الرئيسية / دراسات وتقارير / “حظر الطيران”.. الغرب يرفض اشتباكه المباشر ضد روسيا

“حظر الطيران”.. الغرب يرفض اشتباكه المباشر ضد روسيا

الشرق اليوم- مع دخول الحرب في أوكرانيا ليومها الثامن، ما زال جيشها يقاوم ويطلب الدعم، وكون أن أوكرانيا ليست عضوا في “الناتو”، فهذا يعني أنها الغرب لن يتدخل في ساحة المعركة مع أوكرانيا أمام الروس.

وبنبرة يملؤها الحزن والأسى، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: إن بلاده “تُركت وحدها” في مواجهة روسيا، متسائلا “مَن هو مستعدّ للقتال معنا؟ لا أرى أحدا.. مَن مستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟.. الجميع خائفون”.

وقد دعا الرئيس الأوكراني، يوم الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي لإثبات وقوفه إلى جانب أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وقال: “اثبتوا أنكم معنا واثبتوا أنكم لن تسمحوا لنا بالرحيل واثبتوا أنكم أوروبيون حقاً، ومن ثم ستنتصر الحياة على الموت وسينتصر النور على الظلام، المجد لأوكرانيا”.

ومنذ بدء الأزمة الأوكرانية – الروسية، دعم الغرب كييف، وتصدى لروسيا عبر حزمة عقوبات غير مسبوقة، ولكنه في نفس الوقت رفض إرسال قوات لمواجهة الجيش الروسي.

حظر الطيران

اقترح زيلينسكي، يوم الاثنين 28 فبراير، فرض منطقة حظر طيران للرحلات الجوية الروسية فوق أوكرانيا.

ويقصد بحظر الطيران أن أي منطقة في المجال الجوي لدولة لا يُسمح لطائرات معينة بالتحليق فيها أو عبورها، ويهدف إعلان منطقة حظر الطيران بصورة أساسية إلى حماية المناطق الحساسة.

أما في السياق العسكري، تم تصميم منطقة حظر الطيران لمنع الطائرات من دخول المجال الجوي المحظور، عادة لمنع الهجمات الجوية أو عمليات المراقبة للمنطقة، ويتم ذلك بالوسائل العسكرية مثل استخدام نظام مراقبة أو تنفيذ ضربات استباقية ضد الأنظمة الدفاعية في المنطقة، كما يمكن إسقاط الطائرات التي تدخل إلى المنطقة المحظورة أيضا.

وبناء على ما سبق فإن منطقة حظر الطيران فوق أوكرانيا تعني وجود قوة عسكرية، وتحديدا قوات الناتو، ستتولى فرضها بالقوة وسوف تشتبك مباشرة مع أي طائرات روسية يتم رصدها فوق أوكرانيا وتطلق النار عليها إذا لزم الأمر.

موقف الغرب من حظر الطيران

جاء رد البيت الأبيض فاتراً على هذا المقترح، ويذكر أن رئيس الولايات المتحدة بايدن قال: “إننا لن نقاتل في أوكرانيا، وبالطبع لن نفرض منطقة حظر طيران، ستجرّك إلى القتال”، وفقا لصحيفة ” Stars and Stripes”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين: إنّ فرض منطقة حظر طيران سيكون خطوة نحو إرسال قوات أمريكية لمحاربة روسيا، مضيفة: “فرض منطقة حظر طيران يتطلب تطبيقاً”، موضحة أنه سيستلزم “نشر الجيش الأمريكي لتطبيقه، وهو ما سيكون صراعاً مباشراً محتملاً، وربما حرباً مع روسيا، وهو ما لا نخطط أحياناً لأن نكون جزءاً منه”.

 وبالإشارة إلى أسباب عدم رغبة أمريكا في خوض الحرب مع أوكرانيا ضد روسيا هو أنه لا توجد لدى واشنطن مصالح تتعلق بالأمن القومي مع أوكرانيا، فإن أوكرانيا ليست جارة للولايات المتحدة، وليس بها قاعدة عسكرية أمريكية، ولا يوجد بها احتياطات استراتيجية من البترول كما أنها ليست شريكا تجاريا رئيسيا، كما أن بايدن لا يتبنى سياسة التدخل العسكري، وأشار استطلاع للرأي أجراه لمركز AP-NORC، أن 72% من الأمريكيين قالوا: إن بلادهم يجب أن تلعب دورا “محدودا” في الصراع الروسي – الأوكراني، أو لا تتدخل مطلقا، بالإضافة إلى أنه لا توجد معاهدة تجبر الولايات المتحدة على الإقدام على هذه المخاطرة، بحسب شبكة “BBC”.

ورفض وزير الدفاع البريطاني بين والاس، دعوات لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بفرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا.

وحذر أن من شأن فرض حظر جوي في أوكرانيا التسبب في اندلاع حرب على مستوى أوروبا مع قوة لديها سلاح نووي.

وصرّح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن قوات بلاده لن تقاتل القوات الروسية في أوكرانيا وإن التعزيزات الأخيرة كانت داخل حدود الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وأضاف خلال زيارة إلى إستونيا، حيث نشرت بريطانيا المزيد من القوات: “هذه ليست أكثر من إجراءات دفاعية، وهي جوهر حلف شمال الأطلسي منذ أكثر من 70 عاماً”.

وقال موضحا: ” لن نحارب القوات الروسية في أوكرانيا وتعزيزاتنا مثل هذه التعزيزات هنا في تابا موجودة داخل حدود أعضاء حلف الأطلسي وهي الشيء الصحيح الذي يجب فعله”.

الاكتفاء بدعم العتاد والأسلحة

اكتفت الدول الغربية خلال التصعيد الروسي وغزوها أوكرانيا، بدعم كييف من خلال تزويدها بالسلاح والذخائر.

ووفقا لبيان مشترك، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة اتفاقهما مع 25 دولة على تزويد أوكرانيا بمزيد من السلاح في إطار القتال مع روسيا.

وفي الولايات المتحدة، وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن مذكرة تقضي بتقديم 600 مليون دولار مساعدات عسكرية فورية لأوكرانيا، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.

ووافقت الحكومة التشيكية على إرسال أسلحة وذخيرة بقيمة 8.57 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا.

والشحنة تشمل أسلحة آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى، سيتم تسليمها من الجانب التشيكي إلى موقع تختاره أوكرانيا.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأعلن تقديم معدات دفاعية لأوكرانيا، إلى جانب مساعدات إضافية بمقدار 300 مليون يورو.

بينما هولندا فستُسلِّم أوكرانيا 200 صاروخ “ستينجر” للدفاع الجوي، وخمسين سلاحا مضادا للدبابات من طراز بانزرفوست-3 و400 صاروخ.

أما ألمانيا، فستُرسل 400 قاذف “آر بي جي” وبألف صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ ستينجر أرض جو.

شاهد أيضاً

هل تؤثر تظاهرات الجامعات الأمريكية على إدارة بايدن؟

الشرق اليوم– ناشدت الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إخلاء المخيمات، …