الرئيسية / مقالات رأي / الصين والغرب ..نحو لقاء وثيق مستدام

الصين والغرب ..نحو لقاء وثيق مستدام

بقلم: نانسي تشيان – صحيفة “البيان”

الشرق اليوم – أثارت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، الكثير من النقاشات منذ الإعلان عنها في عام 2015. ويتوقع الكثيرون أن تستخدم الحكومة الصينية دورها كمضيفة لتعزيز نفوذها السياسي على الصعيدين المحلي والدولي.

ولكن يبدو أن هذا الجدل غير ذي معنى، إذ تفيد الألعاب الأولمبية الشتوية في تقريب الشعوب وتعزيز لقاء الثقافات.

في الواقع، تسعى جميع الدول المُضيفة إلى تعزيز مكانتها الوطنية من خلال الألعاب الأولمبية، ولكن هذا ربما ليس الدافع الرئيسي وراء سعي الصين لتنظيمها. ومع ذلك، وجدت الصين صعوبة بالغة في التغلب على المتنافسين الرئيسيين التقليديين في الرياضات الشتوية من أمريكا الشمالية وشمال أوروبا. وغالباً ما تكون الصين أكثر الدول حصداً للميداليات في الألعاب الأولمبية الصيفية. وفي دورة الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004، حصدت ثالث أعلى مجموع وثاني أعلى مرتبة في جدول الميداليات الذهبية، مما بعث على الأمل في أنها، مع الاستثمارات الكافية، يمكن أن تتربع على عرش صدارة الترتيب في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أُقيمت في بكين عام 2008. وفي هذه الدورة، حصدت الصين أكبر عدد من الميداليات الذهبية وتخلفت عن الولايات المتحدة بفارق ميداليتين فقط في جدول الميداليات.

بالنسبة للصين، تُعتبر استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية أهم من مجرد إحراز مكانة رفيعة في ألعاب القوى. وقد تعاملت الحكومة مع هذا الحدث باعتباره فرصة لبناء صناعة كاملة للرياضات الشتوية من الصفر. وبالإضافة إلى تخصيص ميزانية بقيمة 3.9 مليارات دولار للبنية التحتية والمرافق الأولمبية – فقد عززت الصين الاستثمار على صعيد الاقتصاد ككل في الرياضات الشتوية. وفي عام 2016، خصص برنامج اللياقة البدنية الوطني التابع للحكومة «بموجب الخطة الخماسية الـ 14 للتنمية الوطنية» مبلغ 237 مليار دولار لإنعاش صناعة الألعاب الرياضية، مع التركيز على الألعاب الأولمبية الشتوية. وقد تم بناء حوالي 400 منتجع للتزلج في جميع أنحاء البلاد بين عامي 2014 و2017، مع السعي لتحقيق هدف بناء 800 منتجع تزلج بحلول هذا العام.

كما أثر الطلب الاستهلاكي في الرياضات الشتوية، إلى جانب الاستثمار الذي حفزته الألعاب الأولمبية، في توفير فرص عمل وخلق صناعة سياحة مزدهرة في العديد من المناطق الريفية. ويمكن أن تعمل النفقات الحكومية الضخمة على تعزيز العمالة. ومع ذلك، على عكس الألعاب الأولمبية الصيفية أو غيرها من مشاريع الهياكل الأساسية الكبرى، والتي تميل إلى التمركز في المناطق الحضرية الكبرى، فإن تحفيز الألعاب الأولمبية الشتوية والرياضات الشتوية على مستوى البلاد حفز عمليات ومشاريع بناء كبرى في المناطق الأقل تقدماً من الناحية الاقتصادية.

لقد وفر الحماس الجديد الذي تبديه الصين فيما يتعلق بالرياضات الشتوية فرصة فريدة لبناء التقارب والاحترام وتعزيز العلاقة بين الشعب الصيني والغرب.

يمكن للصينيين بناء الكثير من ركائز الثقة بعد نتائج ومحصلة الألعاب الأولمبية، وهم مؤهلون لذلك بحيث يعضدون علاقتهم بالغرب، ويزيلون بعض المتاريس التي يتأطر الغرب خلفها مترددا في انفتاحه على هذه البلاد الثرية بثقافتها وقيمها وجمالياتها.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …