الرئيسية / مقالات رأي / حرب أوكرانيا سبعة أسباب

حرب أوكرانيا سبعة أسباب

بقلم: إسماعيل الشريف – صحيفة الدستور

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة: 190).

الشرق اليوم- منذ قرن من الزمن غدت الولايات المتحدة هي سيدة حروب العالم بلا منازع، مترجِمة مقولة عالم الاجتماع راندولف بورن: الحرب هي صحة الدولة.

سوف أطرح سؤالًا للنقاش والتفكير: لماذا تدعم الولايات المتحدة أوكرانيا بالعتاد والمال ونحن نرى النتائج الكارثية لهذه الحرب سواء على أوكرانيا أو العالم؟ وقد حددتُ سبعة أسباب برأيي للإجابة عن هذا السؤال:

1- تقوم الحضارة الغربية التي تمثلها الولايات المتحدة على فكرة فلسفية تحركها يمكن تسميتها بالوفرة؛ أي إشباع حاجات شعوبها دون أي ضمير، هذه الوفرة لن تتحقق بالموارد الذاتية وإنما ستضاف عليها خيرات الشعوب الأخرى، فظهر الاستعمار بشكله التقليدي الذي قتل وسرق موارد البلاد الأخرى، فمُلِئت خزائن أوروبا بذهب وفضة العالم الجديد، وكانت هذه من الأسباب الرئيسة لظهور عصر النهضة، وبقي الاستعمار وأخذ أشكالًا جديدة، استعمارًا ثقافيًّا وتجاريًّا أو حربًا على الإرهاب، أو تعيين حكامٍ موالين وغيرها، ولكن الأساس لم يتغير، ألا وهو تحقيق الوفرة.

2- بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أدرك المجمع الصناعي الحربي الأمريكي (وهو تحالف غير رسمي بين القطاع الخاص والعام، ويشمل السياسيين الفاسدين وشركات السلاح والإعلام ومراكز الدراسات وجماعات الضغط وشركات البرمجة… إلخ) أدرك أن هنالك فرصة كبيرة في بيع السلاح إلى دول الاتحاد السوفييتي السابقة، فتوسع حلف الناتو ليشمل بولندا وبلغاريا وليتوانيا ووصل إلى حدود روسيا.

3- الهيكلية الأمريكية قائمة على الحروب، فلديها أكثر من سبعمائة وخمسين قاعدة منتشرة حول العالم، وميزانية عسكرية تفوق الإحدى عشرة دولة التي تليها مجتمعة في التسليح.

4- منذ أن قامت الولايات المتحدة وهي تقدم نفسها بأنها تقف على جانب الخير وعدوها على جانب الشر، ابتداءً بالهنود الحمر ثم النازية فالاتحاد السوفييتي ثم الإسلام، وأخيرًا بوتين والصين، فوجود هذا العدو الخيالي هو وقود حركة هذه الإمبراطورية.

5- توحيد الشعب الأمريكي ضد عدو مشترك وتصدير مشاكل الولايات المتحدة للخارج، وعلى رأس هذه المشاكل غياب العدالة الاجتماعية والمعاناة التي تعيشها الأقليات الملونة وديون التعليم والمخدرات وتفكك الأسرة والجريمة، وعبر عنها صراحةً الملياردير الأمريكي وارن بافت حين قال: هنالك حرب طبقية، ولكننا نحن الطبقة الغنية التي تشعل الحروب وتنتصر فيها.

6- الإبقاء لأطول فترة ممكنة على سيادة الولايات المتحدة للعالم ومنع أية قوة أخرى من إزاحتها، وهذا بالطبع يؤخر سقوط الولايات المتحدة.

7- في الموروث الأمريكي هنالك إعلاء لقيم العنف والسلاح والحرب والترويج لفكرة أقوى جيش، فعقلية رعاة البقر ما زالت هي التي تحكم.

ولكن تعلمنا حركة التاريخ بأن الإمبراطوريات تسقط وتقوم إمبراطوريات أخرى، ويُجمع علماء الاجتماع والسياسة بأن الولايات المتحدة قد انحدرت، ولكنهم يختلفون متى بدأ هذا الانحدار؛ بعضهم حددوا تاريخ حرب فيتنام، وبعضهم حرب العراق، وبعضهم انهيار البرجين، ويؤكدون بأن الولايات المتحدة لن تكون القوة العظمى الوحيدة في منتصف هذا القرن، وستزاحمها قوى أخرى في هذا الموقع، نتائج حرب أوكرانيا ستحدد اللاعبين الجدد.

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …