الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: بيل ترو
الشرق اليوم– إن نهاية الحرب في أوكرانيا، تبدو بعيدة المنال، وأكثر من أي وقت مضى منذ بدايتها.
ويشار إلى أن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية منع، بشكل غير مباشر، وقوع نحو مئة مليون شخص في براثن الفقر المدقع، وفقا للأمم المتحدة.
إن ما بدا للوهلة الأولى أنه اتفاق لوجستي.. قد أنقذ في الواقع قطاعات واسعة من الناس على مستوى العالم.
قد يكون قرار الكرملين مدمراً في الوقت الذي يكافح فيه العالم مع ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الغذاء، والذي أثاره جزئيا غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير، وقال مسؤولون أوكرانيون إن ذلك يثبت أيضا أن أي شكل من أشكال المحادثات مع روسيا مضيعة للوقت”.
لذا فيمكن القول إن إنهاء هذه الحرب يبدو الآن بعيدا أكثر من أي وقت مضى.
إن انهيار اتفاق الحبوب بسبب هذا الهجوم المزعوم بطائرات من دون طيار يؤكد الحاجة الملحة لفصل حقائق ساحة المعركة على الأرض عن الآليات التي تحمي العالم.
وتضمن الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو، المرور الآمن للسفن التي تحمل الحبوب والمواد الغذائية من وإلى ميناء أوديسا الرئيسي في أوكرانيا، ومينائين أوكرانيين آخرين.
وحررت الصفقة تسعة ملايين طن من الحبوب إلى جانب المنتجات الغذائية مثل زيت عباد الشمس.
بالتأكيد، قبل الاتفاق، تأثير أزمة الحبوب يظهر في لبنان الذي يعاني من ضائقة مالية ويعتمد على القمح الأوكراني ويعاني من نقص كبير في الخبز بعد فترة وجيزة من اندلاع الصراع.
وهناك أيضا مخاوف كبيرة في دول مثل الصومال، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة على الأبواب.. وساعدت اتفاقية الحبوب على تخفيف هذا.
وبعد تنفيذ الاتفاق، فقد “انخفض مؤشر الأمم المتحدة للأغذية، الذي يقيس التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية، لعدة أشهر متتالية، بحسب ما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة، قبل يوم من انسحاب روسيا من الاتفاق”.
كان من المقرر أن تنتهي مدة الاتفاق الشهر المقبل، لذلك فقد حث غوتيريش الجميع على تجديده. ولكن بعد يوم واحد فقط، حدث العكس، وسيكون لذلك تداعيات في جميع أنحاء العالم.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد حذر من أن “نهاية الاتفاق ستزيد من مستويات الجوع”.
إن انهيار الاتفاق أظهر إلى أي مدى تمتد تداعيات هذه الحرب إلى ما وراء حدود أوكرانيا أو روسيا، أو حتى الدول المجاورة. وقد سلط الضوء على مدى أهمية وجود تدابير حماية لضمان عدم وضع مصير ملايين الأرواح في أيدي القلة.
