الرئيسية / مقالات رأي / رعب عالمي… المختبرات البيولوجية في أوكرانيا تهدد البشرية بالفناء

رعب عالمي… المختبرات البيولوجية في أوكرانيا تهدد البشرية بالفناء

بقلم: محمد حسين أبو الحسن – النهار العربي


الشرق اليوم – صراع مخيف من نوع خاص يجري تحت غطاء الحرب في أوكرانيا، ينذر بحرب بيولوجية بين دول عظمى تكون شعوب العالم ضحية لها، لتدفع ثمن صراع الكبار على الهيمنة والتجارة.
كارثة وبائية أخذت تتكشف ملامحها، حتى وصلت إلى أروقة مجلس الأمن الدولي. اتهمت روسيا الولايات المتحدة بانتهاك اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وتنفيذ أنشطة بيولوجية عسكرية خطيرة، في أوكرانيا ودول أوروبية. أبدى الاتحاد الأوروبي عدم علمه بالأمر، بينما أيدت الصين الموقف الروسي؛ داعية واشنطن الى الكشف عن أنشطتها البيولوجية، والتي وصفتها بأنها تلقي “جذعاً في نيران الأزمة الأوكرانية”، وزعمت “الأمم المتحدة” أنها لا تملك القدرات التقنية للتحقق من البرامج “الجرثومية” العسكرية في أوكرانيا.
أمام حالة عدم اليقين تمثل تصرفات القوى العظمى خطراً حقيقياً على سلامة البشرية، وتعيد إلى الواجهة نظرية المؤامرة حول أصل فيروس كورونا وغيره، ولعل تدمير المختبرات وإخفاء الحقائق يظهران أننا نعيش في إحدى مهازل التاريخ الأشد عنفاً ومأساوية.

أسلحة جرثومية
اتهمت موسكو واشنطن باستخدام الطيور المرقمة في نشر أمراض فتاكة وكأسلحة جرثومية، في الأراضي الروسية، انطلاقاً من أوكرانيا ودول أوروبية، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الولايات المتحدة أقامت 30 مختبراً في أوكرانيا، تنتج فيروسات تسبب أمراضاً خطيرة، مشيرة إلى تدمير بعضها، من خلال العملية العسكرية الحالية.
بعض الخبراء والمحللين الروس أشاروا إلى أن السيطرة على المختبرات البيولوجية الأميركية هي السبب الحقيقي وراء التدخل الروسي في أوكرانيا، قائلين إن المختبرات تحتضن أنشطة ضبابية بإشراف أميركي، من دون تقديم تقارير عن ماهيتها. أليكسي بولشوك مدير الدائرة الثانية لبلدان رابطة الدول المستقلة، اعتبر أن المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، ليست خطراً على روسيا وحدها، بل على أوروبا كلها. أما فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاتّهم كييف وواشنطن، خلال اجتماع مجلس الأمن، بتنفيذ أنشطة بيولوجية خطيرة في منطقة أوروبا الشرقية، لافتاً إلى وجود أدلة على ذلك.
من أجل ذلك، طالبت روسيا بفتح تحقيق دولي يضمن سلامة مواطنيها وأراضيها من الاجتياح البيولوجي، في ظل إجرائها تجارب ذات طبيعة عسكرية على عينات من فيروس كورونا الخفافيش ومسببات الأمراض؛ بما يخالف بنود اتفاقية الأسلحة البيولوجية التي دخلت حيز النفاذ في آذار (مارس) 1975. وأوضح لواء الدفاع إيغور كوناشينكوف أن المختبرات السرية كانت تدرس الانتشار المحتمل لمسببات الأمراض عبر الطيور البرية المهاجرة بين روسيا وأوكرانيا وغيرهما، مبيناً أن الغرض هو إنشاء آلية للانتشار السري لمسببات الأمراض الفتاكة، ما يشير الى احتمالية اللجوء إلى استخدام الحرب البيولوجية، مع تصاعد وتيرة الحرب الروسية- الأوكرانية؛ وقد يفضي ذلك إلى اتساع نطاقها الدولي؛ فالاتهامات المتبادلة بين موسكو وواشنطن ربما تسفر عن آليات جديدة للحرب غير الآلة العسكرية التقليدية.
الاتهامات الروسية طاولت مركز ريتشارد لوجار لأبحاث الصحة العامة الممول أميركياً في تبليسي في جورجيا. يذهب الروس إلى أن ما تم كشفه على الأرض يثبت نوايا أميركا وحلف “الناتو” تجاه بلادهم، من خلال الحرب البيولوجية ونشر الأمراض على حدودها؛ منوهين بأن قرار الحرب في أوكرانيا جاء في توقيته؛ لوقف التهديدات المحدقة بالأمن القومي الروسي.

