الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
الشرق اليوم – قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي عقب مشاركته في القمة الطارئة لزعماء ورؤساء حكومات دول “الناتو” في بروكسل: إن جهود بلاده تنصب حاليا على عقد لقاء بين الزعيمين الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولودمير زيلينسكي.
وأضاف أردوغان: “سنواصل مشاوراتنا مع بوتين وزيلينسكي وجهودنا تنصب حاليا على عقد لقاء بينهما لإحلال السلام”.
وأوضح أن تركيا مستعدة للوساطة بين روسيا وأوكرانيا في حال تلقيها طلبا أو عرضا إيجابيا.
وتابع “على الناتو أن يتحرك بنهج واقعي واستراتيجي مع استمرار دعمه السياسي والعملي لأوكرانيا خلال أجواء الحرب الحالية”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحل النهائي للأزمة الأوكرانية يجب أن يستند إلى صيغة موثوقة تقبلها موسكو وكييف والمجتمع الدولي.
ودعا جميع الدول وخاصة البلدان الأوروبية إلى دعم اللاجئين وتحمل المسؤولية لتخفيف مشاكلهم.
كما أكد أن تركيا ستواصل المساهمة في إجراءات الردع والدفاع لحلف الناتو وفق مبدأ التضامن، معربا عن توقعاته التعامل بالمثل من جانب الحلفاء.
وأكد أردوغان أن تركيا تواصل مشاوراتها مع كل من روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب بينهما، وتتابع عن كثب وتدعم المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف.
وقال “دعم تركيا القوي لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها منذ عام 2014 معروف من قِبل الجميع، لقد أعربنا في كل فرصة بأننا لم ولن نعترف بضم شبه جزيرة القرم، وموقفنا هذا ما زال مستمرا دون تغيير”.
وأضاف “مع استمرار الصراع يزداد الدمار لدى الجانبين. في هذه المرحلة تقف تركيا في مكانة خاصة واستثنائية سواء من ناحية موقعها الجغرافي أو عضويتها في الناتو. فأوكرانيا وروسيا دولتان جارتان لنا في البحر الأسود”.
ولفت إلى أن بلاده تتمتع بعلاقات عميقة الجذور ومتعددة الأبعاد ووثيقة مع أوكرانيا من جهة، ولديها حوار بناء قائم على الثقة المتبادلة مع روسيا من جهة أخرى.
وذكر أن اجتماع وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في أنطاليا ولقاءات وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في موسكو ولفيف الأوكرانية، يعتبر بمثابة نقطة تحول في المساعي الدبلوماسية لتخفيف التوتر بين روسيا وأوكرانيا.
موضحا أن تركيا تستخدم الصلاحيات الممنوحة لها بموجب اتفاقية مونترو الخاصة بالمضائق، من أجل تخفيف التوتر في البحر الأسود.
وقال أردوغان إن تركيا تقوم بما يقع على عاتقها، مبينا أن بلاده أرسلت حتى الأن 56 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وأن عدد الأوكرانيين الذين دخلوا الأراضي التركية بلغ 60 ألفا.
وانتقد أردوغان فشل المجتمع الدولي في التعامل اللائق مع اللاجئين قائلا: “التجارب السابقة المريرة توضح بأن المجتمع الدولي لم ينجح في حماية اللاجئين. وإننا نأسف عندما نرى أولئك الذين يضطرون إلى ترك ديارهم وبلدانهم وهم يتعرضون للتمييز على أساس لون بشرتهم ولغتهم ومعتقداتهم وثقافتهم”.
وأكد أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب المحتاجين دون أي تمييز، انطلاقا من مفهومها الحضاري الذي يعتبر الإنسان أشرف المخلوقات.
وأضاف أنه زود زعماء الناتو خلال القمة الطارئة بمعلومات حول سياسة بلاده النشطة والمبدئية وجهودها الدبلوماسية الفعالة.
وتابع أن القرارات التي اتخذت في القمة كانت خطوات لتعزيز بنية الردع والدفاع لحلف الناتو، مبينا أن الحلف ليس بالهيكل الذي شأنه تشكيل تهديد لروسيا أو لأي دولة أخرى.
من جانب آخر رحب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بالمساعي الدبلوماسية التي تبذلها تركيا فيما يخص الأزمة الأوكرانية.
وجاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية، حول لقاء جونسون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة زعماء الناتو.
وأوضح البيان أن أردوغان وجونسون أعربا عن قلقهما إزاء الاشتباكات الجارية في أوكرانيا والتي تتصاعد حدتها يوما بعد يوم.
وأضاف البيان أن جونسون وأردوغان تناولا أيضا سبل تقديم المزيد من الدعم للحكومة الأوكرانية
وفيما يخص العلاقات الثنائية، شدد أردوغان وجونسون على ضرورة تعزيز التعاون التجاري بين البلدين وتطوير العلاقات في مجال الطاقة المتجددة والنووية.
بدوره صرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه اتفق مع الرئيس أردوغان على العمل من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإرساء سلام دائم.
وأوضح ماكرون في تصريح صحفي عقب القمة أنه يتفق مع وجهة نظر أردوغان في أن الحرب الروسية الأوكرانية لا يمكن حلها على المدى القصير.
وأضاف أنه وأردوغان قررا تنظيم عملية إنسانية مشتركة في أوكرانيا وخاصة في مدينة ماريوبول.
وقال ماكرون إنه بحث مع أردوغان أيضا قضايا إقليمية، مشيرا إلى أن الوضع الحالي يشكل فرصة لإزالة الغموض والشكوك القائمة مع تركيا.
وأكد على إمكانية إعادة تحديد استراتيجية قائمة على التعاون مع تركيا بشأن ليبيا والشرق الأوسط، وإحراز تقدم في خلافات الرأي التي كانت في السنوات الماضية.
ولفت إلى أنه في حال لزم الأمر، سيتم تشديد العقوبات ضد روسيا، معربا عن رفض بلاده أن تكون طرفا في الحرب.
المصدر: وكالات
