الرئيسية / مقالات رأي / الشعب الإيراني لا يرضى بغير إسقاط النظام

الشعب الإيراني لا يرضى بغير إسقاط النظام

بقلم: حسين عابديني – النهار العربي

الشرق اليوم- يحاول قادة ومسٶولو نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يظهروا الانتفاضات المندلعة ضدهم على أنها مساعٍ ومحاولات مشبوهة من قبل جماعات وأفراد محدودين يتم دفعهم وتحريكهم من دول أخرى، بل وفي أفضل الأحوال فإنهم يزعمون أن أسباب الانتفاضة تتعلق بقضايا جزئية ثانوية کأن تکون اقتصادية أو معيشية بحتة، وکل ذلك من أجل أن يظهروا أن الشعب لا يرفض النظام ولا يقوم بمواجهته وخوض صراع ضده.

وعند ملاحظة الانتفاضات المختلفة التي اندلعت بوجه النظام الإيراني، فإن أکثر شيء يلفت نظرنا حولها هو أنها تتميز بمشارکة مختلف فئات وطبقات ومکوّنات المجتمع الإيراني، کما أن التحرکات الاحتجاجية أيضاً قد باتت تشمل مختلف المکونات والشرائح والطبقات في هذا المجتمع. والملاحظة المهمة الأخرى التي لا بد أيضاً من أخذها في الاعتبار، هي أن الانتفاضات والتحرکات الاحتجاجية التي قامت وتقوم ضد النظام ليست اعتباطية أو من دون أسباب ومن دون توجيه وتنظيم وقيادة، إذ کان ولا تزال هناك منظمة “مجاهدين خلق” التي تعتبر أهم وأقوى وأکبر فصيل إيراني معارض يعبر عن کافة أطياف ومکونات الشعب الإيراني … فوجود هذين العاملين، أي مشارکة معظم مکونات وشرائح الشعب الإيراني في الانتفاضات وکذلك في التحرکات الاحتجاجية، ووجود تنظيم سياسي جامع يعبر عن الشعب ويناضل من أجله، يدحض مزاعم وادعاءات النظام الايراني بثانوية هذه التحركات أو کونها مسيّرة وموجهة من قبل دول أخرى.

منذ استيلاء التيار الديني المتطرف على الثورة الإيرانية وإقصاء أو إبعاد أو محاربة أصحابها الحقيقيين، فإن الشعب قد أدرك أن مصادرة ثورته کانت بمثابة خطوة رجعية مشبوهة الى الخلف، وقد جرى من خلال ذلك تبديل التاج بالعمامة، وجعل الحکم أکثر استبداداً وأکثر قمعاً، وهذه الحقيقة تجلت أمام الشعب الإيراني بعدما رفضت منظمة “مجاهدين خلق” الاعتراف بدستور النظام واعتبرته امتداداً للديکتاتورية الملکية ولکن بغطاء ديني مشبوه، ولأن هذا النظام قد أباح کل شيء من أجل ضمان بقائه ولأن ممارساته كانت أيضاً امتداداً للنظام الملکي، فإنه قد أثر في الأوضاع المختلفة للشعب الايراني خصوصاً أوضاعه المعيشية، مع ملاحظة أن هذا النظام قد تمادى کثيراً من أجل المحافظة على نفسه وضمان بقائه وحتى إنه قد تعدى كل الحدود.

اليوم وبعد انتفاضة الشعب الإيراني على إثر قيام شرطة أخلاق النظام بقتل الشابة الکردية مهسا أميني، وقيام قادة ومسٶولي النظام بتوجيه التهم لمنظمة “مجاهدين خلق” بالوقوف وراءها مع سعيهم المشبوه والمتعمد بالتقليل من حجم المشارکين في الانتفاضة والسعي لإظهارها أنها محدودة، فإن ذلك محاولة مشبوهة أخرى لتغيير الحقائق من خلال تزييفها وتحريفها والسعي من أجل التغطية على المطلب الأساسي لهذه الانتفاضة وهو إسقاط النظام حيث وکما أثبتت الأحداث والتطورات الجارية فإن الشعب لا يمکن أن يرضى بغير إسقاط النظام.

رغم القمع الوحشي للنظام، ظل الشعب الإيراني يصرخ منذ أكثر من 25 يوماً: الموت للديكتاتور، فالواجب الإنساني والأخلاقي والسياسي يحتم استجابة المجتمع الدولي لنداء الشعب الإيراني والاعتراف بحقه في المقاومة والدفاع عن نفسه وتقرير مصيره ليعيش بين الشعوب حراً ويسقط هذا النظام الفاشي في طهران. إنها لحظة تاريخية تستوجب عدم التسامح أو مهادنة نظام السفاح خامنئي وإبراهيم رئيسي الملطخة ايديهما بدماء الأبرياء… انها لحظة صناعة التاريخ وإيران الحرة.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …