الرئيسية / مقالات رأي / تجاوب أوبك مع دعوات الغرب

تجاوب أوبك مع دعوات الغرب

بقلم: رندة تقي الدين – النهار العربي 

الشرق اليوم –  قرار مجموعة أوبك + أمس بزيادة الإنتاج 648 ألف برميل يومياً لكل من شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، يشير إلى زيادة 50 في المئة للكمية التي كانت مقررة في إطار خطة المجموعة منذ تموز الماضي، وهي زيادة 430 ألف برميل يومياً. 

ويؤكد قرار أوبك+ تجاوب دول “أوبك” في طليعتها السعودية والإمارات مع دعوات الولايات المتحدة وأوروبا، علماً أن الدولتين وحدهما تملكان الطاقة الإنتاجية الإضافية لزيادة حصتهما. 

وأكدت دول أوبك + التي تشمل روسيا، في بيان في نهاية مؤتمرها الشهري عبر الفيديو، أنها تتجاوب مع وضع الطلب في الصين التي أنهت الإغلاق بسبب نهاية الكورونا. واللافت أن البيت الأبيض رحب بهذه الخطوة، وقالت المسؤولة الإعلامية فيه: “نعترف بدور السعودية كرئيسة أوبك+ وأكبر منتج فيه للتوصل إلى هذا الاتفاق”.    

لا شك بأن زيارات كبار المسؤولين الأميركيين للسعودية، وزيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان لواشنطن، وزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة المرتقبة هذا الشهر، لعبت دوراً في هذا التجاوب.

وقد تتم زيارة بايدن للسعودية في نهاية حزيران (يونيو)، حيث يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رغم كل ما قاله خلال حملته، أنه لن يفعل ذلك. لكن بايدن بحاجة إلى إعادة العلاقة مع شريك تاريخي للولايات المتحدة، ولا يمكنه مقاطعة ولي عهد السعودي الذي سيكون ملك السعودية والذي يتمتع حالياً بكل السلطات التنفيذية في المملكة. 

كذلك، قد تكون اتصالات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وزيارة رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون للسعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي، قد أثرت في اتخاذ هذا القرار، كونه حتى الآن ليس هناك شح في العرض النفطي في الأسواق. ومن شأن قرار أوبك+ أن يخفض أسعار النفط قليلاً، ولكن السعودية لا تريد إنهاء شراكة خمس سنوات مع روسيا شريكتها في أوبك +، وخصوصاً أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار الرياض للقاء وزراء مجلس التعاون الخليجي الأعضاء في مجموعة أوبك + كما سبق وزار الجزائر، الدولة الغازية. 

وزيادة الإنتاج ستكون موزعة حسب الحصص النسبية التقليدية، ولكنّ هناك دولاً مثل أنغولا ونيجيريا، ومؤخراً روسيا، غير قادرة على رفع إنتاجها، ورغم ذلك أعطيت زيادة في حصصها. وقد انخفض إنتاج روسيا انخفاضاً كبيراً منذ حربها في أوكرانيا، بسبب صعوباتها لنقل النفط ورفض زبائنها التقليديين شراء النفط الروسي. وقدرت وكالة الطاقة الدولية إنتاج روسيا بأقل من حصتها في أوبك + بـ1,3 مليون برميل في اليوم في نيسان (أبريل)، ما يؤكد ضرورة اتخاذ أوبك + قراراً يمنع الأسعار من الوصول إلى مستويات سلبية لاقتصاد العالم.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …