الرئيسية / اقتصاد / انطلاق قمة منتدى مصدري الغاز في العالم وسط تصاعد الأزمة الأوكرانية

انطلاق قمة منتدى مصدري الغاز في العالم وسط تصاعد الأزمة الأوكرانية

الشرق اليوم – انطلقت اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، فعاليات القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في العالم “GECF”، وسط تصاعد الأزمة الأوكرانية التي تهدد إمدادات الطاقة إلى أوروبا.

ويهدف المنتدى إلى مساندة الحقوق السيادية للدول الأعضاء على مواردها من الغاز الطبيعي، وقدرتها على أن تخطط وتدير باستقلالية التنمية المستدامة والفعالة والمراعية للمقتضيات البيئية، واستخدام والحفاظ على موارد الغاز الطبيعي لمصلحة شعوبها.

ويضم المنتدى 11 دولة عضوا، هي: روسيا، وإيران، وقطر، والجزائر، ومصر، وبوليفيا، وغينيا الاستوائية، وليبيا، ونيجيريا، وترينيداد وتوباغو، وفنزويلا.

كما يضم 7 دول أعضاء بصفة مراقبين، هي: أنغولا، وأذربيجان، والعراق، وماليزيا، والنرويج، وبيرو، والإمارات.

وتعقد القمة وسط أزمة عالمية كبيرة متمثلة في الصراع بين روسيا من جانب وأوكرانيا والغرب من جانب آخر، وتهديد ذلك الصراع في حال تفجره أمن الطاقة في قارة أوروبا بالكامل، لاعتمادها بشكل رئيسي على الغاز الروسي.

كلمات المشاركين في القمة

وأكد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته الافتتاحية أن بلاده ستستمر في دعم جهود حماية مصالح مصدري الغاز والحفاظ على مصالح المستهلكين، وفي التأكيد على الحقوق السيادية الكاملة والدائمة للدول الأعضاء في تطوير واستغلال مصادرها الطبيعية.

وشدد على التزام بلاده بتعزيز دور الغاز الطبيعي في التحول إلى اقتصادات منخفضة الكربون، وبالعمل جنبا إلى جنب مع جميع الشركاء لتحقيق نمو مستدام في صناعة الغاز، ولتلبية الطلب المتزايد على هذا المصدر المهم للطاقة، فضلا عن العمل على تشجيع الاستثمارات وتطوير البنى التحتية وقدرات الدول الأعضاء على الاستجابة للكوارث الطبيعية والحوادث.

وجدد دعوته إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء من جهة وبين المصدرين والمستوردين من جهة أخرى، لضمان أمن إمدادات الغاز الطبيعي واستقرار أسواق الغاز العالمية، مشيرا إلى اعتزام قطر زيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا حاليا إلى 126 مليونا سنويا بحلول عام 2027.

بدوره طالب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بضرورة حشد المزيد من الفاعلين المقتنعين بأهمية الغاز الطبيعي لرفع التحديات الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال انضمام دول جديدة مصدرة ومنتجة للغاز لتعزيز أدوارها والحفاظ على مصالحها من خلال الحوار مع الدول المستهلكة التي اعتمدت الغاز كأهم محرك لتقدم اقتصاداتها.

ودعا إلى البحث المشترك عن أفضل مكانة للغاز الطبيعي في أنظمة الطاقة وتثمين قيمته في الأسواق الدولية، فمن ناحية يعتبر هذا الغاز طاقة للحاضر والمستقبل.. طاقة نظيفة ومرنة يمكن الوصول إليها، وهو أيضا طاقة مفضلة لحماية البيئة إلى جانب الطاقات المتجددة الأخرى.

مؤكدا على ضرورة إيجاد حلول تكنولوجية فعالة ومبتكرة لتحسين جودة الغاز الطبيعي كطاقة نظيفة، لضمان وفرتها وقدرتها التنافسية، مشددا على أهمية انعقاد القمة في هذا الظرف المتميز بالعديد من التحديات مثل الصحة والوصول إلى الطاقة والتنمية المستدامة، وهو ظرف يمكن فيه للمنظمة أن تلعب دورا مهما في مواجهة هذه التحديات.

من جانبه أكد رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو أوبيانغ نغويما، أن الظروف الصعبة التي يواجهها العالم حاليا تستوجب تبادل الآراء حول المبادئ والأهداف التي قام عليها هذا المنتدى “ومنها تشجيع تبادل المصالح المشتركة عبر الحوار المشترك بين الدول المنتجة والدول المستهلكة والجهات المعنية بصناعة الغاز في العالم”.

وطالب بضرورة إيجاد منصة لتبادل الآراء حول المبادرات الجديدة التي تهم قطاع الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن أصعب الأزمات تستدعي حلولا كبيرة، وهو ما يجبرهم على العمل لإيجاد النموذج الذي يسمح لهم بمواجهة المشاكل المشتركة، داعيا إلى ضرورة الوحدة والعمل المشترك لضمان أمن إمدادات الغاز في ظل الأزمات التي تعصف بالعالم.

بدوره أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن بلاده باعتبارها تمتلك احتياطيات مهمة في الغاز الطبيعي بإمكانها المساعدة في التوصل إلى حلول على المديين القصير والمتوسط في مجال إمدادات الطاقة، معتبرا أن الغاز يحدد مستقبل الطاقة في العالم، وأن علينا استخدامه لتحسين المسار الاقتصادي الصعب الناجم عن تفشي فيروس كورونا.

وأعرب رئيسي، عن أمله بأن يسهم الاجتماع في تحقيق الأهداف والحفاظ على مصادر الغاز الطبيعي، لافتا إلى أن هناك وجهات نظرة مختلفة في المنتدى إلا أن ثمة تضامنا جيدا بين الدول المشاركة فيه تجاه المستقبل.

وقال “إن الهدف من عقد هذا المنتدى ومشاركة الأعضاء فيه هو دعم الحقوق التي تؤكد عليها سيادة هذه الدول في مجال اكتشاف الغاز وتعزيز دوره في تلبية حاجات العالم إلى الطاقة، وكذلك ضمان الأمن في مجال طلب الغاز الطبيعي على صعيد العالم”.

وأضاف أن الغاز يلعب دورا مهما في المسار المتنامي لاستخدام الكهرباء في العقود المقبلة، ومن هذا المنطلق يجب عليهم -كمنتجي الغاز- تلبية الحاجات لهذه الطاقة، وهذا يحظى ببالغ الأهمية.

وأكد رئيس موزمبيق، فيليب جاسينتو نيوسي، أن الغاز الطبيعي لا بد أن يكون عنصرا رئيسيا في مجال بناء السلام والأمن، معربا عن أمله في إمكانية الحصول على المعلومات اللازمة ليتمكن من تطوير مشاريع الغاز في بلاده.

وأعرب نيوسي عن عميق الامتنان للدول المصدرة للغاز لموافقتها على انضمام بلاده إلى منتدى الدول المصدرة للغاز، معبرا عن أمله في أن تمكن هذه العضوية بلاده من الاستفادة من احتياطيات الغاز التي تمتلكها.

من جانبه قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إن القمة تعقد في وقت يواجه فيه العالم تحديات عدة، على رأسها فيروس كورونا الذي لا يزال العالم يقاوم تبعاته على صحة المجتمعات والأنشطة الاقتصادية، فضلا عن مشكلة المناخ وآثارها على مستقبل صناعة النفط والغاز وعلى الاقتصاد بشكل عام كدول تعتمد على تلك الصناعة.

وأكد أن هناك فرصة كبيرة في تجمّع الدول المصدرة للغاز للتعاون والتشاور في مواجهة هذه التحديات وتطويعها إلى فرصة يمكن أن تدعم الاستقرار في الدول المصدرة وفي العالم أجمع من خلال ضمان تزويد العالم بطاقة نظيفة ومستدامة.

المصدر: الجزيرة 

شاهد أيضاً

كيف انكسر “مخلب النسر” الأمريكي في إيران؟

الشرق اليوم- رافق سوء الحظ خطة “مخلب النسر” الأمريكية لتحرير الرهائن في إيران في أبريل …