الرئيسية / مقالات رأي / هوليود والحرب العالمية الثالثة!

هوليود والحرب العالمية الثالثة!

بقلم: محمد الرشيدي – صحيفة “الرياض”


الشرق اليوم – الإعلام الأميركي على وجه الخصوص والأوروبي عموماً يتعامل حاليا مع ما يحدث من هجوم روسيا على أوكرانيا بناقل للأخبار والمشاهد وبأسلوب الإعلام التعاطفي مع الأوكرانيين ضد الرئيس بوتين وجيشه، الكل منا لا يحب الحرب والكل منا مع السلام العالمي، ولكن بنظرة متأنية ومتابعة لأهم القنوات الفضائية العالمية نجدها تتعامل مع ما يحدث حسب الأجندة السياسية لبلادها.
الإعلام الأميركي والغربي بصوره عامة ليس أعلاما محايدا أو مثاليا كما تصوره لنا المدارس الإعلامية وتطور المفهوم الغربي بهذا الخصوص، لو شاهدنا التغطيات الإعلامية لما يجري بين روسيا وأوكرانيا، لن تجد الحقيقة المطلقة، ستجد الكل يتحدث باللسان الرسمي لحكومته، من قبل الأزمة والإعلام يعلن أن روسيا على وشك غزو أوكرانيا، لم نتفاجأ بهذا الحدث العسكري المؤلم إنسانيا والمؤثر عالميا خاصة بمجال الاقتصاد العالمي الذي أنهكته كورونا ولم يتعافَ منها حتى الآن.
القنوات العربية كالمعتاد بمثل هذه الأحداث إما ناقلة وبطريقة غير مباشرة للقنوات العالمية الكبرى، أو كالمعتاد تستعين بما يطلق عليهم “محللي الشنطة”، يتابع خبرا هنا وهناك، ويظهر على القناة كخبير ومحلل استراتيجي وبحديث إعلامي عفا عليه الزمن، مثله مثل محللي القنوات الرياضية وخصوصا من يتحدثون بين الشوطين وينظرون ويطالبون، واللاعبون والمدرب مشغولون بالاستراحة داخل الغرف المخصصة لهم، فيصبحون مجرد بائعي كلام يسلون فيه أنفسهم مع منافسة إعلانات المأكولات والمشروبات الغازية لوقتهم المخصص.
الكل يتحدث عن سيناريو حرب عالمية ثالثة، السيناريو الذي أشغلتنا به الآلة الإعلامية الأميركية المتمثلة بالقوة الكبرى “هوليود” منذ عشرات السنين الماضية، وكيف تهزم أميركا ما كان يُعرف “بالاتحاد السوفيتي” والذي تمثله حاليا روسيا التي استطاعت أن تفرد عضلاتها بصورة لم تكن متوقعة كما يجري حاليا، والساسة الأميركيون والأوروبيون يواجهون هذه القوة بتصريحات وكلام إعلامي وتهديدات اقتصادية فقط بمنع استيراد الفودكا من روسيا وإغلاق مطاعم ماكدونالدز وغيرها، والأوكرانيون يموتون ويتشردون والعالم يترقب.
شاهدنا دولا كبرى غزت وقتلت شعوبا، ولم نشاهد الفضائيات الغربية تتعامل مع ما كان يحدث كما هي الحالة الأوكرانية، الإعلام هو القوة الكبرى، أسلوب التعامل مع ما نشاهده حاليا والمراسلون الناشطون بالبث المباشر من داخل العاصمة كييف وعلى مدار الساعة، نجح كثيرا في تأليب العالم على روسيا وهذه حقيقة ولكن هل ستكون هي الحل، الانفتاح الروسي مع الإعلام الغربي رغم توجهاته المعروفة ضد روسيا، لم يمنع وزير خارجية روسيا بعد المحادثات مع نظيره الأوكراني في أنطاليا، أن يتيح لهم الأسئلة ويستمع لها، وأعجبني أنه كان يعرف كل توجه كل قناة يسأل مندوبها ويجيب بأريحية ودبلوماسية ذكية!
كلنا ضد الحرب ولكن ما يحدث حاليا هو تغير عالمي بالموازين بكل ما تعنيه الكلمة، الأسلوب الإعلامي في التغطيات ركز على الجانب الإنساني، لم نجدهم يتحدثون كثيرا عن استراتيجيات عسكرية أو حتى اقتصادية رغم أهميتها، التركيز وباتفاق بينهم يركز على تصوير روسيا كوحش عديم الإنسانية وتأجيج العالم عاطفيا عليه، فهل تنجح هذه الاستراتيجية أم تستمر روسيا في ظل خذلان حلفاء أوكرانيا لها، بتحقيق أهدافها ويصبح أسلوب التعاطف الإعلامي غير مجدٍ في هذا الزمن، لأنه ليس الزمن الذي هزمت فيه صورة الطفل الفيتنامي أميركا في فيتنام.

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …