الرئيسية / مقالات رأي / تشريعيات فرنسا

تشريعيات فرنسا

بقلم: فيصل عابدون – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- حققت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان مفاجأة كبرى في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بينما لم تخرج النتائج التي حصل عليها الرئيس ايمانويل ماكرون وزعيم التكتل اليساري جان لوك ميلانشو عن دائرة التوقعات.

 وبحصولها على أكثر من ثمانين مقعداً في الجمعية الوطنية يمكن أن تصبح لوبان عاملاً مرجحاً في تشكيل الحكومة المقبلة، كما بإمكانها أن تختار مقعد المعارضة والمشاركة النشطة في صياغة مشروعات القوانين وتعبئة النواب وإجازة أو إسقاط القوانين المقدمة من الأطراف الأخرى. فالحزب اليميني المتطرف قد امتلك أخيراً كتلته النيابية التي تؤهله لدخول قلب عمليات صنع القرار الحكومي والتأثير في سياسات الدولة.

 وفي أول تعليق لها على نتائج الانتخابات تعهدت لوبان بممارسة معارضة حازمة ومسؤولة وتحترم المؤسسات، وقالت إن الكتلة البرلمانية التي حصل عليها “التجمع الوطني” هي الأكثر عدداً بفارق كبير في تاريخ حزبها السياسي. وكانت لوبان تفاخرت بالنتائج التي حققها حزبها في الجولة الأولى من الانتخابات. وقالت إنه دخل الانتخابات منفرداً بينما دخلت المجموعات الأخرى على شكل تكتلات حزبية.

 وعلى الرغم من حلولها في المركز الثالث في جولتي الانتخابات إلا أن قادة حزبها ومراقبون سياسيون اعتبروا هذه النتيجة اختراقاً تاريخياً و”تسونامي” سيشكل صورة الحياة السياسية الفرنسية في المستقبل القريب. أما بالنسبة لماكرون فقد شكلت النتيجة انتكاسة انتخابية بسبب فشله في الحصول على الأغلبية المطلقة التي تمنحه فرصة الحكم بارتياح مع حلفائه حزبي “موديم” الوسطي و”أفق”، دون حاجة إلى اقتسام السلطة مع شركاء آخرين من معسكري اليمين واليسار.

 إن خسارة ماكرون للأغلبية المطلقة تعتبر أمراً مفاجئاً أو غير متوقع. ولطالما كررتها استطلاعات الرأي طوال الفترة بين الاقتراعين. ولا شك أن قادة تحالف “معاً” قد وضعوها ضمن السيناريوهات الواقعية ودرسوا احتمالاتها وخياراتهم.

 ومنحت النتائج غير النهائية معسكر ماكرون بين 200 الى 260 مقعداً بينما يحتاج المعسكر إلى كتلة من 289 مقعداً لتفادي الفوضى في البرلمان. والخيار الوحيد المطروح لإنقاذ رئاسة ماكرون الجديدة واستقرار الحكومة هو الحصول على حلفاء جدد لإكمال الأغلبية المطلقة.

 وتحدث الوزير في الحكومة غابريال اتال عن وضع غير مسبوق في الحياة السياسية والبرلمانية يستدعي تجاوز الثوابت والانقسامات، بينما أكدت المتحدثة باسم الحكومة أوليفيا جريجوار الاستعداد لبدء مشاورات مع جميع الأحزاب المعتدلة لتشكيل الأغلبية المطلوبة.

 وربما تكون زعيمة التيار اليميني المتطرف مارين لوبان أحد هذه الخيارات فالسياسة لا تعرف المستحيل. كما أن زعيم التكتل اليساري ميلانشون، خاصة وأنه قدم الدعم الى ماكرون في انتخابات الرئاسة لإضعاف فرص لوبان. وقد عبّر عن رغبته في تسلم رئاسة الحكومة. أو قد يكون الحليف أحد الأحزاب التي تضمها مظلة ميلانشون.

 لكن ماكرون قد يطرق باب الزعيم اليميني المتطرف ايرك زمور الذي خسر رهان الانتخابات الرئاسية لكنه حصد عدداً جيداً من مقاعد البرلمان. والاختلافات كبيرة بين مواقف ماكرون السياسية واعتقادات زمور المتطرفة، لكن السياسة هي فن الممكن.

شاهد أيضاً

روسيا التي لا تساند أحداً… علاقة غير عادلة مع إيران

بقلم: يوسف بدر – النهار العربي الشرق اليوم– في مقالته في صحيفة “وول ستريت جورنال” …