الرئيسية / مقالات رأي / ​قراءة في نتائج الانتخابات اللبنانية

​قراءة في نتائج الانتخابات اللبنانية

صحيفة “النهار العربي”

الشرق اليوم – أنتجت الانتخابات النيابية اللبنانية تفرّعات من النواب الفائزين، بما يشبه البرلمان العراقي لجهة مجموعات من الكتل والفرق والوجوه المستقلّة والتغييرية. وتمثّل العنوان الأبرز الذي انبثق من الاستحقاق الانتخابي في 15 أيار (مايو) الجاري بخسارة “حزب الله” وحلفائه الأكثرية النيابية. وتوزّعت مقاعد المجلس النيابي الجديد على الشكل الآتي: 

يتظهّر في دراسة تموضعات النواب الفائزين حصول القوى السيادية على 49 نائباً، بما يشمل فوز حزب “القوات اللبنانية” بـ18 نائباً، حزب “الكتائب” بـ4 نواب، الحزب “التقدمي الاشتراكي” بـ8 نواب إلى جانب نائب حليف مستقلّ، رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” كميل شمعون، قدامى تيار “المستقبل” أو المقرّبين من نهجه الذين بلغ عددهم 9 نواب، والوزير السابق أشرف ريفي ونائب حليف له، و6 من النواب السياديين المستقلين: ميشال معوض، نعمة افرام، أديب عبد المسيح، فؤاد مخزومي، جان طالوزيان وميشال الضاهر.

ودخل البرلمان 13 نائباً محسوباً على القوى التغييريية والأحزاب الناشئة في مرحلة ما بعد “انتفاضة 17 تشرين”. وفاز 4 نواب يتبنّون خطاباً تغييرياً داعماً للانتفاضة: أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، شربل مسعد وإيهاب مطر. ودخل النائب عماد الحوت البرلمان كممثل عن “الجماعة الإسلامية”. 

ونال فريق 8 آذار وحلفاؤه 61 نائباً، بما يشمل حركة “أمل” مع 15 نائباً، “حزب الله” مع 13 نائباً، “التيار الوطني الحرّ” مع 18 نائباً، الطاشناق مع 3 نواب، “المردة” مع نائب واحد ونائبَين مستقلَّين حليفَين، و8 نواب حلفاء لمحور “الممانعة” من المستقلّين.

ويتظهّر في قراءة مواقف غالبية من النواب التغييريين والمستقلين، اعتمادهم خطاباً مضاداً لسلاح “حزب الله” ومؤيداً لحصرية السلاح في يد الجيش اللبناني بما يشير الى تموضعهم في خانة مقابلة للحزب استراتيجياً. وفي المقابل، شهدت الانتخابات خسارة حلفاء بارزين لمحور “الممانعة” بعدما خسر “الحزب السوري القومي الاجتماعي” مقاعده النيابية الثلاثة وتراجع عدد نواب تيار “المردة” وسقوط قوى 8 آذار الدرزية.

وتقدّم التغييريون وحزب “القوات اللبنانية” في نسبة الأصوات التفضيلية مقارنة بانتخابات 2018. وبحسب مقاربة مركز دراسات الباحث الانتخابي كمال فغالي الإحصائية الأولية، ارتفع حجم التأييد الشعبي للقوى التغييرية والأحزاب الناشئة في مرحلة ما بعد “انتفاضة 17 تشرين”. ونال مرشّحو القوى التغييرية 300 ألف صوت تفضيليّ مقارنة بـ 62 ألفاً في الدورة الانتخابية الماضية. وارتفعت النسبة المئوية لحيازة قوى التغيير الأصوات التفضيلية من 3.5 في المئة إلى 15.9 في المئة. وبرز تقدّم “القوات اللبنانية” مع ما يقارب 60 ألفاً من الأصوات التفضيلية الإضافية بما يشمل المستقلين المقربين منه. وارتفع عدد الأصوات التفضيلية التي نالها مرشحو هذه اللوائح من 128 ألفاً إلى 192 ألفاً. وسجّل “حزب الله” نقطة مئوية إضافية مع حيازته نسبة 16.5 في المئة من الأصوات التفضيلية، بعدما كان نال 15.5 في المئة في الانتخابات السابقة.

واستطاع “التقدمي الاشتراكيّ” تحصين شعبيّته ونيل النسبة المئوية نفسها التي بلغت 4.1 في المئة من الأصوات التفضيلية في استحقاقي 2018 مع 73 ألفاً و2022 مع 76 ألفاً. وبلغت نسبة حركة “أمل” 7.1 في المئة بعدما كانت 7.35 في المئة من الأصوات التفضيلية. وتراجع “التيار الوطني الحرّ” نقطتين في نسبة حيازته للأصوات التفضيلية، من 9 في المئة مع 159 ألف صوت إلى 7 في المئة مع 142 ألفاً. وانخفض حجم الأصوات التفضيلية التي نالها “حزب الطاشناق” من 17 ألفاً بما نسبته 1 في المئة إلى 13 ألفاً (0.7 في المئة) مع تراجع 0.3 نقطة.

وانبثقت متغيرات عدّة بارزة من الانتخابات النيابية اللبنانية مقارنة بالاستحقاق الانتخابي الماضي. وتمثلت أبرز المتغيرات في وصول النواب التغييريين المنبثقين من “انتفاضة 17 تشرين” إلى الندوة البرلمانية، بما يعتبر معطى تأسيسياً قوامه دخول أحزاب ناشئة حديثاً إلى البرلمان. ويتسم مجلس النواب اللبناني الجديد بارتفاع عدد النواب المستقلين الذين باتوا يشكّلون عدداً وازناً على حساب عدد من النواب الحزبيين. وقد ساهمت الانتخابات في بروز معطى جديد على صعيد دوائر الجنوب اللبناني بعد وصول 7 نواب جنوبيين يصنّفون في خانة الخصوم لمحور “حزب الله”، بعدما وصل 5 نواب من قوى التغيير و”القوات اللبنانية” في دائرة صيدا – جزين، ونجح نائبان محسوبان على التغييريين في اختراق لائحة “الثنائي الشيعي” في دائرة الجنوب الثالثة.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …