الرئيسية / مقالات رأي / تعاظم تداعيات “الطاقة” عالميًا متواصل

تعاظم تداعيات “الطاقة” عالميًا متواصل

بقلم: لما جمال العبسه – صحيفة الدستور

الشرق اليوم- قبل أيام قليلة اطلقت دول في مجموعة السبع الكبار تحذيرا عن نية مصانع كبرى لديها بالتوقف عن الانتاج نظرا لارتفاع أسعار الطاقة العالمية والمقصود هنا تلك التي تعتمد على الغاز الروسي الذي تتطبق عليه منذ اشهر عقوبات قد توصف بالمبالغ فيها والتي يطال ضررها الدول الغربية اكثر من روسيا.

كان هذا الاعلان بمثابة دق ناقوس الخطر نتيجة لقيام المصانع العالمية الكبرى بالاستعداد لمرحلة متقدمة من نتائج تطبيق العقوبات الغربية على روسيا نتيجة عمليتها العسكرية الخاصة في اوكرانيا، بالطبع العامل الرئيسي هو ارتفاع اسعار الغاز عالميا الى مستوى قياسي، علما بان هذه المادة تستخدم نظرا لانخفاض تكاليفها على المصانع مقارنة بالمنتجات النفطية.

بالمقابل فان تأثير أسعار الطاقة بشكلها العام جراء ما يحدث في أوكرانيا يطال جميع دول العالم وأصبح من الصعب القول بأن هذه الدولة نجت من الارتفاعات الحاصلة في الأسواق العالمية، لكن هناك عدة أسئلة تطرح عن مدى تأثير أسعار النفط على اقتصادات الدول خاصة النامية منها.

فاذا ما نظرنا الى السياسات العالمية فمن غير المتوقع ان تزيد دول منتجة كبرى انتاجها اليومي من النفط خاصة وانها ترى ان ما تنتجه دول أوبك وأوبك + يتوازن مع العرض، من جهة اخرى يطرح تساؤل هام لماذا الاهتمام بمادة النفط بحيث اصبحت المؤثر الاكبر على اقتصاد العالم اجمع فيما نرى ان الاكبر تأثيرا هو تضاعف سعر مادة الغاز بشكل ملفت والتي تدخل في الصناعات وتوليد الكهرباء حتى في قطاع المنازل عدا عن استخدامها في وسائل نقل في العديد من الدول حول العالم.

أما اذا ما نظرنا الى سياسات الدول في تسعير المشتقات النفطية، فهناك عدد كبير منها يفرض ضرائب ثقيلة على القطاعات كافة وذات تأثير مباشر على تكاليف أخرى فيها، عدا عن ان استبدال الغاز بالنفط صعب جدا نظرا لارتفاع أسعاره عالميا.

إن استمرار الدول بسياسة فرض الضرائب على المنتجات النفطية سينعكس حتما بشكل سلبي على اقتصادها خصوصا وعلى الاقتصاد العالمي بنظرة أشمل، لذلك فإن على الدول الصناعية الكبرى خاصة أن تعيد النظر في سياسة الضرائب في ظل العقوبات على روسيا وغازها، وأن تشجع قطاعها الصناعي للاستمرار في الانتاج والعمل لتحمي اقتصادها من أمراض البطالة والفقر.

أما الدول النامية سواء خدمية أو صناعية أو زراعية فإن أهم عوامل تشجيع قطاعاتها الاقتصادية هو تخفيض تكاليف الطاقة فيها لادنى حد حتى تحمي نفسها من تعميق مشاكلها لمستويات صعبة جدا، وعليها أن توازن بين أفضلية خسارة إيرادات ضريبية من هذه المنتجات لوقت محدد أو الخسارة من تراكم المشكلات الاقتصادية يوما بعد يوم .

شاهد أيضاً

أميركا إذ تتنكّر لتاريخها كرمى لعينيّ نتنياهو

بقلم: راغب جابر- النهار العربيالشرق اليوم– فيما تحارب إسرائيل على أكثر من جبهة، تزداد يوماً …