الرئيسية / مقالات رأي / من كورونا إلى أوكرانيا… هل نجا العالم من الوباء ليدخل حرباً نوويّة؟

من كورونا إلى أوكرانيا… هل نجا العالم من الوباء ليدخل حرباً نوويّة؟

بقلم: حسن إسميك – النهار العربي
الشرق اليوم – في التاسع من شهر آذار (مارس) الجاري، خرج رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس ليقول للعالم إن “الجائحة” لم تنته بعد، وذلك بعد عامين تماماً من استخدامه ذلك المصطلح لأول مرة لإيقاظ العالم على التهديد الناشئ لـ Covid-19. لكن العالم هذه المرة لم ينتبه، فأنظاره مركّزة على مكان آخر وحدث آخر، على الحرب الدائرة في قلب أوروبا، نتيجة “العملية العسكرية” التي شنتها القوات الروسية على أوكرانيا.
ولو كان الوباء يقاس بمقدار ما يخصص له من اهتمام، فيمكن من دون مبالغة أن نقول إن كورونا انتهى مع أول صاروخ أطلق من روسيا نحو أوكرانيا، ومعه تحول اهتمام العالم كله، سياسييه ودبلوماسييه وإعلامه، من تغطية عمرها عامان تدور حول جميع القصص المتعلقة بـ Covid إلى التركيز الآن على كل تطور صغير في أوكرانيا التي تشهد واحداً من أسوأ الصراعات في تاريخ أوروبا المعاصر.
أكثر من 6 ملايين إنسان راحوا ضحية الفيروس ومتحوراته، لم تكن كافية لصد شهية العالم عن الحرب، ولا لوقف نهمه لمتابعتها والاهتمام بأصغر تفاصيلها، اختفت تقريباً كل الضجة العالمية حول فيروس كورونا، والتكهنات والتفسيرات المتعددة ونظريات المؤامرة حول “أصل الفيروس”.
لقد مر العالم خلال عامين في مراحل عدة، أولاها السباق المحموم بين الدول لتأمين الأدوات الطبية اللازمة (كمامة + أجهزة تنفس ثم اللقاح) والتي شهدت حصول انقسامات ونشوء عداوات بين دول الاتحاد الأوروبي (فرنسا وإيطاليا مثلاً)، أو بين أميركا والصين بطبيعة الحال، وغيرها. وظلت الأمور تتصاعد بشأن كورونا في جميع أنحاء العالم إلى أن تم إيجاد اللقاح، والذي كشف بدوره عن تفاوتات كبيرة بين دول العالم، الغنية منها والفقيرة، وعن تراجع كبير في القيم الإنسانية والأخلاقية، إذ ساد العمل بالمبدأ القائل: “اللهم أسألك نفسي”، باستثناء الصين ربما التي حاولت أن تنفي عن نفسها وسم “المسبب” للوباء، وبعض الدول كالإمارات العربية المتحدة التي وزعت المساعدات الطبية على جميع أنحاء العالم تقريباً.
لم تأت أزمة أوكرانيا بعد انتهاء الوباء أو انحساره تماماً، بل كان العالم ما زال مشغولاً بالكشف عن متحورات كورونا الجديدة وتطوير اللقاحات المناسبة ومقاومة هذه الجائحة، ورغم ذلك انتقل الاهتمام، بغالبيته العظمى، من تتبع كورونا إلى تتبع المعارك في أوكرانيا، وهي الحرب الأولى من نوعها والتي لم يشهد العالم لها مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، نظراً إلى توسع مساحتها وحجم الأضرار الناجمة عنها، سواء داخل أوكرانيا أم خارجها.
ومع دخول الحرب شهرها الثاني، وازدياد عدد اللاجئين والدمار في أوكرانيا، يزداد التصعيد والضغوط الغربية على روسيا، فالدول الأوروبية التي كانت منقسمة على بعضها البعض بشأن كورونا، توحّد صوتها بشأن أوكرانيا، وفتحت أبوابها للاجئين الأوكران، وجمعت المساعدات المالية السخية، وتشاورت في تجنيد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا أرض المعركة، وتم تزويد أوكرانيا بالعتاد والسلاح ودعمها بطرق وبإمدادات غير محدودة، ورفعت أميركا صوتها عالياً، ومعها الناتو، لتقول: “من لم يكن معنا فهو ضدنا”، ولم تكن النتيجة قطبين واضحين بل انقسم العالم إلى ثلاثة أقسام:

الأول يضم أوكرانيا ومعها الغرب (الأميركي والأوروبي)، وكل الدول المؤيدة والداعمة لها في حربها، وهو القسم الأكبر، إذ يضم نحو 70% من دول العالم، وتتبنى كلها النهج الغربي في فرض العقوبات على روسيا.

الثاني يتكون من الدول المؤيدة للحرب والداعمة لروسيا، ولا يزيد عدد هؤلاء عن نحو 10% من دول العالم، ناهيك بكونها دولاً صغيرة وذات تأثير دولي محدود للغاية.

أما القسم الثالث فيتألف من مجموعة الدول التي ما زالت في المنطقة الرمادية (سواء أكان الخط الثالث خياراً لها أم اضطراراً أجبرت عليه)، عدد الدول في هذه المنطقة الرمادية ليس كبيراً، ولا يتجاوز نحو 20% من مجمل دول العالم، لكنها في الغالب دول وازنة عالمياً ويمكن أن تُحدث تغييراً في مسيرة هذا الانقسام والتعبئة العامة ضد روسيا، كونها فاعلة وذات ثقل اقتصادي يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً في روسيا. وأهم هذه الدول: الصين في المقدمة ثم الهند وباكستان وإسرائيل، وبعض الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات.
لا بد هنا من المرور على بعض مواقف تلك الدول، والبداية حكماً ستكون من الصين التي تجد نفسها اليوم في موقع حرج وحساس، لا تُحسد عليه، ولا أظنها أرادت الوصول إليه أصلاً، فهو يتناقض مع كل خططها القائمة على الغموض والهدوء البنّاء والنفس الطويل. لا نبالغ إذا قلنا إن موقف بكين قادر على تغيير مجرى الحوادث، في أوكرانيا وفي ما يتجاوزها، لكن إلى أين؟
وبما أن المعارك الروسية تبدو متعثرة تعثراً كبيراً في أوكرانيا، وذلك بحسب إفادات شهود عيان كانوا في الميدان (من المقاتلين الأوروبيين الذين عادوا من المعارك) وبحسب صور الأقمار الاصطناعية التي ترصد أرض المعركة، فالنبأ الذي تناقلته وسائل الإعلام عن طلب روسيا من الصين مساعدات حربية واقتصادية قد يكون صحيحاً، رغم إصرار الصين على نفيه. كل هذه مؤشرات إلى تعثر حرب روسيا، وبالتالي حاجتها إلى المساعدة، فهل تُقدم الصين على مساعدة “الحليف الاستراتيجي” الجديد كما سُمّي في “الاتفاقية اللامحدودة”.
تقف الصين اليوم بلا شك على حبل مشدود، وتشتعل النار من تحتها مستعرة هائجة، وحتى لو صدقت التنبؤات التي تقول بأن زيارة بوتين لبكين في الرابع من شباط (فبراير) الماضي، لم تكن لمجرد حضور افتتاح الأولمبياد الشتوي، بل لإطلاع نظيره الصيني على نيته بدء “عملية عسكرية” في أوكرانيا، إلا أني أكاد أجزم بأن الصين لم تتوقع أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه. وإذا لم يفاجئها فعل الغزو الروسي، فقد فاجأتها حكماً شراسة المقاومة الأوكرانية، ومستوى الاتحاد الذي أظهره الناتو والغرب عموماً، ومستوى الرعب الذي ساد العالم نتيجة صور الضحايا. أضف إلى ذلك أنه لم يكن خافياً على القيادات الصينية أن رياح الغزو لم تكن تجري كما تشتهي السفن الروسية، وبالتالي ازدادت عزلة روسيا ومحاصرة بوتين عالمياً، الأمر الذي لا تريده الصين على الإطلاق.
أي مبتدئ في السياسة يعرف أن الصين تقف اليوم في المنطقة الرمادية مكرهة، لأن الخيارين الآخرين أحلاهما مر، ولو عاد الأمر لبكين، لاختارت ألا تكون الحرب من أساسها، فقبل كل شيء تُعد أوكرانيا في حد ذاتها شريكاً تجارياً مهماً للصين، مع أكثر من 15 مليار دولار من التدفقات التجارية الثنائية عام 2020. كما تعد الدولة أيضاً بوابة حيوية لأوروبا وشريكاً رسمياً في مبادرة الحزام والطريق، أهم أدوات بكين الجيوسياسية. ولو كان القرار بيد القيادة الصينية، لاختارت أن تحافظ على علاقات قوية مع موسكو، وتحمي علاقتها التجارية مع أوكرانيا، وتبقي الاتحاد الأوروبي في مدارها الاقتصادي، وتتجنب زيادة العقوبات الأميركية والاتحاد الأوروبي على موسكو، كل ذلك مع منع علاقاتها مع الولايات المتحدة من التدهور الكبير.
هذا هو المأمول هناك في بكين، لكن ما هو الممكن؟
إذا صرحت الصين علناً بالوقوف إلى جانب روسيا فستخسر أسواقها الأميركية والأوروبية، وتخلق لنفسها أزمة في العلاقات مع الغرب. وإذا أرادت إدانة الحرب الروسية، ولم تقدم المساعدات لروسيا، فإن هذه الأخيرة سوف تؤثر لاحقاً على الصين العدو التقليدي، سواء من خلال مبيعات النفط أم دعمها السياسي بشأن تايوان وضد أميركا.
وفي الوقت نفسه، ليس من مصلحة الصين أن تخسر روسيا الحرب، لأن هذه الخسارة قد تؤدي إلى ارتدادات دراماتيكية خطيرة، منها مثلاً حركة انقلابية في الجيش وإلقاء القبض على بوتين وسيادة الفوضى في الاتحاد الروسي، وربما تقوده إلى التفكك نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن الروسي… وكل هذه الحوادث ستؤدي إلى انسحاب روسيا من الساحة الدولية كقطب عالمي ذي تأثير واسع، ما يجعل الصين في موقف صعب، وتصبح غير قادرة بمفردها على مواجهة أميركا التي ستعمل على استبعادها وإزاحتها من قطبية العالم، فتكون قد “أُكلت حين أُكل الثور الأبيض”!
إذاً، فخيارات الصين هي إما أن تقف إلى جانب روسيا، وتغضب أميركا ومعها الغرب ويطبق عليها الحصار الاقتصادي، وتتعرض للمزيد من الضغوط الاقتصادية في الأسواق الأوروبية، أو أن تدين الحرب الروسية وتقف إلى جانب أميركا، وترفض تزويد روسيا بالمساعدات وتخسر حليفها الجديد، وربما سيؤدي هذا الموقف إلى انهيار روسيا في حالة خسارة الحرب.
حالياً لا تزال تصريحات الخارجية الصينية تحمل طابع الحيادية، مع الميل إلى حد ما نحو روسيا، ولا أظن أنها ستتغير كثيراً في الأيام المقبلة، بل ستحافظ الصين على موقفها هذا، أملاً أن تغير تطورات الأزمة، وردود الفعل العالمية عليها، من واقع الحال شيئاً، بما يسمح للصين بتحصيل أكبر قدر من المصالح.
لقد أدت الإجراءات الروسية إلى توحيد الناتو في أوروبا، ودفعت أيضاً إلى تعزيز الوحدة والتنسيق والتعاون بين الأطراف الآسيوية. وتشمل هذه دول إطار العمل الأمني الرباعي الذي يتكوّن من الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، بالإضافة إلى دول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وفيتنام والفلبين وتايلاند وإندونيسيا.
الهند وحدها من بين تلك الدول لم تعلن موقفاً معادياً لروسيا، بل أعلنت على الهواء مباشرة شراء 3 ملايين برميل من النفط الروسي، موقف قد ينبع في المدى القصير من الرغبة في تجنب حرق الجسور كلها مع روسيا، فلطالما ارتبطت نيودلهي بعلاقات جيدة مع الاتحاد السوفياتي وثم مع روسيا، وما زال الكثير من أسلحتها روسية. لكن على المدى الطويل، سيتأثر موقف الهند بتعاطي كل من الصين والولايات المتحدة مع الأمن الآسيوي، هل ستحاول الصين ضم تايوان، أو هل ستعاقب أميركا فعلاً من لا يقف معها اليوم ضد روسيا؟ ونحن نعلم أن باكستان بدورها رفضت الضغوط الغربية، واعتبرت أن العقوبات سلاح عقابي مرفوض، ويجب عدم تسيس العلاقات الاقتصادية الدولية. السؤال هنا: هل يمكن مثلاً أن تتبع أميركا سياسة التصادم، بخاصة بين باكستان والهند، وتفجر لديهما قضية كشمير الخلافية، ليتسابق كل طرف منهما باتجاه الغرب باعتبار أن روسيا منشغلة في حربها في أوكرانيا، والصين مترددة خائفة؟
وفي الشرق الأوسط تتصدر إسرائيل قائمة الدول المترددة، فهي تقف في منتصف الطريق، وحريصة على عدم إزعاج أي من الطرفين، الأميركي والروسي، ليست مدفوعة برغبة بإنهاء الحرب، أو إجراء وساطة مقبولة من الطرفين (كما هي الحال بالنسبة إلى الإمارات أو السعودية)، بل يبدو أن نيتها ترقب ما سيحصل وإلى أي الطرفين ستميل الكفة في النهاية، بخاصة أن نتائج الحرب الأوكرانية تؤثر في عدوّها الأول إيران، وقد تسرع بعودة هذه الأخيرة إلى الحظيرة الدولية وإلى السوق العالمية من بوابة الاتفاق النووي، الأمر الذي قد يخلق شرخاً بين موسكو وطهران (إذا لم يكن موجوداً بالفعل)، وقد يؤثر كثيراً في تحركات الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة، بخاصة في سوريا، حيث تولّت موسكو إلى الآن ضبط التحركات الإيرانية فيها، ومن المتوقع أن ينتقم الإيرانيون، بخاصة أنهم يلومون روسيا على سماحها المستمر لإسرائيل باستهداف قواتهم ومواقعهم في سوريا.
ستظل مواقف كل تلك الدول رهينة للتطورات التي ستشهدها عملية بوتين في أوكرانيا، والكيفية التي سينزل فيها عن الشجرة هناك، والتي ستتجلى غالباً في إعلان أنه كسب الحرب، من خلال تحقيق أهداف العملية العسكرية (التي لم يُعلن إلا السياسي منها)، أضف إلى ذلك أن جملة واسعة من الأسئلة ستظل مطروحة أيضاً، فكيف وبأي معنى يمكن القول إن روسيا كسبت الحرب، هل تطويق المدن وحصارها من أجل الضغط في المفاوضات هو كسب للحرب؟ وهل تستجيب أوكرانيا لمطالب روسيا إذا توقفت الحرب عند تطويق المدن وحسب، وإلى متى تستطيع روسيا تحمل تكاليف الحرب الباهظة بشرياً واقتصادياً، ولا سيما إذا وقعت في وحل حرب العصابات، ونحن نشاهد أحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً تورد إلى أوكرانيا من أجل دحر روسيا؟ وهل سينهار الجيش الروسي الذي بدأ يعاني نفسياً من طول الحرب وحجم الخسائر التي وقع فيها؟
إن نظرة فاحصة للصيرورة التاريخية التي صنعها تلاحق الحوادث منذ الحرب العالمية الأولى (نقطة التحول الجذري للتاريخ السياسي المعاصر) ثم انقسام العالم إلى معسكرين – غربي وشرقي – وقيام الحرب الباردة، مروراً بانهيار الاتحاد السوفياتي وانطلاق عصر العولمة، وصولاً إلى ما نشهده اليوم من تكتلات واستقطابات وانقسامات وضغوط واصطفافات على الساحة الدولية بسبب حرب أوكرانيا.. إن تعاقب هذا كله يمثل من منظور المنطق الديالكتيكي جملة كبيرة من التغيرات الكمية التي ستؤدي بالضرورة إلى تغيرات كيفية حتمية ستحدث تحولاً جذرياً في الواقع العالمي اليوم، ومع أنه لا يقين بعد عمّا سيكون عليه هذا التحول، غير أن المؤكد أنه سيسير في أحد اتجاهين: إما حرب نووية يخسر فيها الجميع، أو انتصار روسي.
