الرئيسية / مقالات رأي / هل يحتاج لبنان إلى انفجار آخر ليهتز عرش السلطة؟​

هل يحتاج لبنان إلى انفجار آخر ليهتز عرش السلطة؟​

بقلم: عبدالله العلمي – النهار العربي

الشرق اليوم– اشتدت حدة التصريحات والردح بين أصحاب السلطة مع ارتفاع حرارة الصيف في لبنان. من ضمن الاتهامات، التراشق المتبادل بين رئيس الوزراء السيد نجيب ميقاتي والصهر المدلل حامل شعار استعادة الحقوق والمواقع المسيحية في السلطة. هذه الخلافات وغيرها، تطغى على مهمة القاضي طارق البيطار وتعرقل التحقيقات، وتكاد تُهمش حادث الإنفجار.

أما أكثر التصريحات عصبية، فجاءت كالعادة من أمين عام حزب الله والحاكم الفعلي للبنان حسن نصرالله، الذي يحتجز لبنان أسيراً بقوة السلاح. لم يتأخر نصرالله كثيراً بكيل وتوزيع التهديدات؛ بل صَرَخ بتشنج بأعلى صوته أنّ “اليد الّتي ستمتدّ إلى أيّ ثروة من ثرواتنا ستُقطع”.

ما يمارسه نصرالله هو الخداع و”التقية”، أو أنه يلعب “عيني عينك” على المكشوف. الأمم المتحدة طلبت من نصرالله، أن يتجنب في خطاباته ما من شأنه أن يزيد من “تأجيج الموقف” في المنطقة. لا أتوقع أن يفعل، بل ربما يرفع شراسة الصراخ في الفترة القادمة، ويكرر التهديد بوضع صواريخه على طاولة المفاوضات.

تقرير البنك الدولي أكد أن لبنان في الصدارة من حيث حجم التأثر بأزمة الغذاء. ولكن عوضاً عن التعامل بجدية مع هذا الأمر، يُصَرِح عضو مجلس “حزب الله” نبيل قاووق ان المقاومة في لبنان صنعت معادلات غيرت وحولت مجرى الصراع مع اسرائيل. هل اسرائيل هي التي تعاني من نقص الكهرباء ولقمة العيش والرواتب والماء وانهيار مرافق الدولة وسرقة البنوك وتهاوي الاهراءات؟

المهاترات اليومية بين السياسيين ماضية بوتيرة متسارعة، والكل يوجه رسائل ثأر ودم. رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، أوضح الواضح وأكد المؤكد أن أي خطة إنقاذ عليها أن تبدأ برئيس “متل الخلق”. تصريح منطقي، فصواريخ “حزب الله” مربوطة مباشرة بالمصالح الاستراتيجية الإيرانية. أما محمد رعد، فقد مدح قومه كعادته بصفات “حسنة” بقوله: “بعض المسؤولين في لبنان جبناء وكسالى”.

طيب ما هو الحل مع كل هذه المناكفات؟ من الواضح أن الجميع فشل بهز أو حتى لمس عرش السلطة السياسية. مروان شربل اقترح أن رئيس الجمهورية المقبل في لبنان “لازم يكون عندو بيضات بصفارين”، وسليم عون يبشر اللبنانيين أنه “رح تبكوا دم” عندما يغادر الرئيس عون قصر بعبدا. في تلك الأثناء، سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء العتيدة ارتفاعاً إضافيا إلى ما بين 32000 ليرة للمبيع و 32100 ليرة للشراء.

الحياة اليومية في لبنان لم تختلف كثيراً عن الأسابيع الماضية،. بداية بفقدان مستلزمات غسيلِ الكلى، ومروراً بمشروع قانونِ السريةِ المصرفية الذي أُقرَ في لجنة المال والموازنة، وتقارير المنظمات الدولية عن تفشي الأمراض والمجاعة في لبنان. الوضع العام لا يبشر بالخير، بل يغتال أمنيات المواطنين ويُضعف المؤسسات. أقصد تحديداً خسارة العائلة اللبنانية أموالها في البنوك، ومستقبل تعليم أبنائها في المدارس، وصحتها في المستشفيات، إضافة لأزمة حليب الأطفال.

في الوقت الذي تَخَطَت ساعات تقنين التيار الكهربائي الـ22 ساعة، وسادت العتمة الشاملة في بعض المناطق على مدى أيام، تحولت مكيفات الهواء في بيروت إلى مجرد ديكورات. رفع الدعم عن استيراد المحروقات قضى على مداخيل المواطنين، وتخطت فاتورة اشتراك المولد الـ5 ملايين ليرة، وتجاوزت الفواتير الحد الأدنى للأجور بعدة أضعاف. النتيجة إشكالات، وتضارب بالأيدي، واطلاق نار حول تسعيرة المولدات. في تلك الأثناء، مازالت بيروت تنعي ضحايا المرفأ وتنتظر من يختم قوائم الشهداء.

آخر الكلام. هل بيروت بحاجة لحرب أهليّة أخرى، أو انفجار آخر بحجم انفجار مرفأ بيروت، أو مجزرة ثانية بحجم مجزرة 4 آب (أغسطس) ليهتز عرش السلطة ويحل السلام في لبنان؟

شاهد أيضاً

مسعى ميلوني الأخير في تونس

بقلم: أحمد نظيف- النهار العربيالشرق اليوم– قبل حضورها اجتماع المجلس الأوروبي الأربعاء المقبل في بروكسل، …