الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: الكاتب إيان هاميلتون
الشرق اليوم- شهد العالم الكثير من الأعمال المقيتة التي ارتكبتها روسيا ضد الشعب الأوكراني، الأمر الذي حث البعض على البحث عن أسباب حدوثها، وكيف أن السياسيين والشخصيات البارزة يعتقدون، بشكل متزايد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مجنون” أو “مريض نفسيا”.
وهذا الوصف يبدو ليس ثقيلا فحسب ولكنه خطير.
إن جزءا من الوصم المرتبط بالمصابين بمرض نفسي يقوم على الخوف مما قد يفعلونه؛ بأنه خطير وربما عنيف. والمشكلة الثانية في وصف بوتين بأنه “مجنون” هي أنه يزيل المسؤولية عن أفعاله، وبإعفائه من كونه مسيطرا، وبالتالي يكون مسؤولا عن الأوامر التي يصدرها.
من السهل جدا على السياسيين الغربيين إطلاق تصريحات غير مبررة حول الحالة الذهنية لبوتين، لكنهم يخاطرون بتأجيل إنهاء الحرب التي لا تزال تلحق أضرارا بالجنود والمدنيين في البلدين
ومن المفارقات على سبيل المثال أن هذا ينفي حقيقة ما يجري في أوكرانيا، وهو أن بوتين في كامل قواه العقلية، ويستخدمها -كما أشارت وسائل الإعلام الروسية- ليراقب شخصيا عمليات قواته فيها.
ومن منطق أن تكون حذرا من محاولة التفاوض مع شخص مجنون لأنه لا يمكن التنبؤ به ولا الوثوق فيه. وهذا مرة أخرى هو المكان الذي يساء فيه الحكم على مقولة أن بوتين “مجنون” وسيكون له عواقب دائمة، ويمكن أن يمدد فترة الصراع في أوكرانيا. وتساءل: كيف يمكن أن تستمر محادثات السلام عندما يرى القادة الغربيون أن بوتين مريض عقليا؟
فمن السهل جدا على السياسيين الغربيين إطلاق تصريحات غير مبررة حول الحالة الذهنية لبوتين، لكنهم يخاطرون بتأجيل إنهاء الحرب التي لا تزال تلحق أضرارا بالجنود والمدنيين في البلدين.
لذا فإنه يجب التوقف عن التظاهر بأن بوتين مجنون، وأن توصف أفعاله على حقيقتها بأنها شريرة.
المصدر: الجزيرة
