الرئيسية / دراسات وتقارير / The New York Times: كيف تم وضع الأساس المنطقي الروسي لغزو أوكرانيا؟

The New York Times: كيف تم وضع الأساس المنطقي الروسي لغزو أوكرانيا؟

الشرق اليوم- بحلول ظهر الثلاثاء، انخفضت البورصة الروسية مجددا، بقيمة هبوط إجمالية وصلت إلى 20 في المئة في أقل من أسبوع.

قبلها بيوم واحد، كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يلقي خطابا بوجه متجهم، وكلماته تبدو كأنها “إعلان حرب”.

إن خطاب الرئيس أصبح تتويجا لوابل من الدعاية المكثفة التي نظمتها وسائل الإعلام الحكومية الروسية، والتي جعلت الغرب يبدو كأنه “الشرير” الذي يريد ابتلاع الأراضي الروسية.

وعلى مدى أشهر، وبينما كانت واشنطن تحذر من الغزو الروسي الذي يلوح في الأفق لأوكرانيا، رفضت آلة الدعاية الروسية الحديث عن الحرب وبشاعتها.

لكن في نهاية الأسبوع الماضي، تغير كل شيء، وبدأت وسائل الإعلام الروسية تشرح للجمهور، شيئا فشيئا، مبررات الغزو.

وبحلول صباح الثلاثاء، كانت أخبار الصباح على القناة رقم 1 التي تديرها الدولة تعلن “لحظة تاريخية”، وأعلن المذيع أن “ثماني سنوات من الخوف انتهت” في إشارة إلى سكان شرق أوكرانيا الذي يحتله الانفصاليون والذين يتعرضون بحسب ادعاءات الكرملين التي لا أساس لها من الصحة “لإبادة جماعية” على يد القوات الأوكرانية.

وقالت مارغريتا كرديوكوفا، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 60 عاما في موسكو، موضحة سبب تأييدها لقرار بوتين “يجب علينا بالتأكيد مساعدة هؤلاء الناس. شكرا لحكومتنا على الأقل لإخراج الأطفال والنساء”.

ومع ذلك، فمن السابق لأوانه معرفة كيف سيكون رد فعل أغلب الروس على تحركات بوتين حيث أنه وحتى الآن لا يوجد أي من مظاهر ابتهاج ملحوظ يصاحب خطوة بوتين.

والثلاثاء، وبينما زعمت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن أوكرانيا تطلق النار على المناطق الانفصالية المدعومة من روسيا، والتي اعترف بوتين باستقلالها الاثنين، لم يتضح بعد إلى أي مدى سيذهب الكرملين في تصعيد الصراع.

وقال أليكسي نافالني، زعيم المعارضة المسجون، على وسائل التواصل الاجتماعي: “مئات وقريبا، قد يموت عشرات الآلاف من الأوكرانيين والمواطنين الروس بسبب بوتين”.

وأضاف: “بالتأكيد، لن يسمح (بوتين) لأوكرانيا بالتطور وسيجرها إلى مستنقع لكن روسيا ستدفع الثمن نفسه”.

وأعرب نائب قومي روسي هو، أندريه لوغوفوي، عن أمله في أن يكون الاعتراف بالمناطق الانفصالية “بداية عودة أوكرانيا كلها ألى صدرها التاريخي”، حسب زعمه.

ويستند جزء كبير من الدعاية الروسية إلى معلومة غير دقيقة إلى حد كبير هي أن “روسيا لم تهاجم أبدا أي أحد طوال تاريخها”.

والاثنين، بثت وسائل الإعلام الروسية ادعاءات انفصالية عن تصعيد القوات الأوكرانية للهجوم وبثت مجموعة من الادعاءات التي لا أساس لها – وهي أن أوكرانيا تقصف الاتصالات والجسور ومحطة تنقية المياه وغيرها من أهداف البنية التحتية.

وادعى التلفزيون الروسي الرسمي من مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون أن أوكرانيا أرسلت “مخربين” وراء الخطوط الانفصالية.

ووصف مراسل على الأرض في الإقليم الانفصالي على قناة على موقع يوتيوب يديرها موقع تلفزيوني حكومي آخروفاة أحد السكان المحليين جراء القصف الأوكراني بأن “هناك إبادة جماعية تجري والناس يقتلون”.

وأصر المسؤولون الأوكرانيون على أن جيشهم لا يعد لشن هجوم ضد دونيتسك، وقالوا إن الانفصاليين يقصفون أراضيهم.

وقال الجيش الروسي: إنه دمر مركبتين قتاليتين للمشاة تابعتين للقوات المسلحة الأوكرانية عبرتا الأراضي الروسية وأضاف الجيش الروسي إن خمسة أشخاص قتلوا على الجانب الأوكراني – وهي المرة الأولى خلال الأزمة التي يعلن فيها الجيش الروسي تورطه في اشتباك قاتل ومباشر مع القوات الأوكرانية.

ونفت أوكرانيا حدوث مثل هذا التوغل على الإطلاق.

وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن المسؤولين الروس غير مجمعين، كما يبدو، على شن حرب ضد أوكرانيا.

وخلال اجتماع بث على التلفاز، قاطع بوتين مرارا رئيس استخباراته الخارجية، سيرغي ناريشكين، لأنه بدا وكأنه يراوغ بشأن ما إذا كان سيعترف باستقلال الجمهوريات الانفصالية المدعومة من روسيا في شرق أوكرانيا أم لا، مما دفع ناريشكين إلى التأتأة ثم قال إنه يؤيد ضم الأراضي.

“هذا ليس ما نتحدث عنه”، رد بوتين.

وفيما يتعلق ببعض الروس، أكد مشهد الاجتماع المتلفز أنه لا توجد لديهم أي وسيلة للتأثير على القرارات التي تتخذ في الكرملين، بحسب الصحيفة

وقالت داشا كريشنيكوفا، وهي طالبة هندسة معمارية تبلغ من العمر 19 عاما، في وسط موسكو: “أفهم أنه لا شيء يعتمد عليك عمليا في هذا الوضع. وأضافت أنه “من الغريب جدا أن تتخذ مجموعة من الأشخاص قرارا باسم البلاد بأسرها”.

ويقول خبراء استطلاعات الرأي إنه في حين أن احتمال نشوب حرب هو أحد أكبر مخاوف الروس، إلا أنه لم تظهر أي حركة مناهضة للحرب في الأسابيع الأخيرة لأن الكثيرين ببساطة لا يستطيعون تخيل ذلك – أو يرون كيف يمكنهم التأثير على أي قرارات.

وقالت ألكسندرا أرشيبوفا، عالمة الأنثروبولوجيا الاجتماعية في موسكو: إن الروس “يشعرون بأنهم لا يستطيعون التأثير على العملية على الإطلاق”، ووجدت أنه لم تجر مناقشة تذكر نسبيا لحرب محتملة مع أوكرانيا عبر الإنترنت قبل وابل الدعاية في الأيام الأخيرة.

والأحد رفعت حفنة من النشطاء ملصقات مناهضة للحرب فى ميدان بوشكين بوسط موسكو وتم القبض عليهم على الفور.

وأصر أحد المحتجين، ليف بونوماريف، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان على أنه في حين لا يزال كثيرون في الوقت الحالي لا يستطيعون تخيل الحرب، فإن أغلب الروس سيعارضونها إذا حدثت بالفعل.

وقال بونوماريف فى مقابلة أجريت معه يوم الإثنين “لن يكون هناك دعم لهذه الحرب”. واضاف “سيكون هناك انهيار في النظام”.

المصدر:الحرة

شاهد أيضاً

هل تؤثر تظاهرات الجامعات الأمريكية على إدارة بايدن؟

الشرق اليوم– ناشدت الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إخلاء المخيمات، …