الرئيسية / مقالات رأي / الأزمةُ الليبية بعد انتهاء أجل خريطة الطريق

الأزمةُ الليبية بعد انتهاء أجل خريطة الطريق

بقلم: د.وحيد عبدالمجيد – صحيفة الاتحاد

الشرق اليوم- لم يعد مُستغرباً تخبط القوى الدولية المعنية بالأزمة الليبية، وعجز الأمم المتحدة عن احتوائها ووضعها على طريق حلٍ مستدام وفق خطة مُتوافقٍ عليها وقابلةٍ للتطبيق. هذا هو الحال في سوريا واليمن أيضاً.

وفيما ينتهي اليوم أجل خريطة الطريق الفاشلة التي وضعتها الأمم المتحدة، بواسطة بعثتها الدولية في ليبيا، يزداد الوضع في سوريا تدهوراً، وتواجه الهدنة التي أمكن الاتفاق عليها، بفضل حرص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على مستقبل اليمن وشعبه، صعوباتٍ، بفعل مناورات الجماعة الحوثية وألاعيبها.

ولا يختلف أداء المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفاني دي مستورا ونظيره في اليمن هانس غروندبرغ عن مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز إلا في التفاصيل الخاصة بكلٍ من هذه الأزمات.

وفيما يقف دي مستورا عاجزاً، أو متفرجاً، في الوقت الذي تزداد الأزمة السورية تعقيداً، بعد تحوّل البلد الذي كان إحدى قلاع العروبة إلى ساحة حربٍ بالأصالة أو بالوكالة بين أطرافٍ دولية وإقليمية، تبدو ويليامز حائرةً تفتقد رؤيةً واضحة لما بعد انتهاء خريطة الطريق، فيما تزداد المخاوف من العودة إلى المربع الأول.

ارتباكها بشأن الوضع المتوتر في طرابلس واضح، وكذلك ترددها في اتخاذ موقف قوي بشأن حكومة عبد الحميد الدبيبة التي لم تعد لها حجة للاستمرار، بعد انتهاء أجل خريطة الطريق التي جاءت بها.

وبالرغم من أن اختلاف مواقف القوى الدولية ذات الصلة المباشرة بالأزمة الليبية يُمَّثل عائقاً كبيراً، فهو لا يبرر انكفاء الأمم المتحدة إلى ما يشبه دور المراقب الذي يشيد بتطورٍ هنا مثل محادثات تحديد القاعدة الدستورية اللازمة لإنجاز الانتخابات، وإدانة موقف هناك مثل الاشتباكات المتكررة في طرابلس بين فصائل مسلحة خارجة عن القانون ومنفلتة عن أي قواعد.

وهذا فضلاً عن عدم الاهتمام بمشكلة وقف العمل في معظم حقول إنتاج النفط، وأثرها في تفاقم معاناة الليبيين من أوضاع معيشية صعبة، مضافاً إليها انقطاع الكهرباء لفترات متفاوتة في بلد يملك احتياطات كبيرة من الوقود الأحفوري لا تقل عن 70 مليار برميل نفط، بخلاف الغاز الذي أفادت آخر اكتشافات أمكن إجراؤها أنه آخذ في الازدياد.

لكن ما الذي يمكن أن تفعله ويليامز إزاء صعوباتٍ لم يقدر على مثلها سبعة مبعوثين دوليين إلى ليبيا؟

سؤالُ في محله، وجوابه أن في إمكانها الطلبَ إلى الأمين العام عقدَ اجتماع عاجل بمناسبة انتهاء أجل خريطة الطريق مع وزراء خارجية القوى الدولية الأكثر تأثيراً في مسار الأزمة، ووضعها أمام مسئولياتها، والتلويح بإطلاع الرأي العام العالمي على مدى إسهام كل منها إيجاباً أو سلباً في السعي إلى خريطة طريقٍ جديدةٍ تضمنها المنظمة الدولية بكل ما تملكه من أدوات، حتى إذا اقتضى الأمرُ تشكيلَ قوة سلام دولية بقرارٍ من مجلس الأمن للتعامل مع عقباتٍ ستواجه مرةً ثانيةً إجراء الانتخابات التي تعتبرها الأممُ المتحدةُ السبيلَ الوحيدَ لحل الأزمة.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …