيء إلا لأنهم كانوا يتبنون نظرية المؤامرة ويعتقدون بأن انتخابات 2020 مزورة وسرقت منهم كما يردد ترامب.

والأسوأ أن تيار ترامب ظل يركز خلال حملته الانتخابية على مقولة “سرقة الانتخابات” و”حظر الإجهاض” بدلاً من استغلال فرصة ذهبية كانت متاحة له بالتركيز على التضخم الذي بلغ في عهد إدارة بايدن أعلى نسبة له منذ 40 عاماً، وعلى ضعف الأداء الاقتصادي والسياسات التي تنتهجها الإدارة الحالية، مقابل تركيز الديمقراطيين على “حق الإجهاض” والدفاع عن الديمقراطية.

هذه المفارقات فعلت فعلها لدى الناخبين، الذين انحاز معظمهم لخيار الدفاع عن الديمقراطية، وأيضاً إلى “حق الإجهاض”، وكانوا يدركون أن ليس لدى الجمهوريين حلولاً سحرية للاقتصاد.

وبالمحصلة، فإن هذه العوامل مجتمعة، دفعت الجناح المعتدل أو (يمين الوسط) وعلى رأسه النجم الصاعد ديسانتيس إلى الحديث عن الحاجة إلى تجديد الحزب وعن مرحلة ما بعد ترامب.

يبحث الجمهوريون الآن عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فهناك الكثير من قادة الحزب الذين فصلوا مسارهم عن مسار ترامب، باتوا يعتقدون بأنه لم يعد زعيماً للحزب، ونيابة عن هؤلاء يلخص حاكم ولاية ميريلاند المنتهية ولايته الجمهوري لاري هوغان، الموقف على النحو التالي: “هذه الانتخابات الثالثة على التوالي التي يكلفنا فيها ترامب السباق، ثلاث ضربات تضعه خارج المعادلة”. وهناك عدد كبير من الجمهوريين في مجلس الشيوخ يوافقونه الرأي، أما ديسانتيس البالغ من العمر 45 عاماً والذي انتقد دور ترامب في الهجوم على الكونغرس وإصراره على تزوير وسرقة انتخابات 2020، فيبدو أنه سيكون العنوان الأبرز للجمهوريين في المرحلة المقبلة.

شاهد أيضاً

إيران وإسرائيل… الحرب والحديث المرجّم

بقلم عبد الله العتيبي – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ضعف أميركا – سياسياً لا …