ورغم الاستبعاد العملي للحرب النووية وإمكان نشوبها نظرياً، ينبغي التذكير بأن مقدمات أزمة اليوم، والتي بدأت منذ عقد ونصف تقريباً، وذلك حين مثل توجه الناتو نحو توسع نفوذه شرقاً مصدراً لاستفزاز بوتين وقلقه (وهذا ما عبّر عنه خطابه في ميونخ 2007). ثم تفاقمت الأوضاع مع اندلاع أعمال العنف وثورة 2014 في كييف، لتصل الأمور إلى التدخل العسكري الروسي في شباط (فبراير) 2022.
والآن بعد مضي أكثر من شهر على الحرب وعجز روسيا عن تحقيق الإنجازات التي كانت تأملها، بالإضافة للخسارات الكبيرة، سواء العسكرية التي لحقت بالجيش الروسي في الأرواح والمعدات، أم الاقتصادية والسياسية المتمثلة في عقوبات دولية قاسية وغير مسبوقة على موسكو، يقابلها في الوقت ذاته دعم كبير بالسلاح والعتاد لأوكرانيا من أوروبا وأميركا، والذي يمثل بحد ذاته خطوة “إعلان حرب” غربية ضد روسيا، سيضع الأخيرة على حافة الانهيار بعد الأضرار الجسيمة التي تكبدتها جراء كل هذه الإجراءات الغربية، والتي بدأت ملامحها تتوضح في حالة السخط والتذمر بين المواطنين الروس، وحالة إحباط الجنود على جبهات القتال.
لا يمكن مع هذه المقدمات كلها استبعاد أن يلجأ بوتين إلى السلاح النووي ضد الناتو، وحينها سيدخل العالم كله ثقباً أسود وفوضى دولية يصعب جداً تصور نتائجها وأبعادها.
ولا أظن أن العالم قادر على تفادي السيناريو السابق أعلاه، إلا إذا تحقق ما لا يرغب به الغرب، أي أن يكسب بوتين الحرب! إذ إن أي انتصار يمكن أن تحققه روسيا، سواء أكان عسكرياً مباشراً، أم دبلوماسياً عن طريق التفاوض والوصول إلى وقف إطلاق نار بشروط روسية، سيؤذن بلا شك بولادة عالم جديد متعدد الأقطاب، يتراجع فيه الدور الأميركي أمام أدوار روسيا والصين، وعليه إلى أي مدى ستخاطر موسكو لكسب حربها هذه، وماذا بقي في جعبتها من مفاجآت، وهل سيصل التصعيد بها إلى حد استخدام أسلحة محرمة، وأي رد فعل سيأتي من الطرف الأوروبي الأميركي المواجه؟
أسئلة تجيب عنها الأيام المقبلة وصيرورة المعارك…

شاهد أيضاً

هل تنجح طهران خارج محور المقاومة؟

بقلم: عادل بن حمزة- النهار العربيالشرق اليوم– دخلت منطقة الشرق الأوسط فصلاً جديداً من التصعيد …