الرئيسية / مقالات رأي / روسيا وأمريكا.. صراع على الأرض وتعاون في الفضاء

روسيا وأمريكا.. صراع على الأرض وتعاون في الفضاء

بقلم: كريستيان دافينبورت – صحيفة الاتحاد

الشرق اليوم- أزاح الكرملين يوم الجمعة (15 يوليو الجاري) ديمتري روجوزين عن منصب رئيس وكالة الفضاء الروسية، بعد أن أصبح وجوده يهدد بالقضاء على الشراكة مع الولايات المتحدة في محطة الفضاء الدولية. وجاءت هذه الخطوة مع إعلان وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أنها توصلت إلى اتفاق مع وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس”، لعملية مبادلة يُبحر بموجبها رائد فضاء روسي على متن صاروخ أمريكي، ويسافر أميركيان على متن مركبة فضائية روسية. وهذا يدل على مواصلة الدولتين العمل معاً في مجال الفضاء.

وجاء في بيان لناسا أن محطة الفضاء الدولية “صُممت لتكون تبادلية الاعتماد وتستند على مساهمات من كل وكالة فضاء كي تقوم بعملها. ولا توجد وكالة واحدة لديها القدرة على العمل بشكل مستقل عن الأخريات”. وامتدت التوترات بين البلدين بشأن أوكرانيا من الأرض إلى الفضاء، بعد سنوات ظل التعاون في الفضاء خلالها بمنأى عن التوترات الجيوسياسية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدان بيل نيلسون، مدير ناسا، روسيا بعد أن نشرت وكالتها للفضاء صورا لثلاثة من روادها على محطة الفضاء الدولية ومعهم أعلام جمهورية لوهانسك الشعبية وجمهورية دونيتسك الشعبية. وما يطلق عليهما جمهوريتان هما منطقتان أوكرانيتان أعلنتا انفصالهما ولا يعترف بهما كدولتين مستقلتين إلا روسيا وسوريا. وأعلن رواد الفضاء الروس أن الاستيلاء على المنطقتين كان “يوم تحرير يُحتفل به على الأرض وفي الفضاء”.

وجاء في بيان وكالة الفضاء الأمريكية أنها “تشجب بشدة استخدام محطة الفضاء الدولية لأغراض سياسية لدعم (الحرب) ضد أوكرانيا، مما يتعارض أساسا مع الوظيفة الأولية للمحطة بين الدول الخمس عشرة المشاركة والخاصة بتطوير العلوم والتكنولوجيا للأغراض السلمية”. وفي وقت سابق من هذا العام، مع تصاعد التوترات بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلن روجوزين أن روسيا مكلفة بتوفير قوة الدفع اللازمة لإبقاء المحطة الفضائية في المدار الصحيح، ولذا بمقدورها أن تدفع المحطة إلى الانهيار. كما هدد ببحث احتمال تفكيك الشراكة، قائلا: إن روسيا “ستراقب عن كثب تصرفات شركائنا الأمريكيين، وإذا استمروا في العمل العدائي فسنعود إلى بحث مسألة وجود محطة الفضاء الدولية”.

لكن الكرملين أعلن في بيان أن “يوري بوريسوف”، نائب رئيس الوزراء، سيحل محل روجوزين كرئيس لوكالة “روسكوزموس”. واستنكر مسؤولون في وكالة “ناسا” الأمريكية تهديداته إلى حد كبير ووصفوها بأنها مبالغ فيها، وأكدوا تركيزهم على استمرار الشراكة وأشاروا إلى أن الإجراءات الرسمية لروسيا تتناقض مع خطاب روجوزين. وجاء في بيان «ناسا» يوم الجمعة أنها كلفت رائد الفضاء فرانك روبيو بالسفر مع اثنين من رواد الفضاء الروس على متن مركبة الفضاء «سويوز» إلى محطة الفضاء وهو الأمر الذي من المقرر القيام به في 21 سبتمبر.

ويسافر رائد فضاء آخر من ناسا، «لورال أوهارا»، على متن «سويوز» في الربيع المقبل. كما كلفت روسيا، في غضون ذلك، رائدة الفضاء، آنا كيكينا، بالسفر مع اثنين من رواد الفضاء التابعين لناسا، «نيكول مان» و«جوش كاسيدي»، على متن مركبة «دراجون» الفضائية التابعة لشركة سبيس إكس. ومن المقرر القيام بهذه الرحلة إلى محطة الفضاء في سبتمبر أيضا. ويسافر رائد الفضاء «أندريه فيدياييف» في مهمة تالية منطلقا من الولايات المتحدة الربيع المقبل. وأكدت «ناسا» أن تبادل الطواقم يساعد في «ضمان استمرار العمليات الآمنة لمحطة الفضاء الدولية وحماية أرواح رواد الفضاء وضمان استمرار الوجود الأميركي في الفضاء».

وذكرت ناسا أن التكامل بين الأطقم الروسية والأميركية، وهو نمط متبع منذ سنوات، «يوفر الحماية من حالات الطوارئ مثل وقوع مشكلة مع أي مركبة فضائية للطاقم، أو مشاكل طبية خطيرة للطاقم، أو حالة طوارئ على متن المحطة تتطلب طاقما وأن تعود المركبة المخصصة لهم إلى الأرض في وقت أقرب مما كان مزمعا».

شاهد أيضاً

روسيا التي لا تساند أحداً… علاقة غير عادلة مع إيران

بقلم: يوسف بدر – النهار العربي الشرق اليوم– في مقالته في صحيفة “وول ستريت جورنال” …