الرئيسية / مقالات رأي / مخاوف تجدد الصراع في ليبيا

مخاوف تجدد الصراع في ليبيا

بقلم: مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» – صحيفة “الاتحاد”

الشرق اليوم – أعادت الأحداث التي وقعت الثلاثاء الماضي في طرابلس المخاوف من تجدد القتال في البلاد وتقويض اتفاق وقف إطلاق النار الهش، وسط خلافات بشأن الحكومة الجديدة التي كلفها مجلس النواب في الشرق خلفاً للحكومة المنتهية ولايتها في طرابلس، ما يهدد ليس فقط المحادثات الجارية في القاهرة حول القاعدة الدستورية التي يجب أن تجري على أساسها الانتخابات، وإنما أيضاً مستقبل العملية السياسية برمتها.

وقعت الاشتباكات على إثر دخول رئيس الوزراء المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، العاصمة طرابلس فجر الثلاثاء الماضي بمعية كتيبة مسلحة، وهو ما رفضته الكتائب الأخرى الموالية أو الداعمة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة، وانتهت الأحداث باتفاق على خروج باشاغا والقوات التابعة له. وقد أعلن باشاغا على إثرها، أن حكومته ستبدأ العمل من مدينة سرت الساحلية على بعد 450 كيلومتراً شرق طرابلس. وهذه ليست المحاولة الأولى لباشاغا لدخول العاصمة، فقد سبقتها محاولتان من قبل. ولكن أهمية هذه المرة أنها تأتي على وقع اجتماعات اللجنة الدستورية الجارية في القاهرة التي تستضيف ممثلين عن مجلس النواب في الشرق والمجلس الأعلى للدولة في الغرب التي تجري برعاية أممية بهدف التوصل إلى اتفاق حول إطار دستوري جديد وجدول زمني للانتخابات التي تعتقد كل الأطراف أنها الحل الذي يمكن أن يخرج ليبيا من حالة الانسداد السياسي، ومن ثم الحيلولة دون تجدد القتال الذي مزق البلاد ويهدد تجدده بتحولها إلى دولة فاشلة.

ويبدو أن باشاغا لم يكن يريد دخول طرابلس بالفعل، وإلا ربما لكان – وهو قادر على ذلك – قد دخل بقوات أكبر، ولكنه ربما أراد من هذه الخطوة تحقيق أمرين: أولاً، إحراج حكومة طرابلس؛ فالدبيبة يتحجج بالانتخابات بينما لا يبدو أنه قادر على إجرائها في ظل استمرار الخلافات، وهذا يضعف شرعيته، ويظهره بمظهر المتمسك بالسلطة، وخاصة أنه فشل من قبل، ولا يبدو أن حكومته قادرة على إجراء الانتخابات من دون التوصل لاتفاق في القاهرة.

ثانياً، وهو الأهم، التأكيد على دوره المحوري وسط قلق من محاولات بعض الأطراف إقصاءه في محادثات القاهرة؛ ومن ثم فهو بهذه الخطوة يؤكد أنه رقم صعب وقد تعزز موقعه بعد اختيار مجلس النواب له، ومن ثم فإن أي حل لا يأخذ كل هذا في الاعتبار لن يكتب له النجاح. وهناك تقارير إعلامية بالفعل أشارت إلى أن محادثات القاهرة توصلت إلى اتفاقات مبدئية بشأن خريطة طريق مستقبلية، قد تشهد إجراء انتخابات في غضون 12 شهراً، والتي قد تشهد استبدال حكومتي الدبيبة وباشاغا بحكومة وحدة وطنية جديدة.

والحقيقة أن الليبيين قد سئموا من هذا الوضع، وهم يريدون تغييراً حقيقياً ينهي الهيئات السياسية والحكومات المتعددة، وإصلاحاً يعيد السلطة للشعب الليبي من خلال عملية دستورية وانتخابات جادة، ولكن تبقى هناك تساؤلات كثيرة حول إذا ما كان يمكن تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه في ضوء التوترات التي تهدد وقف إطلاق النار وتجدد الصراع.

شاهد أيضاً

سوريا وروسيا.. الفرص الناشئة

بقلم: عبدالحميد توفيق- العينالشرق اليوم– تدرك موسكو أن سوريا تشكل أحد التحديات الاستراتيجية المهمة التي …