الرئيسية / الرئيسية / على غرار السيناريو الروسي في أوكرانيا .. هل ستغزو الصين تايوان؟

على غرار السيناريو الروسي في أوكرانيا .. هل ستغزو الصين تايوان؟

الشرق اليوم – دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أسبوعها الرابع، بالتزامن مع محاولات دولية لخفض التصعيد وحض موسكو على وقف الهجوم.. إلا أن روسيا ترفض الوساطات وتتمسك بعدد من الشروط تتمثل بحياد أوكرانيا وعدم تقدم حلف شمال الأطلسي “الناتو” شرقا.

ولكن الحليف الأقرب لموسكو.. بكين تحاول أن تتخذ موقفا أقرب للحياد وتحقيق توازن دبلوماسي بين روسيا والدول الغربية، حيث طلب وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، من جميع الأطراف المعنية “ممارسة ضبط النفس”.

الصين لن تتراجع 

مؤخرا أكدت صحيفة “واشنطن بوست” أن الصين لا تبدي استعدادا للرضوخ لمطالب الولايات المتحدة المتعلقة بتعامل بكين مع موسكو على خلفية عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذر نظيره الصيني شي جين بينغ، خلال مكالمة هاتفية معه، يوم الجمعة، من “عواقب خطيرة” في حال تقديم بكين دعما لروسيا في ضوء مواصلتها عمليتها في أوكرانيا، لكن الصحيفة أشارت إلى أنه لم تكن هناك أدلة تذكر على أن الزعيم الصيني أصغى إلى حجج بايدن.

ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الصينية انتقدت بشدة، في بيان أصدرته بعد المكالمة، العقوبات “ويبدو أن من بينها تلك العقوبات التي يمكن أن تفرضها الولايات المتحدة على الصين بسبب دعمها لروسيا”.

وترى الصحيفة أن الصين تحرص على الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين، وهي تساعد روسيا دون أن تواجه الغرب في الوقت ذاته، وذلك في محاولتها للحفاظ على علاقات وطيدة مع كلا الطرفين، لكن إدارة بايدن تحذر بكين من أن هذا التكتيك لن ينجح.

من جانبه قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في بيان نشرته الخارجية الصينية، إن الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية كما سيثبت الوقت ذلك، وإن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول.

وقال إن “الصين لن تقبل أبدا أي إكراه أو ضغط خارجي، وتعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضد الصين”.

تحذيرات تايوان

بدورها شبهت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، التطوّرات التي تشهدها أوكرانيا المهددة بغزو روسي وشيك، بالوضع الذي تعيشه الجزيرة التي تسعى بكين لاستعادتها.

ومؤخرا أدانت رئيسة تايوان روسيا لإصدارها أوامر بدخول قواتها إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في أوكرانيا.

وقالت إن: «قوى خارجية تحاول التلاعب بالأوضاع في أوكرانيا والتأثير في معنويات المجتمع في تايوان».

من جانبها ردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هويا تشونييج، بالقول: «إن تسليط السلطات التايوانية الضوء على القضية الأوكرانية» وإبداءها القلق إزاء الأوضاع هناك، «مناف للمنطق».

وأضافت أنّ «تايوان بالتأكيد ليست أوكرانيا. تايوان كانت ولا تزال جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي الصينية. هذه حقيقة تاريخية وقانونية لا يمكن دحضها».

وبالرغم من رفض بكين المقارنة بين الأزمة في تايوان بنظيرتها في أوكرانيا، إلا أن بعض الخبراء يؤكدون أن الصين تدرس بشكل دقيق رد فعل المجتمع الدولي على الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما أشارت إليه بوني غلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة. وفي مقابلة مع DW، قالت من المؤكد أن الصين “ستستخلص الدروس من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا للاستفادة من ذلك في استراتيجيتها تجاه تايوان”.

واشنطن وتايبيه.. علاقات متينة  

من جانبه أرسل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وفدا رفيع المستوى يتكون من مجموعة من الشخصيات العسكرية والأمنية السابقة إلى تايوان، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا حيث سيلتقون مع رئيسة البلاد تساي إنج ون.

وتأتي هذه الرحلة وسط مخاوف الولايات المتحدة من إقدام بكين على غزو تايوان بعد أن لاحظت عدم رغبة واشنطن في إرسال قوات إلى أوكرانيا.

وقالت سفارة تايوان في الولايات المتحدة إن الرحلة “علامة على أن العلاقات بين تايبيه وواشنطن لا تزال متينة”.

ويضم الوفد ميجان أوسوليفان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش، وميشيل فلورنوي، وكيل وزارة الدفاع السابق في عهد باراك أوباما، والرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة مايك مولين.

كما سافر المسؤولون السابقون في مجلس الأمن القومي مايك جرين وإيفان ميديروس مع المجموعة.

وعلى الرغم من أن حكومة بكين تصر على أن تايوان تنتمي إلى الصين، دعمت الولايات المتحدة استقلال تايوان بشكل غير رسمي، حيث زودت تايبيه بالأسلحة حتى مع الاعتراف بمطالبة الصين بالجزيرة.

والولايات المتحدة ليست طرفًا في أي معاهدات أمنية ملزمة مع تايوان، ولم تتعهد أبدًا بالدفاع عن الجزيرة بالقوة.

وأدى هذا الموقف غير الملزم، إلى جانب رفض الولايات المتحدة إرسال قوات إلى أوكرانيا ردًا على الهجوم العسكري الروسي هناك إلى تكهنات في وسائل الإعلام الأمريكية بأن بكين ربما تفكر في “غزو تايوان”.

هل أفشلت العملية العسكرية الروسية غزو الصين لتايوان 

بدورها قالت مجلة “نيوز ويك” الأميركية إن وثيقة روسية مسربة كشفت عن خطة صينية لغزو تايوان في الخريف، لكن الغزو الروسي ونتائجه الحالية على روسيا “بعثر” مخطط بكين التي تخشى أن تطالها العقوبات التي فرضت على روسيا.

ونقلت الوثيقة التي كشف محتواها المعارض الروسي، فلاديمير أوسيكين، وهو محام في مجال حقوق الإنسان، ويدير موقعا يوثق لانتهاكات حقوق الإنسان في السجون الروسية ويقيم في فرنسا، ضمن وثائق أخرى مصدرها الاستخبارات الروسية. والوثيقة كتبها محلل يعمل في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وفق المجلة.

وتشير “نيوز ويك” إلى أن وزير الخارجية التايواني،  جوزيف وو، أكد أن بلاده يتعين عليها الاستعداد لهجوم صيني بغض النظر عن صحة الوثيقة المنسوبة للاستخبارات الروسية.

وفي جلسة استماع للجنة الدفاع، أكد المسؤول التايواني علمه بالوثيقة الروسية، مشيرا إلى أن  أجهزة الاستخبارات التايوانية تحقق في ذلك.

وقال أوسيكين إنه حصل على سبع وثائق منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

ونقلت المجلة عن كريستو غروزيف، المدير التنفيذي لمجموعة الصحافة الاستقصائية “بيلينغكات”، إنه يعتقد أن مسرب الوثائق شخص حقيقي من جهاز الأمن الفيدرالي.

والوثيقة المؤرخة بتاريخ 9 مارس، تكشف أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، كان ينوي غزو تايوان في الخريف، ولكن بعد الغزو الروسي، أغلقت هذه النافذة حاليا.

وبحسب الوثيقة، فقد أفشلت العملية العسكرية الروسية خطة الصين بعد الفوضى التي تسببت فيها العملية الروسية ومخاوف الصين من أن تطالها تبعات العقوبات المفروضة على موسكو.

وأمر شي الشهر الماضي كل الوحدات العسكرية بالقيام بـ”تدريبات تتركز على معارك” وزيادة قدراتها على صعيد “المواجهات المعلوماتية”.

مخاوف يابانية من غزو تايوان

هذا وقد أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة “ماينيتشي” بالاشتراك مع مركز البحوث الاجتماعية، أن ما يقرب من 90% من اليابانيين قلقون بشأن التهديدات المحتملة لأمن اليابان، بالإضافة إلى احتمال “غزو الصين لتايوان”.

ووفق الاستطلاع أشار 46% من المستطلعة آراؤهم إلى أنهم “قلقون بشدة” بشأن التهديدات المحتملة لأمن اليابان، و41% “قلقون إلى حد ما”، في حين قال 3% فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم لم يشعروا بأي قلق.

وردا على سؤال حول مخاوف بشأن “غزو صيني محتمل لتايوان” في ضوء الأحداث في أوكرانيا، قال 56% من المستطلعين إنهم “قلقون بشدة” وقال 33% إنهم “قلقون إلى حد ما”.

ولكن في ظل العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا والتي تتصاعد يوما بعد يوم، هل ستتجرأ بكين على تنفيذ سيناريو مشابه للغزو الروسي لأوكرانيا أم أنها ستتراجع؟ وهل ستتمكن واشنطن وأوروبا من كبح جماح بكين وموسكو في مساعيهم الهادفة للتوسع.

شاهد أيضاً

كيف ينظر الأمريكيون إلى نتنياهو؟

الشرق اليوم- أفاد استطلاع للرأي أن 53 بالمئة من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة …