الرئيسية / مقالات رأي / تايوان من جديد

تايوان من جديد

افتتاحية صحيفة “الخليج”


الشرق اليوم – وكأن الحرب الروسية – الأوكرانية لا تكفي، فهناك محاولات لتسخين الجبهة الشرقية التي تتعلق بالصين وتايوان بواسطة العديد من الخطوات والإجراءات التي تشي بأن شيئاً ما يتم الإعداد له لاستفزاز الصين.
ومع قيام وفد أمريكي يضم ستة أعضاء في الكونغرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس بوب ميندينيز، بزيارة تايوان والاجتماع إلى الرئيسة تساي إينغ وين، ووزير الخارجية جوزيف وو، ووزير الدفاع تشيو كو- تشينغ، ردّت الصين على هذه «الخطوة الاستفزازية» بإجراء تدريبات عسكرية في بحر الصين الشرقي والمنطقة المحيطة بتايوان، شملت فرقاطات وقاذفات قنابل وطائرات مقاتلة. وقالت بكين إن «هذه العملية هي رد على إشارات خاطئة على نحو متكرر من الولايات المتحدة بخصوص تايوان».
ترافق هذا التطور مع إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يوم الخميس الماضي، أن بلاده «ستتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع إعادة توحيد تايوان مع الصين بالقوة»، ما يعني عملياً أن واشنطن لن تسمح بعودة تايوان إلى الوطن الأم، وهي من أجل ذلك تقوم بتعزيز وجودها العسكري والسياسي في الجزيرة وتزويدها بالأسلحة. في حين تؤكد القيادة الصينية دوماً، أن توحيد الصين أمر حتمي. وقد أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ مؤخراً، أنه «ينبغي تحقيق الوحدة سلماً»، لكنه حذّر من أن الشعب الصيني لديه «تقليد مجيد» في معارضة النزعة الانفصالية. كما أكدت وزارة الدفاع الصينية في مارس/ آذار الماضي أنه «لا توجد قوة تستطيع منع إعادة توحيد الصين وتايوان».
ومن الواضح أن الولايات المتحدة، ومن خلال استراتيجية إدارة الرئيس جو بايدن التي أعلنت عام 2020 والتي تعتبر الصين هدفاً استراتيجياً لها، لن تسمح لبكين بتحقيق هدفها، بل هي تعمل على استحالته، من خلال استخدام تايوان – كما أوكرانيا ضد روسيا – إحدى أوراقها الرابحة في المواجهة مع الصين التي تشكل تحدياً لها على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والتجارية والتقنية والأمنية على مستوى العالم، وتحديداً منطقة الهادئ وجنوب شرق آسيا، بما يهدد قيادتها المتفردة للنظام العالم الحالي.
ومن هذا المنطلق تسعى الولايات المتحدة لمحاصرة الصين من خلال إقامة تحالفات عسكرية إقليمية، من بينها تحالف «أوكوس» مع بريطانيا وأستراليا، حيث تعهد قادة الدول الثلاث، يوم الثلاثاء الماضي «ببدء تعاون ثلاثي جديد حول الأسلحة فرط صوتية والمضادة للفرط صوتية، وإمكانات حربية إلكترونية، إضافة إلى توسيع المشاركة في المعلومات وتعميم التعاون في مجال الدفاع»، ما دفع الصين إلى اعتبار هذه الخطوة بأنها «تزعزع الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، والنفخ في سباقات التسلح العالمية».
إن الأوضاع في شرق آسيا لا تقل خطورة عن الحرب الأوكرانية الروسية في شرق أوروبا، وكلها تدفع العالم نحو مزيد من الحروب، وربما الكوارث.

شاهد أيضاً

جامعات أميركا… حقائق وأبعاد

بقلم: إياد أبو شقرا- الشرق الأوسطالشرق اليوم– «الانتفاضة» التي شهدها ويشهدها عدد من الحُرم الجامعية …