الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: بيتر أوبورن
الشرق اليوم- حتى وقت قريب جدا كان حزب المحافظين البريطاني قادرا على الادعاء، بقدر كبير من المصداقية، أنه كان الحزب السياسي الأكثر نجاحا في العالم الغربي. فقد كان “المحافظون” في معظم القرنين الماضيين مرادفين للحس السليم والرصانة المالية والبراغماتية الحذرة، لكن ليس بعد الآن.
فاليوم أصبح المحافظون مرادفون للفوضى، لذا يجب على ليزا تراس أن تتحمل نصيبها من اللوم، فهي أحدث رئيسة وزراء لحزب المحافظين سقطت واحترقت بهذه السرعة.
ويمكن الإشارة إلى هناك أسبابا وجيهة وراء إجبارها على الاستقالة بعد 44 يوما فقط في منصبها، وهي أقصر مدة في التاريخ. فقد كانت فكرة حمقاء افتراض أن باستطاعتها إقالة أكبر مسؤول في وزارة الخزانة، وإعادة اختراع قوانين الإدارة الاقتصادية، وتحدّي الحكمة الجماعية للأسواق المالية، ومن ثم كانت ستكون هناك نتيجة واحدة فقط.
إن الحقيقة الأكبر هي أن تراس “التعيسة”، هي أحد أعراض أزمة الحكم المزمنة في بريطانيا وليست سببا لها، والتي حوّلت البلاد إلى أضحوكة عالمية.
اختار حزب المحافظين تراس على الرغم من أنه كان من الواضح أنها لم تكن على مستوى الوظيفة. وبسبب هذا الفشل الذريع لرئاستها للوزارة والحالة الكارثية للبلاد، يجب أن يتحمل حزب المحافظين المسؤولية بشكل جماعي.
لذا يمكن القول إن المحافظين مثل الجمهوريين في الولايات المتحدة منفصلين عن الواقع، وأنهم خلال جيل واحد أصبحوا حزبا من أحاديي الهوس وغير الأكفاء والأيديولوجيين، ولم يستبعد احتمال نهايتهم نهائيا.
إن المحافظين اليوم يتشبثون بالسلطة من أجل السلطة، وإلى جانب إلحاق مزيد من الضرر بسمعة حزبهم على المدى الطويل، فإن عنادهم يضمن خراب بريطانيا.
