الرئيسية / مقالات رأي / فرصة أسواق النفط

فرصة أسواق النفط

بقلم: د. فهد محمد بن جمعة – صحيفة “الرياض”

الشرق اليوم – مرة أخرى يحاول السيد بايدن وبالتعاون مع وكالة الطاقة الدولية لضخ المزيد من النفط الاحتياطي لتهدئة أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولارا منذ بداية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ووصول متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى 4.2 دولار للجالون والغير مسبوق، حيث سيتم سحب 180 مليون برميل بمعدل مليون برميل يوميا من الاحتياطي الفدرالي (SPR) على مدى الأشهر الستة المقبلة، بالإضافة إلى 60 مليون برميل من مخزونات أعضاء وكالة الطاقة الدولية بإجمالي 240 مليون برميل. وقد ارتفع الإنتاج الأمريكي بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 11.8 مليون برميل يوميا في 1 مارس والأعلى منذ ديسمبر 2021، وكذلك ارتفع المخزون التجاري الأمريكي بـ 2.4 مليون برميل وذلك مقارنة بسحب 3.4 مليون برميل للأسبوع السابق، حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

ونتيجة لذلك هبط غرب تكساس من 101.96 دولارا الثلاثاء الماضي إلى 96.23 دولارا أو 6% الأربعاء الماضي وكذلك برنت من 106.64 دولارا إلى 101.07 دولارا أو 5.5%. وواصلت الأسعار تراجعها الخميس الماضي، حيث انخفض غرب تكساس طفيفا إلى 96.03 دولارا وبرنت إلى 100.58 دولارا. ولكنها عادت الجمعة الماضية، ليرتفع غرب تكساس إلى 98.26 دولارا أو 2.3% وبرنت إلى 102.78 دولارا أو 2.2%. وهذا جعل أسعار العقود قصيرة الأجل أعلى بكثير من العقود اللاحقة أو طويلة الأجل، مما يشير إلى نقص في العرض على المدى القريب.

ورغم موافقة الكونجرس الأمريكي الخميس الماضي على حظر جميع واردات النفط والوقود الروسية، إلا إن هذا الحظر سيدخل حيز التنفيذ في 22 أبريل، حيث استوردت الولايات المتحدة ما معدله 100 ألف برميل يوميا من النفط والوقود الروسي في الأسبوع المنتهي في 25 مارس مقارنة بـ 70 ألف برميل يوميا في الأسبوع السابق، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. كما إن صادرات النفط والغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي لم تتغير إلى حد كبير ما عدا دول البلطيق التي حظرت واردات الطاقة الروسية، ومازال الاتحاد الأوروبي يستورد 4.5 مليون برميل يوميا من النفط الروسي ومنتجاته ويستهلك 25% من الغاز الطبيعي الروسي من إجمالي استهلاك الطاقة. فان حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي سيخفض الصادرات الروسية بـ 3 ملايين برميل يوميا ويرفع سعر برنت إلى فوق 115 دولارا.

فما زالت فرصة الأسواق العالمية متاحة لتحقيق المزيد من المكاسب مع بقاء سعر برنت فوق 100 دولار بدعم من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية واحتمالية تراجع الصادرات الروسية، والتزام أوبك+ باتفاقها، رغم السحب الأمريكي من الاحتياطي وأعضاء وكالة الطاقة الدولية الآخرين وعمليات الإغلاق في شنغهاي. فإن تعظيم مكاسب النفط مازالت في المسار الصاعد في ظل المخاوف بين العوامل الجيوسياسية على المدى القصير وعوامل السوق على المدى الطويل.

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …