الرئيسية / مقالات رأي / عمان القاهرة أبو ظبي… بوصلة نحو القدس

عمان القاهرة أبو ظبي… بوصلة نحو القدس

صحيفة “الدستور” الأردنية


الشرق اليوم – تكتسب القمة الثلاثية الأردنية المصرية الإماراتية أهمية كبيرة من حيث التوقيت مثلما تحمل دلالات واضحة إزاء تصعيد الاحتلال في القدس، مفادها توجيه البوصلة العربية نحو المدينة المقدسة ووقف تصعيد الاحتلال فيها، وهو ذات المضمون الذي أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني خلال استقباله الأسبوع الماضي أعضاء اللجنة العربية المكلفة من قبل الجامعة العربية بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس المحتلة.
ولعل التأكيد على احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وأهمية دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين وإيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، هي أهم ما جاء في مخرجات لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني، في القاهرة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد عبّر جلالة الملك خلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، عن موقف أردني ثابت يدين الانتهاكات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات على المصلين، وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس وتقليص أعداد المحتفلين في سبت النور، مجددا التمسك بضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف ورفض أي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
ويبرق جلالة الملك خلال اللقاء الثلاثي برسالة واضحة للأسرة الدولية وللقوى الفاعلة والمؤثرة في القرار الدولي مفادها ضرورة استمرار الجهد الدبلوماسي لمعالجة جذور التوتر والصراع الذي سيبقى يهدد المنطقة، ما لم يتم استئناف عملية السلام والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد على أن الأزمات العالمية على خطورتها، ينبغي ألا تصرف الاهتمام عن القضية الفلسطينية، ما يتطلب تحرك المجتمع الدولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وضمان عدم تكرارها.
لقد بقيت القدس والقضية الفلسطينية على سلم أولويات جلالة الملك عبد الله الثاني وما غابت يوماً عن خطاباته ومختلف لقاءاته، انطلاقا من الإيمان بعدالة الحق الفلسطيني وانطلاقاً من دوره وصياً أميناً على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو الزعيم الواثق المتسلح بالتفاف شعبه وجيشه وهو الحامل لإرث بطولي على ثرى القدس وعموم أرض فلسطين الطاهرة.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …