الرئيسية / الرئيسية / The Atlantic: روسيا لديها خطة لأوكرانيا. تشبه مصير الشيشان

The Atlantic: روسيا لديها خطة لأوكرانيا. تشبه مصير الشيشان

بقلم: نيل هاور

الشرق اليوم- أصبح الدمار المنتشر في كل مكان علامة مميزة لأوكرانيا لمن ينظر إلى الصور الواردة من هذا البلد الذي كان يوما ما مميزا بخضرته ومبانيه من الحقبة السوفيتية.

وأدى مرور الآلة العسكرية الروسية الهائلة في المدن إلى “تحطيم الشوارع والمباني، ببطء ولكن بثبات” وطرح التحليل مقارنة بين استراتيجية روسيا في أوكرانيا، وتلك التي قادتها موسكو في الشيشان.

فقبل عقدين من الزمن، دمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دولة الشيشان ذات السيادة و”أخضع شعبها وخلق مكانها أرضا من الخراب والفوضى والخوف”.

ولكي تنجح خطة بوتين في أوكرانيا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 ضعف عدد سكان الشيشان، على التدمير أن “يكون أكثر مضاعفة”.

وفيما تدمر الدبابات المدن والقرى الصغيرة في أوكرانيا، يلجأ بوتين إلى تكتيك “روسي رئيسي آخر” في المدن الحضرية التي تتحصن بها قوات أوكرانيا.

ويمكن المقارنة أيضا بين العاصمة الشيشانية، غروزني، التي تصف الأمم المتحدة دمارها بأنه “الأكبر على وجه الأرض” وماريوبول، المدينة الأوكرانية التي كانت نابضة بالحياة، والتي تحولت الآن إلى أنقاض.

وفي كلٍ من الشيشان وأوكرانيا، أعدمت القوات الروسية مئات المدنيين بطرق متشابهة، ودفنتهم في قبور جماعية سواء في “بلدة نوفي ألدي” الشيشانية، أو في بوتشا وإيربين وبوروديانكا الأوكرانية.

ويجب على النموذج الأوكراني أن يحتوي أيضا على مرشحين للحكم نيابة عن الكرملين في أوكرانيا، بشكل يشبه أحمد قديروف، مفتي إشكيريا السابق الذي قتل في 2004، أو ابنه رمضان قديروف، المتمرد السابق ضد روسيا.

وفي أوكرانيا، كان هناك مرشحون في الأجزاء المحتلة بالفعل من دونيتسك ولوغانسك، وطرحت مناطق أخرى تم الاستيلاء عليها حديثا مرشحيها.

موسكو ستبدأ بناء جهاز جديد للهيمنة يجعل الأوكرانيين العاملين لدى الكرملين يتولون بأنفسهم “مسؤولية سحق المقاومة المحلية المتبقية”.

وفي نهاية المطاف، سوف يطرح الجيل الجديد فكرة الخدمة للوطن الأم الروسي باعتبارها التزاما مقدسا، تحت إشراف زعيم يعيد تسمية الشارع الرئيسي للعاصمة باسم الرئيس الروسي، ويعلن نفسه بانتظام “جندي مشاة” لبوتين، مثل رمضان قديروف.

وإن الجانب الأكثر تشاؤما في هذه الخطة هو الاستعداد الروسي للانتظار لسنوات، إذا لزم الأمر، لفرضها بالكامل.

وإنه مثل أوكرانيا، ارتكبت روسيا أخطاء هائلة في الشيشان كلفتها الكثير عسكريا، حتى أنه في نهاية الحملة الأولى التي استمرت عامين في الشيشان أدى اتفاق لوقف إطلاق النار معروف باسم “خاسافيورت”، إلى انسحاب القوات الروسية من معظم الشيشان واعتراف موسكو بالسيادة الشيشانية،في انتصار حاسم على ما يبدو “لكن موسكو كانت صبورة، تنتظر وتراقب الدولة الشيشانية الوليدة التي بدأت تمزق نفسها”. و”الميليشيات الكثيرة التي أصبح لها سلطة خلال فترة الحرب”.

وفي مثل هذا الوضع من الفوضى والفقر والموت، تم تنحية القوى القومية العلمانية التي زودت حركة إشكيريا بزخمها الأولي جانبا بسبب التأثير المتزايد للمتطرفين اليمينيين.

وفي غضون ذلك، وجد الجيش والحكومة الروسيان اللذان أعيد تشكيلهما سببا متجددا للحرب، وهو سلسلة من التفجيرات للمباني السكنية الروسية والفظائع التي يشتبه على نطاق واسع في أنها ارتكبت من قبل جهاز الاستخبارات الروسي، وهاز الأمن الفيدرالي، في عملية زائفة لتبرير غزو ثان للشيشان.

وهذه المرة، استخدم الجيش الروسي قوته النارية الساحقة لتدمير أي مقاومة شيشانية واحتل البلاد بالكامل وحولها إلى “جمهورية خوف” حيث يحكم رجال الميليشيات وضباط الأمن دون عقاب.

وبعد مرور 13  عاما على إعلان نهاية الحرب الشيشانية الثانية والتمرد الذي أعقبها، لاتزال المنطقة تنتج لاجئين أكثر من أي مكان آخر في أوروبا، حيث يفر الناس من القمع التعسفي الذي يمارسه النظام الشيشاني بأعداد لم تطغ عليها حركة اللاجئين من أوكرانيا إلا مؤخرا.

وفي الوقت ذاته، يتصاعد غضب ملموس وكراهية مشتعلة تجاه قديروف وأمثاله الوحشيين. ويتوقع جميع الشيشان تقريبا أن تندلع حرب ثالثة في يوم من الأيام، مع الأمل الضمني في أن يتم سحب قديروف هذه المرة من قصره لمواجهة نهاية مماثلة لنهاية معمر القذافي في ليبيا.

إن خطة روسيا لتحويل أوكرانيا إلى شيء مشابه “لا تزال في مراحلها المبكرة” لكن “منطق صراع الاستنزاف يقف الآن إلى جانب روسيا، ويستند صبر بوتين الاستراتيجي إلى سابقة، حيث تعرف موسكو كيف تريد أن تبدو نتيجة الحرب في شرق أوكرانيا، لأنها ستبدو مثل الشيشان.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

كيف انكسر “مخلب النسر” الأمريكي في إيران؟

الشرق اليوم- رافق سوء الحظ خطة “مخلب النسر” الأمريكية لتحرير الرهائن في إيران في أبريل …