الرئيسية / دراسات وتقارير / الائتلاف الإسرائيلي برئاسة بينيت يخسر غالبيته.. ماذا يحدث في إسرائيل؟

الائتلاف الإسرائيلي برئاسة بينيت يخسر غالبيته.. ماذا يحدث في إسرائيل؟

الشرق اليوم- أحدثت النائبة الإسرائيلية، عيديت سيلمان، ضجة واسعة بعد إعلان انسحابها من البرلمان ليخسر الائتلاف الإسرائيلي برئاسة، نفتالي بينيت، الأربعاء، غالبيته.

وتسبب إعلان النائبة اليمينية بتراجع تحالف بينيت الذي يضم أحزابا متباينة من اليمين المتشدد واليسار بالإضافة إلى حزب عربي إسلامي بعد خسارة أغلبيته ذات المقعد الواحد إلى 60 مقعدا ما يجعله متساويا مع مقاعد المعارضة.

وقالت سيلمان في بيان: “جربت طريق الوحدة وعملت كثيرا من أجل هذا الائتلاف”.

لكنها أضافت أنه “للأسف لا يمكنني المشاركة في المساس بهوية إسرائيل اليهودية”.

وكانت النائبة الإسرائيلية انتقدت، الاثنين، تعليمات صادرة عن وزير الصحة، نيتسان هوروفيتس، تقضي بالسماح للمستشفيات بالتزود منتجات الخبز المخمر خلال عطلة عيد الفصح اليهودي الذي يصادف الشهر الحالي.

وتمنع التعاليم الدينية اليهودية استخدام الخبز المخمر في الأماكن العامة خلال عيد الفصح.

وقالت سيلمان: “سأنهي عضويتي في الائتلاف وسأحاول متابعة إقناع أصدقائي بالعودة وتشكيل حكومة يمينية. أعلم أنني لست الوحيدة التي يخالجها هذا الشعور”.

وتأتي خطوة سيلمان لتحدث هزة سياسية في إسرائيل التي تمر حاليا بظروف أمنية حساسة عقب سلسلة هجمات مسلحة أوقعت عددا من القتلى في عدة مدن إسرائيلية، منها مقتل أربعة أشخاص طعنا أو دهسا في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل نهاية مارس الماضي في هجوم هو الأعنف منذ سنوات. كما شهدت الخضيرة وبني براك هجمات ممثالة أدت إلى وقوع ضحايا.

كما تتأهب الشرطة الإسرائيلية في القدس حيث يسود جو من التوتر الأمني مع حلول شهر رمضان، إذ عادة يشهد اشتباكات بين المصلين وقوات الأمن في محيط المسجد الأقصى.

وحكومة بينيت منشغلة في الأيام الماضية بمراجعات أمنية بعد العليمات التي وقعت داخل إسرائيل، حيث شدد بينيت على أهمية العمل على مكافحة الإرهاب ومنع وقوع هجمات مماثلة.

من هي عيديت سيلمان؟

تشير صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن سيلمان خاضت معارك أيديولوجية مع أعضاء الأحزاب اليسارية في التحالف، حتى قبل بدء الجدل الأخير.

دخلت سيلمان الكنيست لأول مرة في عام 2019. كانت ناشطة في شبابها في الحزب الديني القومي، وانضمت إلى حزب البيت اليهودي.

احتلت سيلمان المرتبة الثالثة بين مرشحي حزب “البيت اليهودي”، ولكن عندما اندمج الأخير مع أحزاب أخرى لتشكيل تحالف “يمينا” (أو حلف اليمين المتحد)، بلغت المرتبة السادسة.

وبعد أن تم استبعاد مايكل بن آري، المرشح الكاهاني، من الترشح على القائمة خلال انتخابات 2019 من قبل المحكمة العليا بتهمة التحريض ضد العرب، صعدت سيلمان إلى المركز الخامس، ودخلت الكنيست في النهاية.

لكن رئيس الوزراء آنذاك، بنيامين نتانياهو، فشل في تشكيل حكومة، وعاد الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع.

في الانتخابات اللاحقة في مارس 2021 ، أصبحت نائبة في الكنيست مرة أخرى بعد أن استقال الشخص الموجود قبلها مباشرة في القائمة في اليوم السابق لأداء الكنيست اليمين.

قبل مسيرتها السياسية، عملت سيلمان مدرسة، ثم شغلت عددا من المناصب الإدارية في “كلاليت”، واحدة من أكبر المنظمات الطبية في إسرائيل.

