الرئيسية / مقالات رأي / مفاوضات «النووي».. ومرحلة الحسم

مفاوضات «النووي».. ومرحلة الحسم

بقلم: عائشة المري – صحيفة “الاتحاد”

الشرق اليوم – صرّح المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي، في مطلع يناير الماضي، بأن «التفاوض والجلوس على طاولة الحوار مع العدو في بعض المراحل لا يعني بالضرورة الاستسلام له». وعلى الرغم من عدم إشارته على وجه التحديد إلى الاتفاق النووي، فإن بعض المراقبين فسَّروا ذلك على أنه إعطاء الضوء الأخضر للمفاوضات بشكل فعال ولتهيئة الشعب الإيراني لقبول نتائج المفاوضات.

وهو تصريح اعتبره كثيرون، حتى في الداخل الإيراني، تراجعاً عن المواقف المتشددة السابقة إزاء المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية وإشارة واضحة إلى أنه على المفاوضين الإيرانيين أن يتوصلوا لاتفاق في الأسابيع القادمة من الجولة الحالية.

ثم أعرب خامنئي، الجمعة الماضي، عن تأييده فريقَ التفاوض الإيراني الموجود في فيينا، قائلاً، إن «الجهود الدبلوماسية التي يبذلها إخواننا الثوار في محاولة التخلص من العقوبات جيدة أيضاً، لكن المهمة الرئيسية هي إجهاض العقوبات».

واليوم تجري في فيينا الجولةُ الثامنةُ من المفاوضات حول العودة إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة» المعروفة بالاتفاق النووي، وتستمر طهران في التأكيد خلال المباحثات على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضَها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. وفي المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها.

والمفاوضات اليوم لا تجري حول العودة إلى اتفاق عام 2015، فبعض بنود هذا الاتفاق غير قابلة للتطبيق، وبعضها الآخر تجاوزته التطورات النووية على الساحة الإيرانية من خلال تخصيب اليورانيوم بنسب قياسية، وبالتالي فالتعاطي مع حقائق جديدة يستدعي إما التوصل إلى اتفاق مرحلي يوائم بين معادلة ضبط التخصيب الإيراني ورفع العقوبات أو التصعيد بكل الوسائل الممكنة لوقف تسارع تطوير إيران لقدراتها النووية، وهو خيار من الواضح أن أطراف التفاوض، حتى الجانب الأميركي، تستبعده رغم ضغوطات الدول الإقليمية، وكذلك الضغوطات الداخلية التي تواجها إدارة بايدن في نمط تسييرها للمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإيراني.

لقد صرَّحت العديد من الأطراف المشاركة في المفاوضات بوصول محادثات فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي إلى «مرحلة نهائية وحاسمة»، ففي تصريح لعلي باقري كني، كبير مفاوضي إيران في مباحثات فيينا، قال إن التوصل إلى تفاهم بات أقرب «من أي وقت مضى».

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس الماضي، عن تحقيق «تقدم ملموس» في مفاوضات فيينا حول العودة للصفقة النووية مع إيران، مشيرةً إلى أن التوصل إلى اتفاق ممكن خلال أيام.

وعلى الجانب الأميركي، وبالرغم من عدم حل بعض القضايا العالقة، فإن الولايات المتحدة ترغب في التوصل إلى تسوية مع طهران تتيح توقيع الاتفاق عاجلاً، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أن الرئيس الأميركي لا يملك صلاحيةَ تقديم ضمانات بأن الحكومات المستقبلية لن تنسحب من الاتفاق النووي، حيث حذَّر 165 «جمهورياً» في مجلس النواب الأميركي، وكذلك 33 من أعضاء مجلس الشيوخ «الجمهوريين»، الرئيسَ بايدن، من أنه من دون موافقة الكونغرس فإن أي اتفاق نووي مع إيران سيواجِه مصير الاتفاق النووي السابق، وأن الاتفاق مع طهران مهم جداً للأمن القومي الأميركي لدرجة أنه سيتطلب من مجلس الشيوخ التعريف بالمعاهدة والتصويت عليها، وتلك معضلة للجانبين الأميركي والإيراني معاً، خاصةً مع دخول المحادثات مرحلة الحسم وظهور بوادر اتفاق مرحلي بانتظار الإعلان عنه.

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …