الرئيسية / مقالات رأي / تراس في مواجهة أزمة الطاقة

تراس في مواجهة أزمة الطاقة

الشرق اليوم- في أول خطاب لها في مجلس العموم بعد انتخابها رئيسة للحكومة البريطانية خلفاً لبوريس جونسون، وهي ثالث امرأة تتولى هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتريزا ماي، ورابع من يتولى هذا المنصب من المحافظين منذ 12 عاماً، أكدت ليز تراس أنها “تستطيع إعادة بناء الاقتصاد، وهي واثقة بإمكانية تجاوز العاصفة”، ووعدت البريطانيين بأيام أفضل، مركزة على أزمة الطاقة التي تواجه بريطانيا.

لا شك أن أزمة الطاقة باتت تشكل هاجساً وقلقاً لدى البريطانيين، حيث ارتفعت فواتير الكهرباء والغاز خلال الأشهر الأخيرة بشكل جنوني، ووصلت إلى أكثر من 50 في المئة، في حين سترتفع بنسبة 80 في المئة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وبذلك فإن تراس سوف تواجه مهمة شاقة للتغلب على هذه الأزمة، إضافة إلى تصاعد أسعار المواد الغذائية وارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى حدود 10 في المئة.

الصحف البريطانية عكست مشهدين متناقضين، واحد متشائم وآخر متفائل بمستقبل بريطانيا في ظل حكومة تراس وقدرتها على التعامل مع أزمات اقتصادية طاحنة تلقي بثقلها على البريطانيين.

صحيفة “الديلي ميرور” مثلاً رسمت صورة سوداوية، متهمة رؤساء الوزراء المحافظين السابقين بتدمير الاقتصاد، وقالت “دمروا خدماتنا العامة، وتركوا الملايين من الناس في وضع أسوأ”، في حين تساءلت صحيفة “الغارديان” هل تستطيع تراس “تجنب الأزمة التي تلوح في الأفق؟ وسط حزب منقسم بشدة ونواب متمردين يخططون للإطاحة بها”. أما صحيفة “الديلي ميل” فكان عنوانها الرئيسي “تحين الساعة.. فتأتي امرأة”، مع التذكير بأنها تخطط لاستراتيجية تقوم على “الصدمة والرعب”، بشأن فواتير الطاقة والضرائب والهيئة الصحية “كي تترك بصمتها على بريطانيا”. في حين أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” إلى أن تراس “سترسم مخططاً هائلاً” لتجنب البؤس الأسري وانهيار الأعمال، وتتوقع أن تقدم حزمة لعامين لتخفيف أزمة الطاقة قد تصل تكلفتها إلى 100 مليار جنيه إسترليني. أما صحيفة “ذا صن” فتوقعت أن تعمد تراس إلى تجميد فواتير الكهرباء والغاز بمتوسط تكلفتها السنوية الحالية التي تقل قليلاً عن 2000 جنيه إسترليني حتى نهاية 2023.

أمام تراس إذاً مهمة شاقة، ذلك أن جونسون ترك خلفه إرثاً اقتصادياً ثقيلاً وسط ركود يلوح في الأفق، وأزمة طاقة مستفحلة تهدد الموارد المالية لملايين الأسر والشركات.

هناك معلومات بدأت تتسرب حول ما ستفعله حكومة تراس خلال الأيانم القليلة المقبلة لمواجهة الأزمة، منها التخطيط لوضع سقف لفواتير الطاقة بحيث تكون بحدود 2500 جنيه، وهذا يقل بقيمة 1000 جنيه عن المتوقع، لكنه لا يعني تجميد سعر الطاقة. إذ إن قيمة فاتورة الكهرباء والغاز لعائلة بريطانية نموذجية تصل حالياً ما بين 1970 جنيهاً و3550 جنيهاً سنوياً. وتشير المعلومات الى أن تدخّل الحكومة المتوقع سوف يقلص حجم الدعم إلى 50 مليار جنيه، لكنه سوف يتطلب المزيد من دعم الفئات الأشد فقراً.

هي الطاقة إذاً.. الامتحان الأكبر الذي يواجه تراس.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

إيران وإسرائيل… الحرب والحديث المرجّم

بقلم عبد الله العتيبي – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ضعف أميركا – سياسياً لا …