الرئيسية / الرئيسية / Foreign Policy: لماذا تعد أزمات القوى العظمى شيئا جيدا لأمريكا والغرب؟

Foreign Policy: لماذا تعد أزمات القوى العظمى شيئا جيدا لأمريكا والغرب؟

بقلم: هال براندز

الشرق اليوم- إن أزمات القوى العظمى أمر جيد للولايات المتحدة والغرب، وإن التوترات الجارية حاليا ستثير الاهتمام وتقضي على المآزق كما أثبت تاريخ الحرب الباردة.

ويعد هذا العصر عصر التوتر الخطير والمستمر وأزمات القوى العظمى المتكررة والحادة، كالحرب في أوكرانيا والأزمة بين الصين والولايات المتحدة عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان والأزمات النووية مع إيران وكوريا الشمالية.

إن الأزمات والصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق عقب الحرب العالمية الثانية وقبل بداية الحرب الباردة يمكنها تعليم الأمريكيين الكثير للتعامل مع الأزمات مع القوى العظمى. فقد تجاوزت واشنطن والعالم الغربي الناشئ آنذاك تلك الأزمات في نهاية المطاف بمزيج من الحزم والمرونة واستخدموها كحافز للعديد من “الإجراءات الأسطورية” التي فازت في نهاية المطاف بالحرب الباردة.

4 أسباب تشير إلى أن الأزمات جيدة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

أولا: الكشف عن نوايا الخصم

يمكن أن تكشف الأزمات عن نوايا الخصم. فأزمتا 1946 و1947 أظهرتا أن الاتحاد السوفياتي لم يكن راضيا عن المكاسب التي حققها خلال الحرب العالمية الثانية، ولكنه كان يسعى لمزيد من التوسع على حساب العالم غير الشيوعي. وإن الأمريكيين والغرب يتعلمون شيئا مشابها في أوكرانيا اليوم، وهو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “معتدٍ غير نادم” وليس رجل دولة عادي مستاء لسنوات من توسع الناتو تجاه روسيا.

ثانيا: الكشف عن نقاط الضعف وتوفر الفرص

ويمكن أن تكشف الأزمات عن نقاط الضعف في الموقف العسكري الأمريكي وتوفر فرصة لتصحيحها. ويجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن يفرحوا لاكتشافهم أوجه القصور في ترساناتهم وضعف قواعدهم الصناعية الدفاعية خلال حرب أوكرانيا. فبعد بضعة أشهر فقط من القتال، تواجه الديمقراطيات الغربية مقايضات مؤلمة بين قدرتها على دعم أوكرانيا وقدرتها على الحفاظ على إمداد جيوشها بشكل جيد.

ثالثا: تسريع تشكيل تحالفات متوازنة

ويمكن أن تؤدي الأزمات إلى تسريع تشكيل تحالفات متوازنة. فحرب أوكرانيا لم تؤد إلى توسيع الناتو فقط من خلال كسر التردد السويدي والفنلندي تجاه التحالف، ولكنها غذت أيضا تحالفا عالميا ناشئا من الديمقراطيات بما في ذلك دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.

وبالمثل، يمكن لأزمة مضيق تايوان أن تسرع في إنشاء ترتيبات ثنائية ومتعددة الأطراف تهدف إلى التهدئة في بكين؛ مثل التخطيط العسكري الأمريكي الأعمق بشأن حالات الطوارئ لتايوان مع اليابان وأستراليا، والمناقشات الواقعية للدور الذي قد تلعبه الهند أو فيتنام في حرب للسيطرة على غرب المحيط الهادي، والتعبئة المسبقة للعقوبات الاقتصادية والتكنولوجية التي قد تستخدمها واشنطن والديمقراطيات المتقدمة الأخرى في حالة “العدوان” الصيني.

رابعا: الأزمات تهز حالات الجمود

ويمكن أن تهز الأزمات حالات الجمود. فخطة مارشال أو معاهدة شمال الأطلسي “الناتو” لم تكونا ممكنتين في الأوقات العادية. ومنذ فبراير/شباط الماضي، نقلت الولايات المتحدة أسلحة وأموالا إلى أوكرانيا أكثر مما كان يظن أي شخص تقريبا أنه ممكن، وقد فعلت ذلك بسرعة ملحوظة لأي شخص على دراية بالوتيرة البطيئة للغاية المعتادة لحكومة الولايات المتحدة. والسؤال الآن هو ما إذا كان بإمكان واشنطن استخدام هذه الأزمة وأي أزمة مستقبلية لتحقيق شيء مماثل على الجانب الآخر من العالم.

الأزمات فرص لبناء إجماع سياسي وزخم داخلي

إن الأزمات هي فرص لبناء إجماع سياسي وزخم. فخلال الحرب الباردة، أقنعت الأزمات المبكرة الجمهور الأمريكي بدعم النفقات والسياسات التي لم يكن من الممكن تصورها لو لم تكن التوترات عالية جدا. فالأزمات بإمكانها زعزعة الأنظمة الديمقراطية من تهاونها لأنها تكشف عن الخطر الذي يلوح في الأفق بشكل بياني أكثر مما يمكن أن تفعله حتى الخطب الأكثر بلاغة أو الوثائق الإستراتيجية التي تتم مناقشتها بحدة.

ويمكن الإشارة إلى ما قاله الإستراتيجي الأمريكي الخبير في الحرب الباردة جورج كينان: إن “الأزمات حتمية تقريبا. وعندما تتنافس القوى العظمى لا يوجد أمن حقيقي، ولا يوجد بديل للعيش غير الآمن”.

أزمات القوى العظمى ستأتي مرات ومرات، سواء كان الأمريكيون جاهزين أم لا. والسؤال هو ما إذا كان يمكن لواشنطن أن تتجاوزها بأمان وتستخدمها لصالحها.

شاهد أيضاً

التأثير السلبي لحرب غزة على الأوضاع الحقوقية في إسرائيل

الشرق اليوم-  الصراع في غزة قد فاقم من حالة حقوق الإنسان في إسرائيل، وأشار التقرير …