الرئيسية / مقالات رأي / تصعيد روسي بمواجهة الغرب

تصعيد روسي بمواجهة الغرب

بقلم: علي قباجة – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- لم تثنِ العقوبات الغربية  ومدّ أوكرانيا بشتى أنواع الأسلحة  روسيا عن وقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بل ذهبت إلى مضاعفة زخم التهديدات لكل من يسلح كييف، محذرة من استهداف كل من يهدد روسيا كائناً من كان، بل إنها اتخذت خطوات عملية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، لكن ضمن حدود أوكرانيا، عبر تدمير معظم الأسلحة الغربية الموجهة لكييف.

 موسكو عزمت على تحقيق أهدافها مهما كانت ردود الفعل المناهضة لها؛ حيث إنها أعدت العدة لذلك، لذا فإنها لم تأبه للتحركات الغربية، وأكدت أن النظام الدولي لم يعد كما كان، وأن العصر المقبل سيكون بنظام دولي متعدد الأقطاب. بل إنها تواجه أي تحرك ضدها بتحرك مضاد؛ حيث إنها وفي معرض اعتراضها على تزويد أوكرانيا بالأسلحة، أكدت أن أهدافها العسكرية لم تعد تتركز فقط على شرق أوكرانيا، بل تشمل أيضاً “سلسلة من الأراضي الأخرى”. واعتبرت أن محادثات السلام مع أوكرانيا غير منطقية الآن. وزير الخارجية لافروف، أشار إلى أن أهداف موسكو الجغرافية من “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا “لم تعد مقتصرة على منطقة دونباس الشرقية، بل تتضمن عدداً من المناطق الأخرى”. مضيفاً: “أن أهداف روسيا ستتوسع أكثر إذا قدم الغرب أسلحة بعيدة المدى لكييف”، وأن القوات الروسية يمكن أن تذهب إلى مدى أبعد في الرد على مثل هذه الخطوة.

 روسيا لم ترَ جدية في أي حلول غربية، أو نية لدى كييف في تحقيق السلام عبر القبول بالشروط الروسية؛ لذا فإن بوتين أكد أن موسكو لا ترى أي رغبة من جانب أوكرانيا للوفاء بشروط ما وصفه باتفاق سلام أولي، بينما قال الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف، إن بلاده “ستنتصر في أوكرانيا، وستحدد شروط اتفاق سلام مستقبلي مع كييف”، وأضاف: “ستحقق روسيا جميع أهدافها. سيكون هناك سلام بشروطنا”.

 مستقبل الصراع تحدد بوضوح أكثر من السابق، وهذا الوضوح أظهرته روسيا عبر استمرارها بالعمليات العسكرية، وإصرارها على تحقيق الانتصار، بينما في المقابل فإن أوكرانيا ما زالت تكابر عبر الدعم الغربي، الذي إلى الآن لم يردّ الهجوم الروسي عليها، بل يمكن القول إنه أبطأه، فالغرب فعل أقصى ما يمكن فعله، لكن في حال قرر تزويد كييف بأسلحة نوعية، فإن الأمور من الممكن أن تتدحرج إلى أبعد من أوكرانيا، وهذا ما حذر منه الكرملين مراراً وتكراراً.

 روسيا وإن تأخرت بالحسم ستحقق أهدافها، حتى ولو استنزفت جزئياً، في حين أن الغرب يعي النتيجة الحتمية، لكنه معنيّ بإضعاف روسيا بالعقوبات وإطالة أمد الحرب، بينما الخاسر الأكبر سيكون أوكرانيا، التي سمحت أن تكون ساحة لتصفية الحسابات بين الشرق والغرب.

 لكن يمكن التقليل من حجم الخسائر من خلال القبول بسلام يحقق شروط موسكو، واستيعاب الغرب لفكرة أن روسيا قطب لا يمكن تجاوزه أو إخضاعه، خصوصاً في ظل تغير المعادلات الدولية؛ حيث إن التصعيد سيقابل بالتصعيد، والنتيجة ستكون مؤلمة للجميع.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …