الرئيسية / مقالات رأي / أوكرانيا والحل الصعب

أوكرانيا والحل الصعب

افتتاحية صحيفة “الخليج”


الشرق اليوم – تأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى موسكو، واجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، في إطار جهد جديد لاحتواء الحرب الأوكرانية وتفادي تداعياتها الخطرة، بعد أن شعر غوتيريش بأن هذه الحرب قد تنزلق إلى مواجهة كبرى قد تكون نتائجها كارثية على الأمن والسلم الدوليين.
وكان واضحاً من مجمل المحادثات والمواقف التي أعلنت بعدها، أن الوضع يستدعي الانتقال السريع إلى المفاوضات التي تؤدي إلى اتفاق يضع حداً للحرب، ويحول دون توسعها، وهو ما عبر عنه غوتيريش وبوتين ولافروف من خلال الاستعداد لحوار يفضي إلى تسوية تحفظ مصالح روسيا الأمنية، ومصالح الدول الأوروبية، وتحد من حالة الاستقطاب التي تعمل واشنطن على تحقيقها.
ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية تتجه إلى تصعيد الموقف، وهي حتى الآن ومنذ اندلاع الحرب، لم تطلق أي مبادرة أو إشارة باتجاه الحل؛ بل تعمل على تصعيد التجييش العسكري وتقديم مزيد من الأسلحة المتطورة لكييف، إضافة إلى رصد ملايين الدولارات لدعم وتمويل آلة الحرب، والضغط على حلفائها لتقديم مزيد من الدعم العسكري والمادي، وممارسة كافة الضغوط على دول العالم لمحاصرة روسيا اقتصادياً ومالياً، بهدف تركيعها وهزيمتها، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي صراحة أكثر من مرة، وأيضاً وزير خارجيته أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن خلال زيارتهما إلى كييف قبل يومين،
لذلك تبدو مهمة الأمين العام للأمم المتحدة وكأنها محاولة للسباحة عكس التيار في بحر هائج متلاطم الأمواج.
ومن الواضح أيضاً أن كل المفاوضات التي جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، وعلى الحدود مع بيلاروسيا، كانت مجرد مفاوضات لأجل المفاوضات، وليس من أجل التوصل إلى حل؛ ذلك أن أوكرانيا لا تمتلك في الواقع قرارها؛ لأن الولايات المتحدة هي من تدير الحرب من وراء الستار وهي من تقرر مسارها.
الولايات المتحدة لا تريد نهاية للحرب؛ لأنها ترى أن بمقدورها ليّ ذراع بوتين وإيقافه عند حده، وإفشال مسعاه في خلق بيئة دولية جديدة تضع حداً لتغوّل واشنطن وبسط هيمنتها على العالم، من خلال التوسع والقوة.
وعندما تعلن واشنطن أنها لن تسمح لروسيا بالانتصار في هذه الحرب، وترى أن بمقدور أوكرانيا الصمود من خلال ما يقدّمه التحالف الغربي من دعم عسكري ومادي غير مسبوق، فهذا يعني أن كل جهود غوتيريس وغيره، لن يكون لها أي نصيب من النجاح، وهذا يدل على أن الحرب ستطول، من دون أن تهتم واشنطن بما سيلحق بأوكرانيا من دمار وخسائر مادية وبشرية، كان يمكن تفاديها لو أن واشنطن لجأت إلى التعقّل منذ البداية.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …