الرئيسية / الرئيسية / قمة طهران تؤكد على استمرار التعاون للقضاء على “الإرهاب” وإيران وتركيا تبرمان 8 مذكرات تعاون

قمة طهران تؤكد على استمرار التعاون للقضاء على “الإرهاب” وإيران وتركيا تبرمان 8 مذكرات تعاون

الشرق اليوم – عقد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مع نظيريه الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، قمة ثلاثية أمس الثلاثاء في العاصمة الإيرانية طهران. 

وأكد البيان الختامي للقمة على استمرار التعاون للقضاء على جميع الإرهابيين، والدور الريادي لعملية “أستانا” في التسوية السلمية للأزمة السورية.

وبحسب نص البيان الختامي للقمة، فقد اجتمع كل من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في طهران في 19 يوليو/تموز 2022 في القمة الثلاثية في إطار عملية أستانا.

وناقش الرؤساء الثلاثة الوضع الميداني الحالي في سوريا، واستعرض آخر المستجدات بعد الاجتماع الافتراضي لرؤساء الدول في 2 تموز / يوليو 2020، وعبر القادة مرة أخرى عن تصميمه على تعزيز التنسيق الثلاثي على أساس الاتفاقات المبرمة بينهم في اجتماعات وزراء الخارجية وكبار الخبراء. كما تم استعراض آخر المستجدات على الصعيدين الدولي والإقليمي، والتأكيد على دور أستانا الريادي في التسوية السلمية للأزمة السورية.

وأكد القادة التزامهم الذي لا يتزعزع بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وكذلك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وذكروا أنه ينبغي احترام هذه المبادئ من قبل الجميع وعدم اتخاذ أي إجراء، بغض النظر عن مرتكبيه، لا ينبغي تقويض هذه المبادئ.

وأعربوا عن عزمهم على مواصلة التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وأدانوا تزايد وجود ونشاط الجماعات الإرهابية والجماعات التابعة لها بأسماء مختلفة في مناطق مختلفة من سوريا، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف منشآت مدنية وتؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء، وشددوا على ضرورة التنفيذ الكامل لجميع الإجراءات المتعلقة بشمال سوريا. وأعربوا عن رفضهم كل المحاولات المبذولة لخلق واقع جديد على الأرض بذريعة مكافحة الإرهاب، بما في ذلك المبادرات غير المشروعة للحكم الذاتي، وعزمه على مواجهة الأجندات الانفصالية الهادفة إلى إضعاف سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، كما عبروا عن تهديد الأمن القومي لدول الجوار من خلال الهجمات والتسلل عبر الحدود.

وبحث الزعماء الأوضاع في شمال سوريا، وأكدوا أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا في ظل الحفاظ على سيادة هذا البلد وسلامة أراضيه ، ولهذا الغرض قرروا تنسيق جهودهم، وأعربوا عن معارضتهم للاستيلاء والنقل غير المشروع على النفط وعائدات بيعه التي تعود لسوريا.

وأكدوا مرة أخرى عزمهم على مواصلة التعاون الحالي من أجل القضاء نهائياً على جميع الأفراد والجماعات والمنظمات والكيانات الإرهابية، وطالبوا وفقاً للقانون الدولي الإنساني، بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

كما تم مناقشة الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب بالتفصيل وشددوا على ضرورة الحفاظ على السلام في الميدان من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات المتعلقة بإدلب. وأعربوا عن قلقهم الشديد من وجود وأنشطة الجماعات الإرهابية التي تهدد المدنيين داخل وخارج منطقة إدلب. واتفقوا على بذل المزيد من الجهود لضمان التطبيع المستقر للوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها، بما في ذلك الوضع الإنساني.

وأعرب الزعماء عن قلقهم العميق إزاء الأوضاع الإنسانية في سوريا وكافة العقوبات الانفرادية التي تتعارض مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك الإجراءات التمييزية بإصدار الإعفاءات، ورفضوا بعض المجالات التي يمكن أن أن تؤدي إلى تفكك هذا البلد بمساعدة أجندات انفصالية، وفي هذا الصدد، طالبوا المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية والمؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية الأخرى بتقديم مساعداتها بشفافية أكبر، بعيدًا عن التمييز والعمل السياسي والشروط المسبقة، لتشمل كل سوريا.

وأعربوا مرة أخرى عن رأيهم بأن الصراع السوري ليس له حل عسكري ولا يمكن حله إلا من خلال العملية السياسية السورية – السورية بتسهيل من الأمم المتحدة وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وأكدوا أهمية دور اللجنة الدستورية التي جاء تشكيلها نتيجة المشاركة الأكيدة لضامني أستانا وتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وأكدوا استعدادهم لدعم عمل اللجنة من خلال التفاعل المستمر مع أعضائها والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السورية غير بيدرسون، لضمان الأداء المستدام والفعال لاجتماعات اللجنة اللاحقة. وأعربوا عن اعتقادهم بأن على اللجنة في عملها أن تحترم القواعد المرجعية والنظام الداخلي حتى تتمكن من القيام بمهمتها في اتجاه إعداد وصياغة التعديلات الدستورية لإقرارها الشعبي ، وكذلك تحقيق التقدم في عملها بروح التسوية والتفاعل البناء وبدون تدخل خارجي وتوقيتات مفروضة من الخارج بهدف التوصل إلى اتفاق عام بين الأعضاء. وأكدوا أن عمل اللجنة الدستورية يجب أن يكون خاليا من أي معوقات لوجستية وإدارية.

وأعربوا عن عزمهم على مواصلة عملية الإفراج المتبادل عن المعتقلين/المختطفين في إطار الفريق العامل المعني بعملية أستانا. وأكدوا أن مجموعة العمل هذه آلية فريدة وفعالة في بناء الثقة بين الأطراف السورية ووجودها ضروري، وقرروا اتخاذ إجراءات لمواصلة جهود إطلاق سراح المعتقلين والمختطفين وزيادة نطاق العمليات حسب اعتماد جدول أعمال فريق العمل لتسليم الجثث والتعرف على المفقودين.

وأوضحوا أن للاجئين والمشردين داخلياً الحق في العودة والحق في الدعم، وشددوا على ضرورة تسهيل عودتهم الطوعية والآمنة إلى أماكن إقامتهم الرئيسية في سوريا. وفي هذا الصدد، طلبوا من المجتمع الدولي تقديم المساعدة المناسبة من أجل إعادة توطينهم والعودة إلى الحياة الطبيعية، وتحمل المزيد من المسؤولية من أجل المشاركة في تعزيز المساعدات لسوريا، بما في ذلك وضع خطط الإنعاش الأولية بما في ذلك البنية التحتية الأساسية لا سيما المياه والكهرباء والصحة والعلاج والتعليم والمدارس والمستشفيات وما إلى ذلك – وإزالة الألغام للأغراض الإنسانية وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

وأدانوا استمرار الهجمات العسكرية لإسرائيل على سوريا، بما في ذلك البنى التحتية المدنية. واعتبروا هذه الهجمات انتهاكًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، فضلاً عن زعزعة الاستقرار وتصعيد التوتر في المنطقة. وأكدوا ضرورة الامتثال للقرارات القانونية المعترف بها دوليًا، بما في ذلك أحكام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة الرافضة لاحتلال الجولان السوري، وخاصة قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 242 و 497، اللذين يبطلان جميع القرارات والإجراءات التي اتخذهتا إسرائيل في هذا الشأن وبدون أثر قانوني.

وإلى جانب الملف السوري، أكدوا عزمهم على تعزيز التنسيق الثلاثي في ​​مختلف المجالات من أجل زيادة التعاون السياسي والاقتصادي المشترك. واتفقوا على إلزام ممثليهم بعقد الاجتماع الدولي التاسع عشر لسوريا في إطار عملية أستانا بحلول نهاية عام 2022.

وقرروا عقد الاجتماع الثلاثي القادم لقادة عملية أستانا بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أقرب وقت ممكن في روسيا.

خامنئي يلتقي بوتين 

من جانب آخر أكد قائد الثورة الاسلامية، آية الله علي خامنئي، لدى استقباله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا للتعاون المتزايد والمتبادل.

وشدد خامنئي، خلال اللقاء على ضرورة تفعيل التفاهمات والاتفاقيات بين البلدين واعتبر أنه من الضروري توخي اليقظة تجاه سياسات الغرب الخادعة، ولفت إلى أن التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يعود بالنفع على البلدين.

وأكد خامنئي أن الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا لزيادة التعاون المتبادل، وأضاف: هناك تفاهمات واتفاقيات كثيرة بين البلدين، منها في قطاع النفط والغاز، يجب متابعتها وتنفيذها حتى النهاية.

واعتبر التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، خاصة في أعقاب الحظر الغربي، بأنه ضروري ويخدم مصلحة كلا البلدين، وفيما يتعلق بالأحداث في أوكرانيا، وقال: الحرب مقولة قاسية وصعبة، وأن إيران ليست مسرورة على الإطلاق من أن يعاني منها الناس العاديين، لكن في حالة أوكرانيا، إذا لم تأخذ زمام المبادرة، فإن الطرف الآخر سيتسبب بمبادرته باندلاع الحرب.

وأكد أن الغربيين يعارضون تماما وجود روسيا قوية ومستقلة، واعتبر الناتو بأنه كيان خطير، وقال: إذا كان الطريق مفتوحا أمام الناتو، فهو لا يعرف حدودا، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، فإنه سيشعل نار حرب مماثلة بعد فترة بذريعة شبه جزيرة القرم.

واعتبر بالطبع أن أميركا والغرب اليوم أضعف من ذي قبل، وعلى الرغم من مساعيهما ونفقاتهما الكبيرة، فإن نجاح سياساتهما في منطقتنا، بما في ذلك في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين قد تضاءل بشكل كبير.

ووصف القضية السورية بأنها بالغة الأهمية، مؤكداً على موقف إيران الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة منعه، وقال: إن هناك قضية أخرى مهمة في الشأن السوري هي احتلال المناطق الخصبة والغنية بالنفط. شرق الفرات من قبل الأميركيين، والتي يجب حل هذه المسألة بطردهم من تلك المنطقة.

وندد بتدخل إسرائيل في شؤون المنطقة وأشاد بمواقف الرئيس الروسي الأخيرة ضد تل أبيب.

وشدد على أن إيران لن تتسامح أبدًا مع السياسات والبرامج التي تؤدي إلى إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا.

واعتبر أن التعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يصب بقوة وبعمق في صالح البلدين.

كما اعتبر أن اليقظة ضرورية ضد خداع الغرب وقال: الأمريكيون هم متغطرسون وماكرون وإن أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق يكمن في خداعه أمام السياسات الأمريكية، بالطبع أن روسيا في عهدكم حافظت على استقلالها .

كما أيد على سياسة اعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين واستخدام عملات أخرى بدلاً من الدولار، وقال: يجب إقصاء الدولار تدريجياً من مسار المعاملات العالمية، وهذا ممكن تدريجيا.ً

بدوره قال بوتين عن الأحداث في أوكرانيا: “لا أحد يؤيد الحرب وإن إزهاق أرواح الناس العاديين مأساة كبيرة، لكن سلوك الغرب جعلتنا لا خيار أمامنا سوى الرد”.

واستعرض بوتين عوامل وجذور الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، لاسيما الأعمال الاستفزازية للغرب والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا، وكذلك سياسة التوسع لحلف الناتو، على الرغم من التزاماتهم السابقة بتجنب أي توسع باتجاه روسيا. 

وقال إن بعض الدول الأوروبية قالت إننا ضد عضوية أوكرانيا في الناتو، لكننا وافقنا على ذلك بضغط أمريكي، مما يدل على افتقارها  للسيادة والاستقلال.

واعتبر بوتين اغتيال الجنرال سليماني بأنه أنموذج آخر على شرور الأمريكيين، وحول العقوبات الغربية ضد روسيا، قال: هذه العقوبات هي في ضرر الغرب، ومن نتائجها خلق مشاكل مثل ارتفاع أسعار النفط وأزمة الإمدادات الغذائية.

وأشار إلى إساءة استخدام الولايات المتحدة لأداة الدولار لفرض الحظر على الدول الأخرى ونهبها، واعتبر أن ذلك يضر بهم ويضعف الثقة العالمية بهذه العملة وتحرك الدول صوب اعتماد العملات البديلة، وقال: روسيا وإيران تعملان على ابتكار أساليب جديدة لاعتماد العملات الوطنية في العلاقات بين البلدين.

إيران وتركيا تبرمان 8 وثائق ومذكرات تعاون ثنائي

من جانب آخر وبحضور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أبرم مسؤولو البلدين 8 وثائق ومذكرات تعاون بالمجال السياسي والاقتصادي والرياضي والثقافي.

وشملت المذكرات الموقعة، مشروع التعاون الشامل الطويل الأمد بين ايران وتركيا واتفاقية مجالات تطوير التأمينات الاجتماعية والرياضية، ودعم المؤسسات الاقتصادية الصغيرة، والتعاون بقطاع الإذاعة والتلفزيون، والتعاون بين منظمة الاستثمار والدعم الاقتصادي والفني الإيراني والمكتب الاستثماري الرئاسي التركي.

المصدر: وكالات 

شاهد أيضاً

كيف انكسر “مخلب النسر” الأمريكي في إيران؟

الشرق اليوم- رافق سوء الحظ خطة “مخلب النسر” الأمريكية لتحرير الرهائن في إيران في أبريل …