وركزت العديد من جهودها التشريعية على النظام الطبي، بما في ذلك دعم مشروع قانون بشأن تجميد الحيوانات المنوية للجنود الإسرائيليين، في حالة وفاتهم في المعركة ورغبة عائلاتهم في استخدامه.

وقد شهدت علاقة سيلمان بوزير الصحة توترا ملحوظا خلال السنوات الماضية.

فوفقا لما نقله موقع “هآرتس” عن وسائل الإعلام الدينية اليمينية، زارت سيلمان في ديسمبر مركزا تابعا لمنظمة “إفرات” المعارضة للإجهاض، بعد إصلاحات سياسة هورويتز بشأن إنهاء الحمل. ووفقا لموقع “كيبا” الإسرائيلي، فإن سيلمان وعائلتها يساهمون بانتظام في دعم منظمة “إفرات”.

وتشير “هآرتس” إلى أن سيلمان كانت هدفا لانتقادات من أحزاب المعارضة اليمينية في الكنيست، وعلى الأخص عندما شككوا في ادعائها بأنها تعرضت لاعتداء في محطة وقود في الخريف الماضي، ووصفها النائب عن حزب الليكود، يوآف كيش، بـ “المتلاعبة” والكاذبة.

“انكسار” تحت الضغط

ومساء الأربعاء، تجمع آلاف من أنصار اليمين في القدس للمطالبة بسقوط الحكومة التي شكلت قبل أقل من عام، في يونيو 2021.

وفي كتاب الاستقالة الرسمي الذي وجهته لرئيس الوزراء قالت عيديت: “يجب أن نعترف بأننا حاولنا، حان الوقت لإعادة الحسابات ومحاولة تشكيل حكومة وطنية يهودية صهيونية”.

وعقب إعلان النائبة انسحابها التقى بينيت رؤساء الأحزاب الأعضاء في ائتلافه.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي في أول رد فعل تجاه قرار سيلمان: “الأمر الأهم الآن هو ضمان استقرار الائتلاف. لقد تحدثت إلى رؤساء الأحزاب وجميعهم يريدون الاستمرار في هذه الحكومة التي تعمل من أجل صالح المواطنين”.

ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن بينيت تصريحات قال فيها إن ناشطين وداعمين لنتانياهو وعضو الكنيست، بِتسَلئيل سموتريتش، قاموا بتهديد سيلمان.

وأضاف “اضطهدت عيديت لشهور، وتعرضت لاعتداءات لفظية من قبل مؤيدي بيبي (بنيامين نتانياهو) وسموتريتش على المستوى الأكثر رعبا .. وصفت لي التهديدات التي تعرضت لها زوجها شموليك وأطفالها.. لقد كسروها في النهاية”.

“حكومة ضعيفة وعرجاء”

وعقب هذه التصريحات، أثنى سياسيون يمينيون هاجموا سيلمان مرارا منذ انضمامها إلى الائتلاف، على خطوتها.

ورحب زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو بقرار سيلمان.

وقال في جلسة خاصة للبرلمان الذي يعتبر في عطلة رسمية: “هناك في إسرائيل اليوم حكومة ضعيفة وعرجاء وأيام معدودة”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتانياهو استدرج سيلمان عبر وعدها بالملف الصحي إذا أصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى.

وقال نتانياهو الذي يتزعم حزب الليكود اليميني في تسجيل مصور مخاطبا النائبة “عيديت إنك دليل على أن ما قادك إلى ذلك هو الاهتمام بهوية إسرائيل اليهودية والاهتمام بأرض إسرائيل، أرحب بك مجددا في أرض إسرائيل وفي المعسكر الوطني”.

وأضاف “أدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للالتحاق بعيديت والعودة (إلى قاعدتهم)، سيتم استقبالكم بأذرع مفتوحة وبفخر”.

وأثنى النائب سموتريتش من حزب الصهيونية الدينية، الذي كان شريكا سياسيا لبينيت، على سيلمان و”شجاعتها في الإقدام على الخطوة الصعبة”.

وتوقع سموتريتش عدم قدرة الائتلاف الحالي على الاستمرار مع هذا التحول.

وكتب على حسابه على تويتر: “هذه بداية نهاية الحكومة اليسارية غير الصهيونية لبينيت والحركة الإسلامية”.

مصير الحكومة

من جهتها، ذكرت القناة “12” العبرية أن أطرافا داخل المجتمع العربي، من بينها رؤساء سلطات محلية، تمارس الضغوط على نواب القائمة المشتركة لكي يتعاونوا مع القائمة العربية الموحدة منعا لسقوط الحكومة، وفقا لما نقله موقع هيئة البث الإسرائيلي “مكان”.

وذكر الموقع أن “مصادر في المجتمع العربي عبرت مخاوفها من تشكيل حكومة عنصرية بقيادة بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير وسموتريتش، في حال إجراء انتخابات مبكرة”.

وتظاهر اليوم عدد من نشطاء اليمين قبالة منزل سيلمان معبرين عن تضامنهم مع قرارها.

وأكد موقع “مكان” أنه تم تشديد الحماية حول النائبة المستقيلة عقب تلقيها تهديدات في شبكات التواصل الاجتماعي، وأشار إلى أنه أقيمت خيمة اعتصام قرب منزل عضو الكنيست، نير أورباخ، لإقناعه بالانضمام إلى سيلمان.

ويمكن لتحالف بينيت الاستمرار مع 60 مقعدا لكن لن يكون بمقدوره تمرير تشريعات جديدة.

ويمكن للكنيست التصويت بحجب الثقة في حال انشق عضو آخر في الائتلاف.

ولتشكيل ائتلاف جديد خاص به من دون خوض انتخابات جديدة، سيحتاج نتانياهو إلى دعم 61 نائبا على الأقل. ولا يحظى نتانياهو بهذه الغالبية حاليا.

وفحصت شبكات التلفزيون الرئيسية الثلاث استطلاعات رأي في أعقاب انشقاق سيلمان عن الائتلاف الحاكم لتجد أن موقف نتانياهو سيتعزز إذا أجريت انتخابات جديدة اليوم، لكن من غير الواضح إن كان بإمكانه تشكيل حكومة، وفقا لما نقله موقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وأشار الموقع إلى تقارير تفيد احتمالية انضمام سيلمان إلى حزب الليكود في المعارضة، مما قد يمنح حزب نتانياهو خيارين رئيسيين محتملين للعودة إلى السلطة.

الخيار الأول، وفقا لـ “تايمز أوف إسرائيل” هو تمرير قانون لحل الكنيست، ولتحقيق ذلك، سيحتاج “الليكود” دعم 61 على الأقل من أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120.

وبهذا سيتطلب مشروع القانون دعما واسعا من المعارضة الحالية، بما في ذلك أعضاء القائمة العربية الموحدة، ودعم بعض المشرعين غير المنتمين إلى المعارضة حاليا.

ومع عطلة الكنيست، يُعتقد أن تحديد موعد للتصويت على مشروع القانون هذا غير مرجح لبضعة أسابيع أخرى. ومن المتوقع أن يستأنف الكنيست عمله التشريعي في الثامن من مايو المقبل.

أما الخيار الثاني، وفقا لموقع “تايمز أوف إسرائيل” يكمن في أن يقوم الليكود بتشكيل حكومة بديلة في الكنيست الـ24، لكن هذا السيناريو قد يكون صعبا، وأوضح أن لدى الليكود 29 مقعدا ولحزب “الصهيونية الدينية” سبعة ، ولحزب “شاس” تسعة ، وحزب “يهدوت هتوراة المتحدة” لديه سبعة مقاعد، أب بإجمالي 52 مقعدا.

وأوضح الموقع أنه حتى لو انفصل تحالف “يمينا”، وانضم نواب آخرون إلى سيلمان، فإن الكتلة التي يقودها الليكود لن يكون لديها مقاعد كافية لأغلبية الكنيست، وستحتاج إلى مزيد من الدعم من داخل صفوف التحالف الحالي، وقد يتمثلون بأعضاء لا يشعرون بالرضا من حزب “أزرق أبيض” الذي يقوده وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، والمكون من ثمانية أعضاء.

ومنذ تشكيلها، كانت هناك تقارير متعددة عن محاولات من قبل المعارضة لاقتناص نواب الائتلاف والإطاحة بالحكومة، وفقا للموقع الإسرائيلي.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

تأخر تشكيل المحكمة الدستورية في تونس يثير شكوكا حول انتخابات الرئاسة

بقلم: حمادي معمري- اندبندنتالشرق اليوم– يترقب التونسيون إعلاناً رسمياً من قبل هيئة الانتخابات عن الرزنامة …