الاعتراف الأميركي
رد الفعل الصيني لم يتأخر؛ حثت بكين واشنطن على توضيح أنشطتها البيولوجية العسكرية في الخارج، بالذات في أوكرانيا؛ وشدد تشاو لي تشيان المتحدث باسم الخارجية الصينية على أهمية فتح المختبرات البيولوجية للتفتيش المستقل من قبل خبراء دوليين.
وقال تشانغ جون المندوب الصيني في الأمم المتحدة إنّ روسيا كشفت وثائق عن مختبرات بيولوجية، داعياً أميركا الى الرد عليها بوضوح، مشيراً إلى أنّ بلاده مستعدة للتوسط لإخماد النيران، وأضاف: “نأمل بأن يجلس الناتو مع روسيا من أجل وضع هندسة أمن مشتركة”.
واعترفت السلطات الأميركية، من جهتها، بأن أوكرانيا تستضيف منشآت أبحاث بيولوجية، وأعربت عن مخاوفها من سيطرة القوات الروسية عليها، وفقاً لتصريح فيكتوريا نولاند وكيلة الخارجية الأميركية في 7 آذار (مارس)، لكنها نفت مزاعم روسيا بالإعداد لحرب بيولوجية على حدودها الجنوبية.
ووصفت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الأمر بأنه “منافٍ للعقل”، ويمكن أن يكون جزءاً من محاولة روسيا لاستخدام أسلحة دمار شامل ضد أوكرانيا، وتبرير هجومها عليها. وأضافت: “الآن بعدما قدمت روسيا هذه الادعاءات الكاذبة، يبدو أن الصين أيدت هذه الدعاية، ويجب علينا جميعاً أن نكون حريصين على إبقاء أعيننا مفتوحة على احتمال استخدام روسيا أسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا، أو القيام بعملية رفع راية كاذبة عن استخدام هذه الأسلحة”. وأكدت أن الولايات المتحدة تلتزم اتفاقيتي الأسلحة الكيماوية والأسلحة البيولوجية ولا تطور أو تمتلك مثل هذه الأسلحة في أي مكان.
وبينما وصف الناطق باسم البنتاغون جون كيربي، الادعاء الروسي بأنه “حفنة من الهراء”، أشار الناطق باسم الخارجية نيد برايس إلى أن “روسيا لديها سجل طويل وموثق في استخدام الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك محاولات الاغتيال وتسميم أعداء بوتين السياسيين مثل أليكسي نافالني”.

حملات تضليل
في ظل حملات التضليل المتبادلة بين أطراف الصراع، تمثل الحرب في أوكرانيا تهديداً للأمن العالمي؛ لكثرة المختبرات البيولوجية والمفاعلات النووية على أراضيها، ما يرفع مستويات المخاطر المحتملة، ولا تقل المعامل البيولوجية خطورة عن المفاعلات المنتجة للأسلحة النووية.
تندرج الأسلحة البيولوجية ضمن أسلحة الدمار الشامل، عبر استعمال الكائنات الدقيقة من جراثيم وفيروسات وفطريات في الأوبئة والجوائح الفتاكة المفتعلة وإثارة الهلع والخوف بين البشر وإبادة أعداد كبيرة منهم. تتطور تقنيات إنتاج السلاح البيولوجي وتكتيكات استخدامه، بوتيرة متسارعة، بخاصة مع علم الأحياء التركيبي الذي زاد الأمر خطورة بعدما أصبحت الفيروسات المعدلة تشكل الخطر الأكبر، تعرف بالفيروسات الخارقة، يترك ذلك تأثيرات كبيرة على خصائص النظام الدولي وتوازناته ما يؤثر جوهرياً في ميادين: الأمن والسياسة والاقتصاد، ما يجعله أداة ضغط مضمونة النتائج لابتزاز المجتمعات وتدجينها أو تدميرها. لا تشل الأسلحة الجرثومية اقتصادات الشعوب فقط، بل أيضاً قدرتها على العمل والإنتاج والوجود في نهاية المطاف، ولعل جائحة كورونا مثال ساطع في ذاك السياق. ولا تزال البوابة الأوكرانية مثل صندوق الباندورا تطلق الشرور في كل الاتجاهات، من دون النظر إلى مصالح المستضعفين.
باتت المخاوف من هذه الأسلحة المحرمة هاجساً يؤرق العالم؛ لنا أن نتخيل أن تلك الأسلحة المدمرة وقعت في قبضة الجماعات الإرهابية، في ظل حالة من الفوضى الراهنة، ما يضع البشرية بأكملها أمام “الإرهاب البيولوجي”، فمن الوارد جداً الذهاب نحو كارثة أو حرب بيولوجية عالمية؛ وقد تجري رياح المستقبل بما لا يشتهيه قبطان العالم، مصير مجهول ونتائج غامضة تحدق بالجنس البشري مع رعونة الكبار!

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …